حاجب الدهشة..
علم الدين عمر..
..ما تبقي من قطرات في كأس الخيانة..(عمياء) تمشط (مسطولة)!..
..العودة تحتاج رجولة..
ورجال العودة يحتاجون أعشاب فحولة…
و نظل ندور بدائرة مفرغة معسولة..
صدق المثل القائل فينا:
عمياء تمشط مسطولة…
..وحينما يكتب هلال الفارع تتلبسك حالة من التوهان المفضي إلى الحقيقة …والشاعر الكبير هلال الفارع تربطني معه صداقة إسفيرية منذ سنوات ..أسعفتني خلالها كلماته الصارخة ..الضاجة بالصدمات ..والمنطق كلما احتجتها ومددت يديّ للتعلق بأستارها ..أما العودة ..وما أدراكها ..في منطق السياسة والمجتمع فهي فعلاً تحتاج لرجولة وأعشاب فحولة تجعل من تناسل الأفكار وتناسبها مع الزمان والمكان منهجاً تتوارثه الأجيال ..
ومن ذلك ما تعيشه ساحتنا من تناقض وسطحية تجعل من مواصلة البناء فوق بعضه نحواً من مشاط عمياء لمسطولة…ولذلك تجدنا كلما بدأت مرحلة جديدة من مراحل البناء الوطني نتفقد قيودنا(لندرج) المسطولة قبل أن يبدأ المشاط الذي لا يفرق بين الرأس والحاجب…ووتتدافع في مسيرة الناس والأحداث في بلادنا معاول الهدم الأشتر لبنيان الدولة علي نخب الخيانة والهوس الغريب بالسلطة ووراثة المشهد الذي بُذلت له من كرائم أموالنا وصدور أوقاتنا ما لا يرجى له عوضا…العودة تحتاج رجولة ..لأننا نبحث في اضابير القادة عن رجال يملكون شجاعة المواصلة دون أن يبصقوا على بنيان الدولة السابق ..رجال يمكن لأعشاب الفحولة في جيناتهم ان تفعل فعلها ..فتنتج أفكاراً تحفظ نسل الفكرة دون خوف أو وجل من اقتحام الدائرة المفرغة ..المعسولة…
علينا أن نعي تحدياتنا بين يدي معركة الكرامة دون أن نحتكم لنظرية الموازنة والسيف الأعوج الذي لا يستثني رجلاً ولا فكرة ..فقد بدأت نذر المواجهة مع أنفسنا وطفقت القوي السياسية العميلة والرجال البلهاء ذوي النظرة القاصرة الذين باعوا بلادهم للمجهول وشعبهم للسراب في الإعلان عن برامج ساذجة لا تستقيم إلا في عقل سقيم وفكر معطوب ..تحدثوا عن حكومة منفي ..وعن حكومة مليشيا في مناطق ظنوا ..وكل ظنهم إثم أن المرتزقة وجنود المليشيا يسيطرون عليها وما دروا أو لعلهم تغافلوا عن أهلها الذين هجروها قسراً والتجأوا للمجهول في أنتظار التحرير ..
لا أدري كيف يصور الخيال المريض لسياسي سوداني مهما بلغت درجة غبائه ونسبة التشويش في عقله أن حكومة أمر واقع تتماشي مع وجود المليشيا ومرتزقتها هو أمر يمكن التعاطي معه في المشهد السوداني والشعب كله في قلب المعركة الوجودية ينافح ويدافع على عرش الماء الهدار بين جنبات الخيانة والسطحية والسذاجة المميتة لسياسيين وأحزاب مخدوعة بالأماني السراب من وراء البحار..دون دربة ولا منطق هؤلاء رجال غلبت عليهم الذلة والمسكنة فبأوا بغضب من الشعب يسبحون عكس التيار ويعيثون في أحلامهم تيهاً وضلالاً وقد تجاوزتهم الأحداث ولم يبق من معركة الكرامة إلا النصر.