(تقدم) أعلنت آلية سياسية للتنفيذ..
نزع شرعية الحكومة .. استهلاك اعلامي..
(التنسيقية) استبدلت تشكيل حكومة منفى بالية نزع الشرعية
لجنة لدراسة مقترح حكومة المنفى بعد رفضه من الهيئة القيادية…
كثير من التساؤلات حول الية نزع الشرعية من الحكومة الحالية؟!!
الاجتماعات بحثت حماية المدنيين في مواجهة الكارثة الإنسانية ..
الكرامة: هبة محمود
نزع الشرعية من الحكومة الحالية والتصدي لها عبر آلية سياسية، لعله هو أبرز ما خلصت إليه اجتماعات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” في عنتيبي اليوغندية.
التأكيد على أنه لا شرعية إلا لثورة ديسمبر المجيدة، و نزع أي شكل من أشكال الشرعية الزائفة والتصدي لها بكافة الوسائل المتاحة، هو ما ستعكف الآلية السياسية ب”تقدم” على مناقشة خياراته، وفق ما حمله البيان الختامي لاجتماع الهيئة القيادية أمس الجمعة، من أجل الحفاظ على وحدة السودان أرضًا وشعبًا وتحقيق السلام الدائم والشامل واستكمال ثورة ديسمبر المجيدة.
واستبدلت التنسيقية مقترح تشكيل حكومة منفى مدنية، باالالية السياسية لنزع الشرعية، عقب إثارة المقترح خلافات بين أعضاء التنسيقية، حيث يرى البعض أن هذه الخطوة قد تساعد في توحيد المعارضة المدنية وتشكيل بديل سياسي للنظام القائم، بينما يعتقد آخرون أن الأولوية يجب أن تبقى على وقف الحرب وتحسين الأوضاع الإنسانية التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
آلية سياسية
وبحسب مصادر ل “سودان تربيون” فإن رئيس التنسيقية عبد الله حمدوك شكل آلية لدراسة مقترح حكومة المنفى بعد رفضه من غالبية أعضاء الهيئة القيادية على أن تتواصل ذات الآلية مع القوى غير المنضوية في تقدم على رأسها الحزب الشيوعي و البعث العربي الاشتراكي وحركتي تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو.
وافادت المصادر ان مهام آلية التنسيق السياسي ستركز على دراسة توسعة هياكل التحالف.
وقال حمدوك، في ختام اجتماع الهيئة القيادية للتحالف المدني، إن الاجتماعات بحثت العديد من القضايا، وعلى رأسها ملف حماية المدنيين في مواجهة الكارثة الإنسانية التي تعيشها البلاد، وتحدي إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين، ومعالجة مشكلات النازحين واللاجئين، إضافة إلى الملفات السياسية.
حمدوك.. الكرت الخاسر
وفي ظل مخرجات اجتماع عنتيبي تترى الكثير من التساؤلات حول الآلية لنزع الشرعية من الحكومة الحالية؟ وكيفية تنفيذها على أرض الواقع في ظل تقييد بلاغات جنائية على قيادات التحالف المدني؟ هل مازلت تقدم تمتلك ناصية الشارع السوداني لمساندتها في نزع الشرعية؟..
عدد من التساؤلات تطرح نفسها في ظل ما يجري، في وقت أعلن فيه المجتمع الدولي اعترافه بالحكومة الحالية.
هل مازال يملك حمدوك ذات الشرعية التي جعلته على رأس حكومة مدنية في 2019؟!!
ويعتبر مراقبون ان ما تقوم به (تقدم) من إجتماعات وقرارات، هو للاستهلاك الإعلامي فحسب، لما تفتقده من آلية وشرعية شعبية على أرض الواقع.
وبحسب المحلل السياسي تاج الدين عوض ل “الكرامة” فإن تقدم الآن لا تسوى في الشارع السياسي ولا لدى الشعب السوداني اي شئ، مؤكدا أن حمدوك الان بات (كرتا خاسراً) لا يعول عليه كثيراً.
ونوه في افاداته إلى أن ما يقوم به الآن هو ضمن ما موضوع له من برنامج دولي إقليمي.
وقال: ” إن تقدم بعد فشلها في إعادة المليشيا إلى المشهد عبر التفاوض، وإغلاق قادة الجيش الباب أمام التفاوض، تريد تحريك المجتمع الدولي، سيما انه بانتصار الجيش تعلم انها أصبحت خارج المعادلة السياسية.
تصور خيالي
من جانبه يصف د. الفاتح محجوب، مدير مركز الراصد للدراسات السياسية ان تصور تقدم لنزع الشرعية من الحكومة الحالية ب” التصور الخيالي” .
وقال في افادات ل “الكرامة” ان تقدم لم تحسن قراءة الواقع السوداني ولم تتوفق في إتخاذ القرار، مشددا على أن الفكرة ساذجة.
ونوه إلى أن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية لن تستطيع نزع الشرعية ولا تمتلك اي أدوات، لأن الامم المتحدة تعترف بحكومة الأمر الواقع وقد خاطبت البرهان.
وتابع: حكومة الأمر الواقع بالنسبة للامم المتحدة تتمثل فيمن يسيطر على الأرض ويدير البلاد خاصة ان من يديرها هو جيشها ويقوم بتوفير الخدمات للشعب والشعب راضٍ.
وأشار إلى جولات ماكوكبة تقوم بها وزارة الخارجية الإماراتية من أجل نزع نزع الشرعية من الحكومة الحالية.
ونبه إلى أن نزع الشرعية يمكن أن يتم عبر الاتحاد الأفريقي من خلال استصدار قرار، يتم رفعه لمجلس الأمن والسلم الأفريقي وبعدها يصدر القرار بعدم الاعتراف بشرعية الحكومة باعتبارها حكومة انقلاب.
وتابع: حتى ان تم ذلك فهو بلاقيمة لان القانون الدولي العام تجاهل الانقلاب..
وزاد: تقدم لا تعول على الداخل السوداني في الوقت الراهن ولكن هي تعول على اتصالاتها في الخارج والاستفادة من نفوذ الإمارات خارجيا، كما يحاولون التصعيد عبر الإيقاد واذا نجحت فإنها ستنجح أفريقيا، لكن ليس على مستوى القارة والا الإقليم سيما ان الجيش على وشك ان يحسم معركة الجزيرة والخرطوم.
واكمل: هناك متغيرات على الأرض وحسنا تراجعت تقدم عن تشكيل حكومة المنفي لأنها كان ستكون فكرة مضحكة.
هناك التفاف حول الجيش لانو المواطن السودان يعتقد ان تقدم هي السبب وان الحرب قامت ضده وليس ضد الجيش.