يوسف عبدالمنان يكتب:حملات الجنجويد الانتقامية

خارج النص
يوسف عبدالمنان
حملات الجنجويد الانتقامية

عشنا يوما من ايام الحرب النحسات والملشيا تمطر سماء ام درمان بمدافع الهاون والمدافع 120 ومدافع أخرى حينما تنطلق زخات دناتها تبدوا كأنها صادرت من قرب قاعدة وادي سيدنا ولكن ماحدث أمس من تدوين لم تشهده ام درمان في الشهور الماضية من حيث كثافة الصواريخ التي سقطت وحجم الضحايا الذي لم تقول وزارة الصحة بولاية الخرطوم أن 65شهيدا سقطوا ظهر أمس جراء التدوين بأسلحة ربما استخدمت لأول مرة في هذه الحرب ومن بين الضحايا 22 من الأبرياء تم ضربهم داخل حافلة ركاب قتلوا جميعا شاهدت بأم عيني أشلاء الشهداء واكوام اللحوم البشرية بالقرب من مطعم عوضية سمك وهرول الناس هروبا من الموت وخفقت القلوب وكادت أن تبلغ الحناجر وفي سوق صابرين كانت القذائف تتساقط على مبنى مستشفى شوامخ وفي سوق دقلو وطلمبة النيل إعلاميا كانت وزارة الصحة في الموعد متقدمة على كل أجهزة الدولة الأخرى سواء كان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة أو المتحدث باسم الشرطة الذي يفترض أن يقول شيئا حتى بعد استهداف مجمع السجل المدني بالحارة 17 امس .
وخرج والي الخرطوم بعد ساعات من المجزرة التي لم تشهدها ام درمان منذ اندلاع الحرب وتفقد المناطق التي تم ضربها والمستشفيات التي فاضت بالجرحي حيث لم تصدر حتى كتابة هذه الزاوية إحصائية بعدد الجرحي و المصابين في أحداث يوم أمس الذي ماهو الا انتقام من الشعب السوداني ومن الأبرياء جراء الهزائم التي لحقت بالمليشا في محاور الجزيرة وأم روابة ووادي هور واخيرا الضربات التي وجهها سلاح الجو يوم أمس إلى مطار نيالا الذي بات مهددا للأمن القومي وضرب مراكز تجميع المقاتلين ، والتقدم الذي حققته قوات المشتركة في صحراء الشمال واقتراب الحصار المفروض على مدينة ودمدني من القضاء على الجنجويد وتحرير عروس الوسط كل تلك الأسباب دفعت الجنجويد للانتقام من الأبرياء في ام درمان بهذه الوحشية في القتل وسفك الدماء وبطبيعة الحال لن تصدر إدانة من أية جهة لهذا العدوان على المدنيين ولو نفترض كل العالم أدان المليشيا هل يكفكف عدوانها على الشعب السوداني الذي قاوم وصبر ورفض الخروج من ام درمان أرض البطولات والتضحيات ولكن بعد الذي حدث بالأمس فإن الكاهن البرهان مطالبا بإعادة النظر في استراتيجية التأمين بولاية الخرطوم وتنشيط العمليات العسكرية عاجلا والقضاء على ماتبقى من المليشيا في ام درمان والسيطرة على كل غرب النيل حتى الدويم مهما كانت الكلفة باهظة والثمن غاليا لأن ماحدث أمس إذا لم يغضب له قادة قواتنا فمتي يغضبون من أجل هذا الشعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top