سيد التلاتا.. صفحة حكايات ملهمة وأخبار خفيفة تُضيء أسبوعك.. اطلع عليها

سيد التلاتا.. صفحة حكايات ملهمة وأخبار خفيفة تُضيء أسبوعك.. اطلع عليها

سيد التلاتا
/////////////

تحول من فنان الى (رمز شعبي)…
ياعاطف السماني…(يقولوا عليك شنو تاني).؟!

تحولت من فنان الى (رمز شعبي)، وذلك تحول هائل لم يحظ به الا الراحل وردي والراحل محمود، والتحول بدأ منذ الطلقة الاولى للحرب، كل الناس كان تحزم حقائبها وتغادر مُجبرة على ترك منازلها ووطنها، اما انت فقمت باجلاء اسرتك…
و…
عند باب البص…كانت اصابعك تمسك بيد صغارك، كانوا يستمدون منك الامان، وكنت تستمد انت منهم القوة، وعندما بدأت عجلات البص بالحركة، بدأت اصابعك تفلت اياديهم.
نظرات الجزع والرعب والخوف في عيونهم كانت قاسية للغاية، وكانت كفيلة بان تجعل اي (اب) في ذلك الموقف يصعد للبص ليرافق اسرته.
الا انت…
احساسك بالناس والوطن كان يقف كما الصخرة مابينك والحل السهل، تماماً كاحساسك في الغناء، مختلف، متدفق…و….استثنائي، لذلك اخترت البقاء وسط الناس.
اخترت ان تضحي بمرافقة اسرتك في سبيل ان تدعم وتنقذ آلاف الاسر الاخرى الغير قادرة على الخروج، و مااعظم رسالة الفن عندما يحملها فنان مثلك.
و….
يخبرك احد قادة العمل الميداني في امدرمان بانه يجب (تأمينك)…فتبتسم…وتخبره بانك لم تبقى لتكون (عبئاً) على الجيش، وعندما يرفع القائد حاجبا الدهشة، تواصل انت بثباتك المعهود: (ياسعادتك…انا من الليلة مستنفر…ادوني بس سلاح).!
هنا يحاول القائد الرفض خوفاً عليك…فانت فنان شهير وستكون في قائمة اكثر الشخصيات المستهدفة، وعندما رفضت حاول ان يثنيك بطريقة اخرى وهي ان تكتفي بالتعبئة وبث الحماس في المواطنين عبر الغناء…
فتوافق…
لكن شريطة ان تحمل مع ذلك التكليف…. (السلاح).!
وقد كان…
كل الناس كانت تقاتل بسلاح واحد، الا انت، تقاتل بسلاحين…السلاح الناري و…(صوتك)…
حتى عندما بدأت حملات توزيع المواد التموينية على الاسر الموجودة بامدرمان، كنت انت في مقدمة المتطوعين، تمسك جوالاً بيدك اليمنى…وتمسح جبين الاطفال بيدك اليسرى…
نعم…
هو مشهد من مشاهد (العظمة الفنية)، يحتاج لان يكتب…ويُعرض في سينما (البطولات)…
و….
قبل اقل من شهرين…
يتصل بك عدد من اصدقائك في القاهرة، يطلبون منك المغادرة خوفاً عليك بعد ان حملت الاخبار تعرضك لوعكة صحية…
لكنك رفضت، وقررت ان تواصل فيما بدأت، او كما قلت: (الزول لو مات احسن يموت في بلدو…وسط اهلو…وناسو…)….!
و….
عزيزي عاطف السماني…(يقولوا عنك شنو تاني)..!؟
////////////

طه سليمان…(ابن شمبات البار).!؟

لن ينسى لك اهل شمبات كل هذا (البِر)، ولن ننسى لك نحن ك(شعب) ذلك (الوفاء).
كانت كل الخيارات متاحة امامك لمغادرة البلاد، لاينقصك المال، ولا تعوذك العلاقات، لكنك اخترت الخيار الاصعب، وهو مقاسمة (الشعب) الوجع كما قاسمك خلال سنوات ابداعك (الفرح).!
نعم…انت ياطه فنان متمرد احياناً فيما تقدم من بعض الاغنيات…-ولعل هذا مصدر كل خلافاتي معك طوال السنوات الماضية-، لكنك في مقام (الوفاء) تؤكد في كل (محنة) انك عنوان باذخ وعريض.
بعض الخبثاء- من وسطك الفني- همسوا بأنك كنت تبحث عن (الشو) فيما اقدمت عليه، وتناسوا جهلاً انه مامن شخص عاقل يبحث عن (الشو) وسط رائحة (الموت).!
او لعلهم (كانوا يتمنون) ذلك…
فما اقدمت عليه جعلهم (عُراة) وسط سوق (الصمود) الكبير…
لاتزال صورك التي التقطها لك (عفوياً) احد ابناء شمبات وانت تقف على التموين مع الكبار، وتزرع الامان في دواخل الصغار، لاتزال تلك الصور تدور في كل المجالس والكل يقول عبارة واحدة: (شكراً على الدرس).
عزيزي طه…قلت من قبل عبارة كان عدد كبير من معجبيك يطاردوني بها وهي: (ممكن تختلف معاي…وممكن تتفق…لكن مابتقدر تتجاهلني)، وانا اعدل لك العبارة لتصبح: (كل الشعب اتفق في محبتك)…فهنيئاً لك ايها (العطر) وسط روائح (الموت).
////////////////

وآه من (خذلان) الحرب..؟!

(الخُذلان)…
ابلغ مفردة يمكن ان تكون قد تجسدت ب(اقبح) معانيها في الحرب…
كم منا اصيب ب(الخذلان) في اقرب الناس..؟
وكم منا من صُدم في اناس كان يعتقد انهم قريبين ويمكن ان (يفدوه) ب(دمائهم) في يوم من الايام…
دعوا كل ذلك…
كم واحد مننا اصيب بالخذلان في اصدقاءه.؟
في احبابه…
حتى في (اهله).؟
ياهؤلا…
الحرب مثلما افقدتنا كل شئ…
اكسبتنا حاسة مهمة…
وهي (حاسة الاكتشاف)…
وهذه حاسة لم يدركها العلماء لذلك لم تدرج ضمن الحواس الخمس…
لكن بعد الحرب ستدخل ضمن (الحواس) وستكون (الحاسة السادسة)…
سؤال…ماهي هذه الحاسة..؟
واجيب: هذه (حاسة) تأتيك بعد المصائب…
وعندما تأتيك ستصبح عندك تاني اقوى حاسة…
ستلغي لك (حاسة تذوق) المجاملات…وستلغي لك (حاسة شوف) الاشياء المصطنعة…وستلغي لك (حاسة لمس) الجمائل المزيفة…وستلغي لك (حاسة سمع) التطبيل الفارغ…وستلغي لك (حاسة الشوف) الغلط…
و……
كنا منهم و(اليهم)…لكنهم خذلونا عندما (احتجنا اليهم).
////////////

سعد الدين ابراهيم…
(خلوني حبايبي وخِلاني….لكن الشوق ماخلاني).!؟

خطواته وهي تعبر الممر المؤدي لصالة التحرير، كانت تزرع في دواخلنا البهجة والسرور، وتجعلنا نترك ما بأيدينا من عمل، ونستقبله بحفاوة عند ذلك الممر، قبيل أن نرافقه حتى مكتبه الكائن بالجزء الشمالي من جريدة (الجريدة)، ذلك الجزء من الصحيفة الذي يُعتبر الأوفر حركة، والأكثر اكتظاظاً بالناس.
كيف لا، وفي ذلك الجزء يستقر سعد الدَّين إبراهيم، ذلك الرَّجل الذي لا تستطيع مقاومة (ونسته)، وستنجذب بكل تأكيد عند أول نقطة نقاش يثيرها، أو حكاية يرويها، أو قصيدة يلقيها…..- لا فرق-…!
و….
حكاياتنا مع استاذنا الرَّاحل سعد الدَّين إبراهيم، في صحيفة (الجريدة)- ابان توليه رئاسة تحريرها-، ربما تحتاج منَّا لمقالاتٍ ومقالات، كيف لا، وما جمعنا به آنذاك، كان أكبر بكثير من علاقة صحفيين برئيس تحريرهم، فالرَّجل كان (أباً) للجميع بلا استثناء، حتى رئيس مجلس إدارة الجريدة الباشمهندس عوض محمد عوض، كنَّا كثيراً ما نشاهده وهو يجلس في حضرة الرَّاحل، وهو يستمع إلى توجيهاته وملاحظاته، قبيل أن يرسم ابتسامة واسعة على شفتيه، ويقول له:( والله يا استاذ سعد إنت بالجَّد زول مختلف…ربنا يديك الصحة والعافية).
صدقوني، من المحطات التي نفخر بها في مسيرتنا الإعلامية، هي بلا شك، أننا عملنا تحت إشراف استاذنا الرَّاحل سعد الدَّين إبراهيم، فقد كنَّا وللأمانة محظوظين جداً، فبخلاف (الإبداع) الذي تشربناه على يديه، اكتسبنا من الرَّجل العديد من الصفات والملامح، وفي مقدمتها صفتي (التسامح) و(التواضع)، الصفتين اللتين كان يحاول الرَّاحل زرعهما في دواخلنا، ولا زلت أذكر (زجره) لنا، أنا والحبيب هيثم الطيب، ابان احتفالنا بنجاح ملف (متاوقة) الاجتماعي، وعبارته الشهيرة التي قالها لنا في ذلك الوقت:( النجاح ساهل…بس المحافظة عليهو صعبة)، تلك العبارة التي جعلتنا نركِّز على تجويد مواد الملف القادم، أكثر من تركيزنا على استقبال الاشادات، عند إعداد كل ملف.
بالتأكيد لن أحكي لكم عن (تواضع) استاذنا الرَّاحل سعد الدَّين، فالكل يعرف ذلك، والكثيرون يمتلكون مئات الحكايات عن تلك الصفة، التي ميَّزته عن سائر الكُتَّاب الصحفيين، وجعلته محبوباً لدى كل فئات الشعب، موظفين، وعمال، وأطباء، وسائقين، وحتى( صِبْيَة الأورنيش)، أولئك الذين كانوا ينتهزون فرصة جلوسه لتناول كوب شاي في الشارع، فيتحلقون حوله كما الأبناء، وهو كان يعلم ذلك جيداً، لذلك كان يتحاشى، وبكل الطرق (إحراج) أحدهم، وكان يمنحهم جميعاً مبلغاً متساوياً من المال،(حتى الذي لم يمسح حذاءه).
للتأكيد على محبة الرَّاحل في دواخل السودانيين، لا يوجد أبلغ من تلك الحكاية التي رواها على مسمعيَّ أحدهم، وهو يخبرني عن مشاجرة اندلعت داخل إحدى المركبات العامة بين الركاب، بسبب اصرار كل واحد منهم على أن يدفع تعرفة المواصلات للرَّاحل، ذلك الموقف الذي جعل الرَّاحل يتدخل بنفسه، ويفض الاشتباك بدفعه لتعرفة المواصلات من جيبه، وذلك تفادياً للمشاكل، فأي (حُب) ذاك؟
و……
في الشارع الخالي ووحداني
مستني مهيئ وجداني
أسمع خطواتك بتقرب
أفتح للآخر أحضاني
تاري الخطوات أصداء ماضي
بتخيل ترجع من تاني
خلوني حبايبي وخلاني
لكن الشوق ما خلاني
//////////////////

تعافيت من (الكراهية) عندما شجعت الهلال.!؟

انا مريخابي (متعصب) جداً…
قبل الحرب لو لعب الهلال ضد (اي فريق) كنت سا اشجعه بكامل قناعة…
لكن بعد الحرب تغيرت مفاهيم كثيرة بداخلي…
من ضمنها اننا لابد ان (نحب بعض)…
و(نخاف على بعض)…و(ندعم بعض)…
ونعمل مع بعضنا البعض لكي نستعيد الوطن…
هذه واحدة من ايجابيات الحرب…
انها  تسهم في تغييرنا من الداخل…
وتجعلنا نكتشف اشياء جميلة جداً بداخلنا كنا نحملها لبعضنا البعض، لكنها كانت (مختبئة)…
لكي لااطيل عليكم…
خلاصة الموضوع انني للمرة الاولى اشجع الهلال في مبارياته الافريقية الاخيرة…
كنت اصرخ…واتعصب…وابكى احياناً…
كنت من خلال تلك المباريات اتجول في (شوارع) امدرمان واستعيد (ذكريات) بحري واتغزل في (جمال) الخرطوم…
نعم…
لقد تعافيت من الانانية والجمود والكراهية…
والهلال اصبح في داخلي- بحسابات المحبة- كما المريخ…
اخيراً…
كلمة للاعبي الهلال:
(ماقصرتو…لعبتو بكل حماس…وقدمتو اروع عرض…وفرحتونا والله برغم الاحزان الجوانا…شكرا ليكم…وان شاء الله لما نرجع الخرطوم ويلعب الهلال ضد المريخ انا حااحضر شوط في مدرجات الهلال وشوط في مدرجات المريخ…وحااطلع مبسوط بغض النظر عن النتيجة)…!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top