خارج النص
يوسف عبدالمنان
أين هم؟؟؟
في مقال أمس بعثت برسالة للدكتور جلال يوسف الدقير القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي والوزير باسم الحزب لأكثر من عشرة سنوات في عهد الإنقاذ وسألته لماذا الصمت في زمن الإفصاح وعاتبني صديق من قيادات المؤتمر الوطني لماذا تسأل عن د.جلال وحده ولاتسال عن عشرات بل مئات القيادات التي كانت تملأ الدنيا ضجيجا وفراسة في وسائل الإعلام وشجاعة في المنابر وتجدها في الصفوف الأولى في كل مناسبة لماذا صمت هؤلاء في عهد قحت وفي زمن الحرب (دفنو دقونهم في رماد الحرب) الا قلة بأصابع الأيادي خرجت عن دائرة الخوف من قحت والخوف من الجنجويد وقالت كلمتها ودفعت ثمن موقفها ولكن الأغلبية المرعوبة لاتزال تتدثر بالصمت المريب والمواقف الرمادية والحياد السالب في لحظة تاريخية مفصلية من تاريخ السودان وحتى بات الصمت تواطؤا مع القتلة والسفاحين.
وإذا كان إعلان الموقف من التمرد معه أو ضده واجبا على كل السودان فإنه فرض عين لمن هومحسوبا على حواضن الجنجويد الاجتماعية وحواضنهم السياسية ومن بين آلاف القيادات خرج أحمد صالح صلوحه بوقف معلن وصوت جهير يندد بالقتل ويتبرا من كل مليشي وكذلك فعل على محمود عبدالرسول وزير الماليه الأسبق ووالي جنوب دارفور الأسبق والذي ظل يسجل أسبوعيا مواقفه المشرفة وتعريته لخطاب الجنجويد غير مكترثا لحرب الميديا من اتباع المليشيا وكذلك وقف سلمان سليمان الصافي رافضا القتل والنهب والسلب واختطاف أقلية من اللصوص لاسم الحوازمة وممارسة كل مايدعم الكراهية ويهدم التعايش وبالطبع كان السفير الدرديري قد كتب عن تمرد عرب الشتات حينما صمت الكتاب الذين كانوا ينعمون بالدولار الأخضر كسفراء وملحقين ورؤساء تحرير صحف .
وخرج خالد الأعيسر شاهرا سيفه بالحق حتى نصبته حرب الكرامة لسانا ينطق بحالها ومحمد عبدالقادر الذي أطلق على صحيفته الكرامة وجعلها مبشرا بالنصر وسيفا في رقاب المليشيا ودكتور مزمل أبوالقاسم ينافح عن السودان وشعبه ويسدد في كل ساعة طعنة في خصر التمرد وكعادته كان الهندي فارس كلمة ورهان وعاد النور أحمد النور بتقارير مهنية معقمة بخبرة السنين مدافعا عن البلاد ومناهضا للجنجويد واختفى من المشهد رجال كنا نعدهم من الأخيار .
وشهدت سنوات المحنة ميلاد مهيرات جدد رشان اوشي وعائشة الماجدي ومشاعر عثمان وسميه سيد واختفى وصمت مستشارو الرئيس البشير في القصر وعشرات المحلقين بالسفارات كما صمت جنرالات رفعتهم الإنقاذ لقيادة أركان الجيش ولم يعد في الساحة ضابط شرطة متقاعد يقارع الجنجويد الا القليل وذهب بعض أعضاء نقابة الأطباء لدعم التمرد وتخصيص مستشفياتهم لعلاج جرحي ومصابي الدعم السريع نظير المال المنهوب من خزائن الشعب السوداني وغاب اتحادات أصحاب العمل والراسمالية المنتفعة من الإنقاذ بل أصبح أسامة داؤود عدوا للبرهان وحتى سفراء الخارجية ظل منهم أكثر من ثلاثين سفيرا خارج البلاد ولم يضحي أحدهم ويعود لبورتسودان ويعيش كما سائر الشعب يعاني من الحصول على الرغيف الحافي .
صمت الساسة ولكن جهر آخرين بالرأي والفكر وليس جلال يوسف الدقير وحده من اختار الصمت والابتعاد عن شظايا النار فكل حلفاء الإنقاذ من الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل هم في عداد الغائبين ومثلهم الحركات المنشقة عن أصولها .
وأنصار السنة المحمدية والصوفية والإدارة الأهلية التي باع أغلبها ملابسهم الداخلية لآل دقلو ولم يبقى الا القليل من الصادقين يدعمون القوات المسلحة حتى لاحت بشائر النصر الذي يوم إعلانه سيهرع الكثيرين إلى الساحات وتعود العمائم البيضاء تخادع نفسها وتركب سرج النصر وتأكل بلحة قبل أن (تقش خشمها) من بلح حميدتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top