“الكرامة” تجوب شمال بحري وتوثق بطولات بواسل منطقة الكدرو العسكرية (شارع الطيار ).. معارك ضارية وكمائن ناجحة

“الكرامة” تجوب شمال بحري وتوثق بطولات بواسل منطقة الكدرو العسكرية

(شارع الطيار ).. معارك ضارية وكمائن ناجحة

القوات المسلحة تُطهّر شمال بحري من دنس المليشيا المتمردة

كمائن محكمة اربكت الارهابيين وكبّدتهم خسائر فادحة في شارع الطيار

شوارع شمال بحري تتحول إلى شاهد حي على استبسال الأبطال

مركبات المليشيا المدمرة تملأ طرقات الازيرقاب وام القرى والخوجلاب ..

خسائر جسيمة للجنجويد في بحري وهلاك المئات من المرتزقة

آثار المعارك في شارع الطيار تروي قصة صمود بواسل الجيش

الخرطوم : رحمة عبدالمنعم
منذ اندلاع الحرب التي تشهدها البلاد، برزت منطقة الكدرو العسكرية كأحد أبرز معاقل المقاومة البطولية ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة ،صحيفة الكرامة، التي واكبت الأحداث على الأرض، وثّقت بإمكاناتها الصحفية الميدانية اول أمس الاحد مشاهد الانتصارات الكبيرة التي حققتها قوات المنطقة العسكرية في شارع الطيار الكدور والمناطق المحيطة، حيث تمكنت من تحرير جميع مناطق شمال بحري وصولاً إلى بداية شارع التحدي، في عمليات نوعية تعكس التخطيط العسكري المحكم والكفاءة القتالية العالية.

الكمائن المحكمة
واعتمدت قوات منطقة الكدرو العسكرية على استراتيجيات مبتكرة في المعارك، حيث نصبت كمائن محكمة على طول شارع الطيار في مناطق الأزيرقاب، أم القرى، الفكي هاشم، الخوجلاب، أبو حليمة، السقاي، والكباشي ،هذه الكمائن أسفرت عن تدمير عشرات المركبات القتالية التابعة للمليشيا المتمردة، وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وأكد قادة ميدانيون لـ “الكرامة” أن هذه الكمائن اعتمدت على دراسة دقيقة لتحركات المليشيا وتوقيت ضرباتها، مما أربك صفوفها وأدى إلى انهيار دفاعاتها في شمال بحري.

مشاهد الدمار
وخلال جولة ميدانية لصحيفة الكرامة في المناطق المحررة، وثّقت عدسات الكاميرات المركبات المدمرة التي كانت تستخدمها المليشيا المتمردة، المشاهد المنتشرة على جانبي طريق الطيار الكدور وفي الأزيرقاب وأم القرى والفكي هاشم تؤكد على شراسة المعارك التي خاضها أبطال منطقة الكدرو العسكرية.
المناطق المحررة التي كانت تحت سيطرة المليشيا المتمردة تحولت إلى شاهد حي على بسالة القوات العسكرية ،على سبيل المثال، منطقة ام القرى، التي كانت تمثل نقطة تجمع رئيسية للمتمردين، شهدت معركة كبيرة انتهت بهزيمة ساحقة لهم.

دحر الجنجويد
وكان تحرير مناطق شمال بحري نقطة تحول كبرى في مسار الحرب ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة، حيث جسدت هذه العمليات البطولية الروح القتالية العالية والإصرار الذي تحلّت به قوات منطقة الكدرو العسكرية، فالمعارك لم تكن مجرد مواجهة عسكرية تقليدية، بل كانت صراعاً بين إرادة وطنية صلبة تسعى لحماية الأرض والشعب، وبين مليشيا متمردة حملت الخراب والفوضى معها.
وتمكنت القوات المسلحة من اجتياح مناطق كانت المليشيا قد حولتها إلى معاقل لها، من الأزيرقاب وحتى الجيلي، وسرعان ما تحولت تلك المناطق إلى ساحاتٍ لهزائم نكراء أُلحقت بالجنجويد، الذين لم يجدوا سوى الانهيار والتشتت أمام التخطيط العسكري الدقيق وروح الفداء التي اتسم بها أبطال الجيش.
وقد أظهرت التقارير الميدانية تدمير عدد كبير من المركبات القتالية التابعة للمليشيا على طول شارع الطيار الكدور والمناطق المحيطة، ولم تقتصر الخسائر على المعدات فقط، بل فقدت المليشيا الآلاف من عناصرها الذين حاولوا يائسين التمسك بمواقعهم، لكن شجاعة القوات المسلحة وسرعة تنفيذ خططها أحبطت محاولاتهم، مما اضطر من تبقى منهم إلى الفرار تاركين وراءهم جثث القتلى وبقايا عتادهم المدمَّر.
هذا الانتصار لم يكن مجرد تحريرٍ لمساحات جغرافية من شمال بحري، بل كان استعادةً للكرامة الوطنية التي حاولت المليشيا النيل منها بجرائمها واعتداءاتها ،ومع انطلاق القوات على طول تلك المناطق المحررة، باتت هذه الأرض الطاهرة شاهداً على قوة السودان وعزيمة رجاله، الذين رفضوا الاستكانة لأي معتدٍ أراد تدنيس ترابها.
لقد أكدت هذه المعارك، بما أفرزته من نتائج، أن الجيش، بدعم شعبي هائل، قادرٌ على التصدي لكل من تسوّل له نفسه العبث بأمن السودان وسيادته، وأن شمال بحري المحرر هو مثال حي على قدرة الإرادة الوطنية على دحر أي قوة غاشمة مهما كانت ترسانتها وأعدادها.

إرث المعارك
شوارع شمال بحري اليوم ليست مجرد طرقاتٍ عادية تمتد تحت أقدام المارة أو عجلات السيارات، بل هي صفحاتٌ خالدة من ملحمة الصمود والبسالة التي خطّها أبطال منطقة الكدرو العسكرية بدمائهم وتضحياتهم، كل زاويةٍ في تلك الطرقات، وكل قطعةٍ من الحطام المتناثر على جانبيها، تشهد على حكايةٍ من حكايات المجد التي سطرها جنودٌ عرفوا معنى الوطن، وأدركوا أن الأرض لا تُحرر إلا بمن آمن بأن الموت في سبيلها حياة.
في الأزيرقاب وأم القرى والفكي هاشم والخوجلاب وأبو حليمة، تفوح رائحة البارود التي تخبر العابرين أن معارك طاحنة دارت هنا، حيث وقف رجال منطقة الكدرو العسكرية كالسد المنيع، لا تهزهم الأعاصير ولا تفتّ من عزيمتهم نيران العدو ،المركبات المحترقة والمعدات المدمرة، التي لا تزال ملقاة على جوانب طريق الطيار الكدور، ليست مجرد بقايا معركة، بل شواهد ناطقة على هزيمةٍ مدوية أُلحقت بمليشيا اعتقدت أن جبروتها لا يُقهر.
إن هذه الأرض، التي تشبّعت بدماء الشهداء وعَبَق انتصاراتهم، أصبحت رمزاً خالداً للتضحية والإباء، تُخبرنا الحفر العميقة التي خلفتها المدافع عن عنفوان اللحظات، وعن أبطالٍ وقفوا وسط اللهيب، قلوبهم مطمئنة بإيمانهم، وعيونهم شاخصة إلى غدٍ مشرق لوطنٍ خالٍ من دنس المتمردين.
هنا، على هذه الطرقات، كتب التاريخ فصولاً جديدةً من الكبرياء، وصاغ جنود الكدرو العسكرية قصيدةً ملحمية تُرددها رياح الشمال كل مساء، كل حجرٍ هنا، وكل شجرةٍ ظلت شامخة وسط العواصف، يروي بصمتٍ قصة معركةٍ لا تُنسى، قصة رجالٍ آمنوا أن الحرية ثمنها غالٍ، وأن الانتصار لا يأتي إلا لمن بذل روحه رخيصةً فداءً للأرض والعرض.
آثار المعارك ليست مجرد بقايا مادية تُحكى، بل هي إرثٌ معنوي عظيم ينقل للأجيال القادمة رسالة واضحة: أن السودان باقٍ، وأن من مرّوا من هنا كانوا رجالاً لا يهابون الموت، وتركوا خلفهم إرثاً يخلده التاريخ، وشوارع تنبض بالحياة، حرةً أبيةً كما أرادوها.