سوبرانو
أحمد دندش
على ذمة ابو حباب :
فيصل الصحافة…نكهة (الليمون بالنعناع).!
انتظر بفارغ الصبر ان يكتب رئيس تحرير صحيفة الكرامة استاذي الحبيب محمد عبدالقادر “ابوحباب” عن اية خاطرة في الفن، وذلك حتى اتمكن من الاستفادة مما يكتب فهو (بحر واسع) في الفن – كما السياسة- ودونكم ماكتب امس على صفحته بفيس بوك عن الفنان الكبير فيصل الصحافة حيث كتب ابو حباب:
(فى زمن مضى وعند هزيع الليل كان ياتيك صوته اما نسمة فى الصيف او دفئا فى الشتاء، فلاتملك الا ان تلبي نداء الطرب وتزحف الى مكان الحفل، يسوقك الولع بصوته المنكه بمزيج يانع من “شجن” عثمات حسين،وحنية ” الطيب عبدالله، هذا الخليط الذى يحاكي حلاوة ” الليمون بالنعناع” المثلج فى نهار خرطومي ساخن كان “سرالنكهة” كما يقولون، فى تجربة الفنان فيصل الصحافة، اشتاق لحفلاته وقد اسعدني الزمن بان اوقع احداثيات (مبيتي) فى بقعة جفرافية تسكنها ليلا اصوات فيصل الصحافة والشجي عبدالمنعم الخالدي، ومحمد اسماعيل وعماد الكاشف وعمار السنوسي، لابد ان يطرق اذنك احد هذه الاصوات اينما حللت فى نواحي الصحافة والسجانة والديم وجبرة..
كم كانت الخرطوم جميلة الامسيات وضاحة النهارات فى ذلك الزمان..
المهم ماقادر اواصل..
الى محبي فيصل الصحافة.. طبعا اكيد من جيل الكوامر لكن اظهروا…
اشتاق ل”ربة جامدة’ يحييها فيصل صاحب الصوت الجميل..
لنستعيد بها الذكريات وجمال الامسيات.
///////////////////
(عدادات) في السماء واغنيات في (الواطه).!
هاتفني أمس الأول أحد الاصدقاء بالقاهرة وهو يحكي لي بانزعاج عن قصته مع أحد الفنانين الشباب، وذلك عندما اتصل بمدير أعماله بغرض التعاقد معه على إحياء حفل زواج شقيقته، حيث تفاجأ بمدير أعمال ذلك الفنان الشاب يطلب مبلغاً فلكياً، الأمر الذي دفعه وبدوره ليطلب منه تخفيض المبلغ، ليتفاجأ بمدير أعمال ذلك الفنان يرد عليه وبطريقة استعلائية: (يازول والله إنت مفروض تقول الحمد لله إنو لقيت الأستاذ فاضي)، ليغلق محدثي الهاتف في وجه مدير أعمال ذلك الفنان الشاب، قبل أن يختتم محادثته معي بعبارة: (يا أستاذ…الواحد لو بدفع لي فنان زي دا عشرين مليون…حيدي ابو عركي كم).؟
وسؤال محدثي أعلاه مشروع، في ظل انقلاب الصورة، وتحول الكثير من الفنانين الشباب اليوم إلى (مجموعة تجار) يفاصلون في بيع الأحاسيس، ويسعون وبشكل كبير_خلال السنوات الأخيرة_ لمحو ملامح شخصية الفنان السوداني القديمة والتي كانت تقوم على التواضع وترتكز على الوعي والفهم لرسالية الفن بعيداً عن (قوانين العدادات) والتي باتت تحكم الساحة الفنية اليوم.
سؤال…أين هو (الفن) الذي يقدمه الفنانون الشباب حالياً والذي يستحق مثل هذه المبالغ الفلكية التي يضعونها مقابل إطلالتهم علي مسارح الحفلات الخاصة.؟..خصوصاً بعد الحرب، وهل تستحق اغنيات بعضهم (التيلماتشية) مجرد السماح لها بالتجوال داخل الصالة وملامسة (ذوق) المعازيم..؟..وهو سؤال بالطبع لن يجيب عليه الفنانون الشباب، ليس لأنهم لايمتلكون إجابة، ولكن لأنهم مشغولون ب(تحصيل العدادات).
بصراحة، موضوع الأسعار الفلكية التي يضعها الكثير من الفنانين-وخاصة الشباب- هو موضوع لابد أن يطرح للنقاش، ولابد من أن يتم ايجاد حلول له، وذلك لأسباب عديدة في مقدمتها أن الفن ليس (بضاعة)، وثانيها أن المواطن السوداني مؤخراً بعد الحرب يمر بحالة (انعدام وزن اقتصادي) حقيقي، ذلك الشيء الذي يبدو أن الغالبية العظمى من الفنانين لايفهمونه-أو يفهمونه ولكنهم يتجاهلون-.
قبيل سنوات قال الفنان كمال ترباس (مفاخراً) بأن (عداده مابنطو الككو)، تلك العبارة التي أثارت إستياء الكثيرين وأنا منهم، فعندما (ينطق) فنان كبير بمثل تلك العبارات (الغير مسؤولة)، من حق الصغار أن يفعلوا أكثر من ذلك، وأن يتحدث مديرو أعمالهم مع الجمهور بتلك الصورة (المستفزة) والخالية تماماً من أي (ذوق)…(وبعدين يا أخوي تعال اسألك…إنت فنانك المافاضي نهائي دا بوب مارلي ولا شنو)..؟
…..
جاليلو…احساس الحضور.!
اصدقكم القول، بانني واحد من معجبي وجمهور عقد الجلاد الذين كانوا يدخلون لحفلات تلك الفرقة من اجل الاستمتاع بما تقدم من فن نظيف واغنيات مذهبة، وكنت احد المعجبين جداً ب(صولات وجولات) محمد عبد الجليل داخل تلك الفرقة، وكنت من اكثر العاشقين لإحساسه العالي والرفيع، وبعد مغادرته للفرقة ظل إحترامي لعقد الجلاد كما هو لم يتغير، لكن تغير في دواخلي (احساس الحضور)، ذلك الاحساس الذي يعود ليتملكني كلما شاهدت جاليلو على احد المسارح.