حاجب الدهشة علم الدين عمر كان السودانيون يعلمون أيها المقدم البائس..وكنت لا تعلم!!

حاجب الدهشة
علم الدين عمر
كان السودانيون يعلمون أيها المقدم البائس..وكنت لا تعلم!!
..ما لا يعلمه مقدم الشرطة ذاك المخدوع بالأماني أن السودانيون يعلمون كل ما ذكر وأكثر..
السودانيون يعلمون أن قحت والقحاتة ظنوا يومها (وكل ظنهم إثم) أن الدنيا قد دانت لهم فتقاسموها بينهم وأمعنوا في الحلم السراب..
السودانيون يعلمون أن مقدم الشرطة هذا تطاول علي الشرطة نفسها وعاث في أمرها إستهواناً وتهجماً ونشاذ..
في ملف هذا الرجل الذي ظن أن مجرد ترديد المعروف والمثبت تبرئة إهانة بالغة لأمرأة من حرائر السودان أستبق بها أفعال المليشيا بسنوات وتطاول علي أعراف الشعب السوداني وتقاليده ..في ملفه الإعتقاد بأنه وحيد زمانه ووارث صولجانه في أمر القوانين والأسس واللوائح التي وضعها أفذاذ قادة الشرطة قبل أن يولد ..
عرف مقدم الشرطة ذاك المعروف وهو يردد صدي الإنتهاكات العظيمة التي أرتكبها هو وجماعته في حق الشعب السوداني ذات سكرة وهم يكنزون الأموال ويكدسون المنهوبات ويتراقصون في الشوارع كالدمي المغيبة وما دروا أن رواصد الشعب لم تترك شاردة ولا واردة لم تدونها في أنتظار ساعة الحق ولحظة الحساب ..
فضحهم جميعاً ونسي نفسه وهو أكثرهم جرماً وجهلاً..
السودانيون يعلمون بئر الخيانة التي سقط فيها هؤلاء القوم ..عمقها وقرارها وأغوارها ..وقد وثقوا كل ما جري بالحرف والفاصلة ..
وثقوا الأموال التي نهبوها والأرواح التي أزهقوها ..والأعراض التي أنتهكوها ..ودموع الرجال التي أحتلبوها لعيني عمالتهم وخيانتهم ..وثقوا صفاقتهم في مواجهة تسامح الشعب وحلمه عليهم وأمله في شعاراتهم الكذوبة وبروقهم الخُلب.
عرف السودانيون أي نوع من الرجال والنساء هم حين بدأوا في تدمير بنية الدولة وخدمتها المدنية وأفتي هذا المقدم البائس في أمر القوات المسلحة السودانية والشرطة والأجهزة النظامية بكل تاريخها وتأهيلها وكسبها ..
لم يأت الرجل بجديد وهو يخوّن زملائه من الذين سعوا بذمة الخراب وتماهوا مع برنامج المليشيا وعميلها الأكبر حتي أيقظهم فجر الدمار والحريق وتسربت من بين أيديهم الأحلام وتكشفت الحقائق..
لن ينجيك أيها البائس أن تتسربل بلباس الوطنية بعد أن أشرقت شمس الحرب من مغربها وأقترب للناس حسابهم..
كان السودانيون يعلمون كل شيئ عن الذهب كيف يهرب وإلي أين وأموال الناس كيف تصادر وأين تخزن ..ومن الذي كان يمارس الإبتزاز ليغتني منه تحت لافتة لجنة إزالة التمكين..كانوا يعلمون كل شيئ عن رجال لم تعصمهم ثورة ولا أمل فيها عن السرقة والخيانة والإبتزاز والقتل والتمثيل ..
كان السودانيون يتابعون كل صغيرة وكبيرة من لحظة تماهيهم مع المليشيا والمرتزقة والغزاة لأستعادة ملكهم المزعوم حتي ساعة أستنجادهم بالسفارات والجوازات الأجنبية لإجلائهم عن الخرطوم التي حرقوها ولن يعودوا لها..
لن ينجيك أيها البائس اليائس مما أقترفت يداك إلا أن تذهب بنفسك لتثبت عليك وعليهم الجرم المشهود كشاهد ملك للناس والأحداث لعلك تمحو عارك وتمضي إلي مذبلة التاريخ في أنتظار الغفران.