فى رثاء الشهيد حسن
محمد حامد جمعة
في هذا المساء ، والنهار يطفئ أنواره يتراجع يفسح لليل الساعات المباركات في عشرة رمضان الأخيرة و(الجمعة) . يتوسد صديقنا وزميلنا ـ في الإعلام ـ وضابط الجيش بالإعلام العسكري .إبن سلاح المدرعات حيث وحدته الأم المقدم الركن حسن إبراهيم يتوسد التراب بمقابر الكلية الحربية وكأنه (سيف) إستطال منها ثم إلى غمدها يعود ، يغرس هناك جذوره في التراب وشاهده يرسم عبارة الحب في الذهاب والأياب ، أن أنت باقٍ ها هنا .وباق يا (حسن) في خواطر الحكايات وإستبشار اللقاء والمصافحة وخدمة الناس بجهد لا يكل أو يمل ، أو تعيقه الأحوال والظروف.
2
المقدم الركن حسن إبراهيم، كان وسيظل من أبطال هذه المعركة . الأخفياء ، ممن أداروا كثير من المهام للإعلام والإعلاميين ، الوطني والأجنبي بإخلاص وهمة وجهد يعلمه كل الذين تعاملوا مع نافذة مركز الشهيد عثمان مكاوي للإعلام العسكري ، وقد ظل الشهيد وبشهادة كل الإعلاميين بامدرمان وكرري يؤدي واجبه بكفاءة مميزة وبصمة شخصية منه جمعت بين صفات الإعلامي النابه والضابط المنضبط . والسوداني الكامل الوعي، مع ميزات إضافية أجملها في تواضع ودود . ولسان رطب بالمودة واليسر . وحضور نشط بالليل والنهار في خدمة كل من يطلب عونه وإستشارته وشهد الله كان الرجل ببزته العسكرية صحفيا ومقاتلا ودبلوماسيا ومفخرة للناس ، وما إلتقاه شخص إلا وخرج منه بإنطباع إيجابي وثناء عليه . المؤسف فيه أننا كلنا تأخرنا في إشهاره لنكتبه على جانب تل قبره .
3
كل الشهداء عندنا مكرمون ، وعند الله الجزاء الأوفى ، غير اني أعتقد أن لاهل الإعلام واجب في تكريم خاص للشهيد الركن حسن أبراهيم . اللهم نسألك لحسن وكل أخوانه المغفرة وعال الجنان ، وأن تبارك في ذريته وصغاره ، وأن يكون لنا قدوة في العزم والهمة والنزاهة .وحسن الأثر بين الناس.
