للحقيقة لسان
رحمة عبدالمنعم
“براؤون يا رسول الله”
في قلب معركة الكرامة، تتجلى البطولات الوطنية، وتتوهج أرواح التضحية على أيدي لواء البراء بن مالك، الذي أضحى رمزاً للشجاعة والصمود ،هذا اللواء الذي يحمل اسم الصحابي الجليل المعروف بشجاعته وإقدامه، يقود المعركة بعزيمة لا تلين وروح تضحية لا تعرف الحدود، مقدماً الشهيد تلو الشهيد من أجل الوطن وكرامته. وقد كان البراء بن مالك مضرب مثلٍ في الفداء، إذ اشتهر بمقولته الخالدة: “اللهم ارزقني شهادة في سبيلك”، وهو ما يجسده اليوم هذا اللواء الذي يقتدي به في شجاعته وإقدامه.
رغم التحديات الجسيمة والخسائر الكبيرة، يستمر لواء البراء بن مالك في التقدم نحو النصر بثبات وإصرار، شبابه يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الوطن، غير آبهين بالمخاطر، وعلى الرغم من الألم الذي تخلفه قوافل الشهداء، فإن دماءهم الطاهرة تُنبت عزيمة جديدة لدى رفاقهم، هذا الإصرار يُجسد روح الفداء، حيث يردد عناصر اللواء في ميادين القتال عقب كل نصر هتافهم المهيب: “براؤون يا رسول الله”، ليرسلوا رسالة واضحة بأنهم ماضون في المعركة حتى النهاية
بالتنسيق مع الجيش الوطني، المقاومة الشعبية، وقوى الكفاح المسلح، يواصل لواء البراء دك معاقل المتمردين وإلحاق الخسائر بهم ،هذه المعركة ليست فقط مواجهة عسكرية، بل هي رسالة وطنية تؤكد أن السودان لا يمكن أن يُهزم طالما فيه رجال ونساء يحملون هذا الإيمان الصلب، أمام صمود البرائيين وإقدامهم، تتهاوى صفوف من يطلقون على أنفسهم “اللشاوذ”، الذين لا يملكون القدرة على مواجهة الروح الوطنية والإرادة التي يحملها أبناء لواء البراء
في مقدمة هذا اللواء يقف القائد المصباح أبو زيد، الذي بات رمزاً للشجاعة والحكمة، تحت قيادته، تمكن اللواء من تحقيق انتصارات متتالية، مستلهماً منه قوة العزيمة وحسن التخطيط، قيادته الملهمة تجمع بين الحزم والرؤية الواضحة، وهو ما أكسبه احترام أفراد اللواء وألهمهم المضي قدماً رغم التحديات
إن لواء البراء بن مالك ليس مجرد تشكيل عسكري، بل هو رمز للتضحية والكرامة ورسالة إلى كل أبناء السودان بأن الوطن لا يُحمى إلا بتضحيات أبنائه، هؤلاء الشباب، الذين يقدمون دماءهم يومياً، ليسوا فقط جنوداً في الميدان، بل هم بذرة أمل تُنبت مستقبلاً مشرقاً للسودان، إنهم يؤكدون أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، بل ستبني وطناً أقوى وأقدر على مواجهة كل التحديات
لقد أضحى هذا اللواء عنواناً للفداء في معركة الكرامة، يعيد إحياء قيم التضحية والإقدام التي عرفها السودان عبر تاريخه الطويل، دماء هؤلاء الأبطال، التي تسقي أرض الوطن، هي وعدٌ للأجيال القادمة بأن الغد سيحمل وطناً آمناً ومستقراً، التحية لكل فرد من أفراد اللواء، والتحية الأكبر للوطن الذي يزدان بشهدائه وأبطاله.
ختاماً، يبقى لواء البراء بن مالك نموذجاً حياً للوطنية الصادقة، يُلهم كل سوداني للوقوف صفاً واحداً خلف جيشه ومقاومته الشعبية، حتى يتحقق النصر وتعود الكرامة للسودان وشعبه الأبي.