شاندي: المرأة أكثر من دفع ضريبة الحرب وحجم الانتهاكات مذهل..
منذ أكثر من عام ونصف العام لا تزال اجساد النساء هي ساحة القتال..
المليشيا تعتبر العنف الجنسي جزء من تكتيك الحرب..
اختطاف واحتجاز الضحايا في ظروف ترقى للعبودية الجنسية
وحدة مكافحة العنف ضد المرأة ل”الكرامة”: المليشيا مارست الاتجار والحمل والزواج القسري
الكرامة : هبة محمود
تفاصيل صادمة كشف عنها تقرير شبكة نساء القرن الأفريقي “صيحة”، عن حجم العنف الجنسي الذي تعرضت له المرأة في ولاية الجزيرة، إذ كشف التقرير امس الاول عن انتحار نساء بشرق الجزيرة تعرضن للتعذيب والاغتصاب من عناصر مليشيا الدعم السريع.
تقرير صيحة تزامن مع تقرير اخر صدر عن بعثة تقصي الحقائق في السودان، تحدث فيه أيضا عن حجم العنف الجنسي الذي وثقته البعثة بسبب المليشيا في السودان.
محمد شاندي عثمان، رئيس البعثة، كشف في تقريره عن أن معظم جرائم العنف الجنسي إرتكبتها قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، والضحايا تتراوح أعمارهم بين 8 و75 عاماً.
وقال إن “حجم العنف الجنسي الذي وثقناه في السودان مذهل”. واستند شاندي في تقريره، على مقابلات مع الضحايا والأسر وشهود عيان.
أجساد النساء.. ساحة القتال
وإنطلاقاً من تصريحات شاندي المتعلقة بحجم العنف الجنسي في السودان، نجد أن أكثر من دفع ضريبة الحرب في السودان هي المرأة السودانية التي تعرضت لابشع انواع الانتهاكات.
وفي خضم الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف لا تزال اجساد النساء هي ساحة القتال.
وفي تصريحات أدلت بها بعد زيارة إلى المناطق المتضررة، وصفت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، ليلى بكر، الوضع بأنه “أبشع الأوضاع التي شهدتها في مسيرتي المهنية”.
وأشارت إلى أن النساء والفتيات النازحات هرباً من النزاع في السودان يعانين من نقص حاد في الأغذية والمياه، بالإضافة إلى ظروف معيشية بائسة تتسم بعدم توفر الرعاية الطبية والنظافة الأساسية، وأكدت بكر أن آلاف النساء محتشدات في ملاجئ غير ملائمة، حيث لا توجد مياه نظيفة أو طعام كافٍ، مما يعرضهن لمخاطر صحية وأمنية إضافية.
وحدة مكافحة العنف ضد المرأة.. بالأرقام
مدير مكافحة العنف ضد المرأة د. سليمى إسحاق وهي وحدة حكومية، أكدت ل” الكرامة” إن أسوأ ما تعرضت له المرأة السودانية في هذه الحرب هو العنف الجنسي المتصل بالنزاع، بأشكاله المختلفة، لافتة إلى أن المرأة دفعت ثمن غال من أمنها وسلامتها وحتى مدخراتها الشخصية،.
وقالت في إفادة لها ان الأرقام التي سجلتها الوحدة حتى الآن هي304 حالة بخلاف تحديثات ولاية الجزيرة، مشيرة إلى أنه رقم لا يمثل أكثر من 2% من الحقيقة، وأن الحقيقة الصادمة ستتكشغ عند انتهاء الحرب.
ونوهت إلى أن 98% من الانتهاكات التي حدثت للنساء في الحرب مسؤول عنها الدعم السريع بشكل مباشر، مشددة على ان المليشيا تعتبر العنف الجنسي جزء من تكتيك الحرب بأشكاله المختلفة وأسلوب لقهر الرجال.
وتابعت: الدعم مارس كل الانتهاكات ضد المرأة من الاتجار والحمل القسري والجواز القسري.
واردفت: ما حدث في الحرب هو من أسوأ ما حدث للمرأة والتعافي منه بحاجة لاليات كثيرة يجب أن تعمل عليها الحكومة حتى تستطيع تهيئة وضع أكثر أمنا للنساء..
وفي ذات المنحى اعتبرت د. سليمى ما يحدث في الجزيرة هو نوع من الحملات الانتقامية للمليشيا التي ظلت مستمرة منذ احتياجهم الولاية، مؤكدة أن الانتقام مستمر وهناك تغييب اعلامي بسبب نقص انعدام الشبكات وتغييب المعلومات.
إنتحار النساء.. الحملة القاسية
والثلاثاء كشفت شبكة نساء القرن الأفريقي “صيحة”، عن انتحار نساء بشرق الجزيرة تعرضن للتعذيب والاغتصاب من عناصر مليشيا الدعم السريع التي اتهمتها بقتل ألف مدني في الجزيرة وسنار خلال أسبوع.
وقالت “صيحة”، في بيان إن وفقًا للتقارير الواردة من قرية السريحة، فإن النساء والفتيات تعرضن للتعذيب والاغتصاب الجماعي من عناصر الدعم السريع، مما أدى إلى إقدام العديد منهن على الانتحار”.
وأشارت إلى أن النساء في المناطق الأخرى صرحن باستعدادهن للإقدام على الانتحار لتحاشي الانتهاكات، وذلك عند علمهن باحتمالية اجتياح الدعم السريع لمناطقهن.
وأفادت الشبكة نقلًا عن تقارير واردة من الناشطين، بأنه في الفترة من 22 إلى 28 أكتوبر الجاري، قتلت قوات الدعم السريع ألف شخص في 50 قرية بولايتي الجزيرة وسنار.
وتابعت: “قتلت قوات الدعم السريع في 21 أكتوبر الحالي 120 من صيادي ومزارعي الهوسا السودانيين في مدينة أم شوكة بولاية سنار، وفقًا لمصادر شبكة صيحة على الأرض”.
واعتبرت “صيحة” هجمات قوات الدعم السريع على الجزيرة استمرارًا للحملة القاسية من العنف والقتل ضد المدنيين التي تنفذها في جميع أنحاء السودان، خاصة في دارفور، حيث وصلت إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وقالت إن الدعم السريع في ولاية الجزيرة قتل السكان بلا رحمة وفرض عليهم العمل القسري واستعبد العديد من سكان القرى.
وشددت على أن السودان في نقطة مفصلية، حيث يلوح شبح الإبادة الجماعية في الأفق، داعية مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لاستعادة السلام والأمن وحماية المدنيين.
ونادت الشبكة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بضرورة العمل على إنشاء آلية لحماية المدنيين مع مراعاة النوع الاجتماعي
العنف الجنسي.. الأمر المذهل
من جانبه كشف محمد شاندي عثمان، رئيس بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق في السودان في تقرير له اليوم، أن معظم جرائم العنف الجنسي ارتكبتها قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، والضحايا تتراوح أعمارهن بين 8 و75 عاماً.
وقال شاندي: “حجم العنف الجنسي الذي وثقناه في السودان مذهل”. واستند شندي في تقريره، على مقابلات مع الضحايا والأسر وشهود عيان.
وأكد أن قوات الدعم السريع وحلفائها مسؤولون عن العنف الجنسي على نطاق واسع؛ بما في ذلك الاغتصاب الجماعي واختطاف واحتجاز الضحايا في ظروف ترقي لوصفها بالعبودية الجنسية.
وقال: “القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها ارتكبت انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ولربما يرقى العديد منها إلى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، كما مارسا التعذيب وعرقلا وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين”.
ما يحدث يعجز عن الوصف
ويرى المحلل السياسي خليفة عبد الله ان السمة العامة في الحروب تم تدفع المرأة الثمن دونا عن غيرها، وذلك من قتل ابنائها أو فقدها زوجها واشقائها ووالدها أو قتلها هي شخصيا، ما يجعلها أكثر الفئات تضررا حين اندلاع الحروب.
غير انه وما تعرضت له المرأة في حرب السودان بحسب أفادت ل “الكرامة” يعجز المرء عن توصيفه، لافتا الى ان من واقع ما يحدث يتضح ان الحرب قامت على جسدها دون غيرها.
وتابع: تقرير صيحة صادم، وللأسف مازالت الإنتهاكات مستمرة في ظل إستمرار الحرب، ما يعني المزيد الجرائم.
وأضاف: مليشيا الدعم السريع مليشيا بربرية همجية، يعتبر الاغتصاب جزء من عقيدتها القتالية، التي يفاخرون بها، وذلك من خلال توثيقه على مرأى ومسمع العالم.