افياء
ايمن كبوش
المؤسسة التعاونية.. (امنعوا الفارغ).. !
# قال لي: (مثلها وكل الاشياء السودانية الجميلة التي تبدأ كبيرة بأفعالها النضيرة، ثم تبدأ في التناقص، وقد سارت المؤسسة التعاونية الوطنية على هذا النهج، سلكت طريق التقهقر بعد أن كانت شمعة تضيء دروب الآخرين).
# هل ما قاله صاحبي، حقا، يعبر عن الواقع الذي يقول (ما طار طائر وارتفع، الا كما طار وقع)، لا يا سيدي، نحن ننبه إلى مكامن الخلل وندوس على الجرح اشفاقا عند عتبات من كان فينا مأمولا ومرجوا.
# لم تتوقف المناشدات، بل لم تخمد نيران المبادرات التي تنادي بدعم المقاتلين في جميع محاور القتال، إذ مازالت الحاجة للدعم موجودة ووافرة، الدعم المادي والدعم العيني حيث مازالت رواتب القوات النظامية هي الأضعف على مستوى التضحيات والتحديات، ومازالت أموال الاستخلاف التي تدفع لأسر المستنفرين والمجاهدين هي الأكثر شحا، بينما يتمدد الفقراء على مد الأفق والنظر، وهنالك اولئك الذين تقطعت بهم السبل في مناح عديدة من أراضي السودان ويودون العودة إلى الديار بعد أن بسطت القوات المسلحة سيطرتها على الأراضي السليبة، واعادت الامور الى نصابها في الأمن والطمأنينة، ولكن تظل عين المواطن بصيرة تجاه مراقد الأجداد ومراتع الصبا، لتصطدم تلك الرغبة وعشم الامنيات البكر بالأيدي القصيرة التي تموت بين قبضتها كثير من الاحلام.
#:كانت المؤسسة التعاونية الوطنية التابعة للقوات المسلحة السودانية في بدايات نشاطها، أثناء الحرب، تصوب باقتدار وموهبة نحو (تختة) الاحتياجات الأساسية للمواطنين، فكان منسوبوها يجوبون طرقات وأزقة ام درمان، بحثا عن الكادحين المتمترسين بإرادة البقاء وعدم مغادرة الديار، فيجيئهم دعم المؤسسة التعاونية ليقيل عنهم عثرات الايام، ويفتح أمامهم كوة ضوء نحو يوم افضل لا يشبه الغد الكيئب ولكن..
# وما أقساها لكن هذه.. وهي تتمدد الان لتعري بؤس الحال الذي وصلت إليه المؤسسة التي ينتظرها الكثير من الواجب المأمول، ينتظرها دعم المعسكرات بالاحتياجات ودعم المتحركات بالتعيينات وكذلك قيادة المبادرات الكبيرة التي تعتني بجرحى العمليات وأسر الشهداء والأسرى والفقراء والمعدمين، ولكن للاسف الشديد تركت المؤسسة العملاقة كل هذه العناوين الموحية، وانخرطت في احتفالية تدشين لافتة تتحدث عن (شرعية مية المية) للحكومة السودانية في زمن لم تعد الحكومة السودانية تبحث الشرعية بمجلسها السيادي وجهازها التنفيذي لانه لا شرعية ازهى واوثق من حناجر الجماهير وقبضات الايادي التي تُحيي رأس الدولة (البرهان) اينما حل واينما كان في أي بقعة من بقاع السودان، فأي شرعية تبحثون عنها في لافتة (لا بتودي ولا بتجيب) ؟ والأولى والأهم أن نسعى الى أن نطعم جائعا أو نشتري (بوت) لعسكري ادمت امشاطها اشواك الطريق بما بذل في إنتاج هذه اللافتة التي حشدنا لها الكراسي ودعونا لها المسؤولين وعلى رأسهم وزير الثقافة والإعلام الاستاذ خالد الاعيسر الذي كان الأصوب له أن يبذل لكم نصحا بأن شرعية الحكومة السودانية مثبتة عند المواطن السوداني مثلما هي مثبتة عند المجتمع الدولي ومؤسساته الرسمية علاوة على الدول الكبرى والصغرى فعن أي شرعية تبحثون ؟.
# لم تكن المؤسسة التعاونية في حاجة للرد على القحاتة والعملاء من شلة حمدوك، لأن القطار تجاوز هذه المناكفات والمحطات فبات الحديث عن الشرعية مثله وخطرفات (المؤسس) وشعارات (شكرا حمدوك).