دعت للبدء الفوري في تشكيل الحكومة الانتقالية..
أطراف سلام جوبا.. الموقف بالتفصيل
مسار دارفور: لا تجزئة لإتفاق ولا تفريط في استحقاقات السلام..
الكرامة :علم الدين عمر
دعم صريح للقوات المسلحة.. والتفاف حول مشروع الدولة..
التمثيل كحزمة واحدة.. دارفور توحد رؤيتها وتتمسك بالانتقال السلمي..
دعم لرؤية كامل إدريس.. ومطالبة بإنهاء الحرب دون تأخير..
الكرامة :علم الدين عمر
بينما يمضي الوقت في حالة من الترقب والإنتظار الحذر لإعلان متبقي حكومة الدكتور كامل إدريس أصدرت أطراف إتفاق جوبا لسلام السودان – مسار دارفور بياناً صحفياً من مدينة بورتسودان أمس عقب إجتماع رفيع ضم رؤساء التنظيمات الخمسة الموقعة على المسارتناول مستجدات الراهن السياسي والعسكري.. وجددت تمسكها بإتفاق السلام.. ورفضها لأي محاولة لتجزئة التمثيل أو الإلتفاف على إستحقاقاته..
البيان الذي حمل توقيع حركة العدل والمساواة.. حركة تحرير السودان.. تجمع قوى تحرير السودان.. المجلس الانتقالي.. والتحالف السوداني.. تضمن تأكيداً واضحاً على ضرورة تنفيذ الاتفاق بكلياته.. والإنطلاق العاجل نحو تشكيل مجلس الوزراء وتكليف والولاة وتفعيل الآليات التنفيذية المعطلة..
الوفاء للشهداء.. والدعم الكامل للجيش..
إبتدر المجتمعون بيانهم بترحمهم على أرواح شهداء معركة الكرامة..وكل من ضحى في سبيل السلام.. متمنين الشفاء العاجل للجرحى والعودة الآمنة للمفقودين. وأكدوا دعمهم التام للقوات المسلحة والقوة المشتركة والتشكيلات المساندة.. في معركة إستعادة سيادة الدولة وتحرير كل شبر من أراضي الوطن من التمرد والانفلات.
لا لتجزئة التمثيل.. الكتلة السياسية متماسكة..
الرسالة المركزية للبيان جاءت واضحة.. تمثيل أطراف مسار دارفور في السلطة الإنتقالية يجب أن يتم ككتلة واحدة لا تتجزأ.. وأكد المجتمعون أن هذا المطلب ليس اجتهاداً سياسياً بل يرتكز على نص صريح في الإتفاق وروح تشاركية قامت على وحدة الهدف والمصير.. وأي محاولة لتفكيك المسار..أو إختيار أطراف دون أخرى تعني عملياً تقويض الإتفاق وإعادة إنتاج الأزمة.
تشكيل الحكومة.. والمطالبة بإطلاق الآليات..
دعا البيان إلى البدء الفوري في تشكيل الحكومة الانتقالية.. بما يشمل مجلس الوزراء وولاة الولايات..باعتباره خطوة ضرورية لتنفيذ الإتفاق وتثبيت أركان الدولة في ظل الظروف الاستثنائية الحالية.. كما طالب بتفعيل الآليات المشتركة لتنفيذه وتوسيع دائرة التشاور لضمان شمول كل الأطراف الموقعة..
قيادة مرنة.. وتفاهمات واسعة تنتظر التفعيل..
وفي الأثناء أبدى كل من رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس.. مرونة كبيرة في التشاور مع شركاء السلام.. في مسعى لتجاوز نقاط التباين والإتفاق على صيغة تنفيذية واقعية تتجاوز الحساسيات المناطقية وتؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الوطنية..
هذه المقاربة التوافقية من قيادة الدولة وجدت تجاوباً واسعاً وعـُدت مؤشراً على نضوج المؤسسة الإنتقالية في التعامل مع أستحقاقات السلام بمنهج عقلاني يوازن بين مطالب القوى المختلفة ومصالح الدولة العليا.
سلام جوبا.. وثيقة لم يجف حبرها طالما الإنتقال قائم..
إتفاق جوبا.. الموقع في أكتوبر 2020..ظل يمثل أبرز إستحقاقات المرحلة الانتقالية الأولى.. إذ تضمن معالجة جذرية لقضايا خلافية كبيرة في ملفات السلطة والثروة.. والترتيبات الأمنية.. والتنمية.. وعودة النازحين. لكنه في ذات الوقت واجه تحديات على صعيد التنفيذ..لا زالت تراوح مكانها..أبرزها التمويل.. والضغوط السياسية.. والتداخل مع مشهد الحرب المتغير…
غير أن التمسك به..كما عبر البيان..ينبئ عن قناعة راسخة بأن الحوار والإتفاقات المُلزمة هي مسار حتمي لمتبقي فترة الإنتقال والتواضع علي البرنامج الوطني علي هوامشها..
رؤية وطنية تتجاوز الحسابات الضيقة..
وفي ظل هذا المشهد المعقد يرى مراقبون وأطياف واسعة من السودانيين أن اللحظة الراهنة تتطلب ترفع الجميع عن المطالب الذاتية والإصطفافات المناطقية والفئوية.. لصالح برنامج وطني مباشر ينهي الفترة الإنتقالية.. ويحسم التمرد..ويُنهي الحرب.. ويعيد ملايين النازحين إلى مناطقهم…
وتتجه الأنظار إلى دعم برنامج رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس..الذي يطرح رؤية جامعة تضع الأمن القومي والإستقرار فوق كل اعتبار…ويجمع المراقبون على أن البلاد لا تحتمل مزيداً من المشاكسات السياسية.. ولا مناورات المحاصصة.. وأن الروح الوطنية وحدها كفيلة بإنقاذ السودان من حافة الإنهيار.
بيان أطراف اتفاق جوبا – مسار دارفور – يعيد التأكيد على أن الاتفاق لا يزال حجر الزاوية في مشروع بناء الدولة السودانية الجديدة..وإن تغير الشركاء ..وتشاكس الرفاق فالرسالة أوضح من أي وقت مضى..وحدة الصف.. تنفيذ الاتفاق.. دعم القوات المسلحة.. تشكيل الحكومة.. ودعم القيادة الوطنية..
ولا شك أن شركاء مسار دارفور يحتاجون كذلك لحركة توافق وتحسس لموقف الشركاء الآخرين في مسارات الوسط والشمال وبقية القوي الفئوية الملحقة بالإتفاق حتي لا يكون هو نفسه برنامج التأسيس لتشظي القوي المدنية السودانية خلال الفترة المقبلة.