قوة متمردة تهاجم سجن سوبا وتحرر معتقلين .. انقسامات المسيرية والماهرية.. المليشيا فى مهب الريح

قوة متمردة تهاجم سجن سوبا وتحرر معتقلين ..

انقسامات المسيرية والماهرية.. المليشيا فى مهب الريح

“4000 “سجين يفرون من السجن بعد تحطيم أبوابه..

جلحة يتحدى حميدتي ويؤكد: أبناء المسيرية لا يُهددون..

هجوم سجن سوبا يكشف عمق الانقسامات داخل الجنجويد

المليشيا تفقد السيطرة على عناصرها في ظل الهزائم المتتالية..

تقرير :رحمة عبد المنعم
مليشيا الدعم السريع، التي عاثت فساداً وخراباً في البلاد، تعيش اليوم أسوأ مراحلها ،بعد أن تلقت ضربات قاصمة من الجيش والقوات المساندة ، وأُجبرت على التراجع ميدانياً، تصاعدت الصراعات القبلية داخلها لتكمل دائرة الانهيار، الهجوم الأخير الذي قادته قوة من قبيلة المسيرية لتحطيم أبواب سجن سوبا وتهريب آلاف السجناء، ليس إلا مشهداً جديداً من الفوضى التي تضرب المليشيا ،هذه الصراعات الداخلية تُعد دليلاً دامغاً على ضعفها وتفككها، ما يُسهِّل على الجيش إتمام مهمته الوطنية في القضاء عليها واستعادة أمن واستقرار البلاد.

اقتحام السجن
وفي خطوة تعكس حالة التردي التي وصلت إليها مليشيا الدعم السريع، اقتحمت قوة من المسيرية بقيادة المتمرد جلحة، سجن سوبا، العملية استهدفت تحرير معتقلين من أبناء القبيلة احتجزتهم لجنة الظواهر السالبة التابعة للمليشيا نفسها
وأكدت مصادر مطلعة لـ صحيفة الكرامة ،أن قوة مسلحة من المسيرية، بقيادة المتمرد جلحة، هاجمت سجن سوبا بكامل تسليحها، مستخدمة أسلحة ثقيلة لتحطيم البوابات وإطلاق سراح المعتقلين من أفراد قبيلتهم. العملية لم تقتصر على تحرير معتقلي المسيرية، بل أدت إلى فرار أعداد كبيرة من السجناء الآخرين، يُقدر عددهم بأكثر من 4000 سجين، معظمهم من القوات النظامية الذين اعتقلتهم المليشيا في وقت سابق.
وأضافت المصادر أن الهجوم يعكس حالة الفوضى التي تعيشها مليشيا الدعم السريع، حيث فقدت القيادة المركزية سيطرتها على عناصرها المتمردة بعد سلسلة الهزائم التي تعرضت لها على يد الجيش ،وبحسب تقارير صحفية نقلتها الكرامة، فإن الصراعات القبلية بين المسيرية والماهرية داخل مليشيا الدعم السريع ليست وليدة اللحظة، لكنها ازدادت شدة في الأشهر الأخيرة نتيجة لتراجع المليشيا ميدانياً .

الصراعات القبلية
الصراعات القبلية داخل مليشيا الدعم السريع ليست وليدة اللحظة، لكنها ازدادت حدة في ظل انعدام القيادة المركزية بعد مقتل عدد من قادتها الميدانيين وهروب آخرين، أبرز هذه الصراعات يتمثل في التوتر بين قبيلتي المسيرية والماهرية، وهما مكونان رئيسيان داخل المليشيا
في وقت سابق، بعث جلحة، أحد قادة المسيرية، برسالة تهديد مباشرة إلى قائد المليشيا محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قال فيها: “نحن أبناء المسيرية لا أحد يهددنا، ونحن أقوياء بما يكفي لمواجهة أي طرف”. هذا التصعيد اللفظي تُرجم إلى اشتباكات ميدانية في شارع الإنقاذ بمنطقة بحري، حيث وقعت مواجهات دامية بين المسيرية والماهرية، استخدمت فيها أسلحة ثقيلة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

غياب القيادة
الصحفي أحمد عثمان، علق على هذه التطورات قائلاً لـ”الكرامة”:مليشيا الدعم السريع لم تعد قادرة على حفظ تماسكها الداخلي، الصراعات القبلية بين مكوناتها ليست مجرد نزاعات صغيرة، بل هي تعبير عن انهيار كامل في بنيتها التنظيمية، الجيش استغل هذه الانقسامات لتعميق ضرباته ضد المليشيا، ما جعلها في أضعف حالاتها .. حدقوله.
أما الدكتور عبد الله سليمان، الخبير في الشؤون السياسية، فقد أوضح أن هذه الصراعات القبلية تأتي كنتيجة مباشرة لغياب القيادة المركزيةوأضاف لـ”الكرامة”:المليشيا كيان بُني على أسس قبلية، وليس على رؤية سياسية أو عسكرية موحدة، مع تزايد الضغط العسكري من الجيش تحولت هذه الولاءات القبلية إلى مصدر صراع داخلي يُهدد وجود الجنجويد.

هزائم الميدان
الهزائم المتتالية التي تعرضت لها مليشيا الدعم السريع على يد الجيش هي السبب الرئيسي وراء هذا التفكك الداخلي، الجيش استعاد مناطق استراتيجية، وطهّر أجزاء واسعة من الخرطوم وسنار من سيطرة المليشيا، هذه الهزائم عزلت المليشيا ميدانياً، وقطعت خطوط إمدادها، ما جعلها تتخبط داخلياً..
فالصراعات القبلية التي خرجت إلى العلن ليست سوى نتيجة طبيعية لحالة اليأس التي تعيشها المليشيا، خاصة مع تزايد انشقاق عناصرها وهروبهم..
كما ان عملية اقتحام سجن سوبا وهروب السجناء، خاصة القوات النظامية، تُعد كارثة إضافية للمليشيا، القوات النظامية الهاربة ستلتحق بالجيش، الذي سيستفيد من خبراتها ومعلوماتها لتوجيه مزيد من الضربات
من جهة أخرى، العملية تُبرز ضعف السيطرة الأمنية للمليشيا، ما يُظهرها ككيان عاجز عن ضبط حتى مقاتليها أو مواقعها الحيوية..

نهاية وشيكة
مليشيا الدعم السريع، التي فقدت هيبتها على الأرض، تعاني الآن من التفكك الداخلي، هذه الصراعات، التي تُضاف إلى الهزائم الميدانية، تؤكد أن نهاية هذا التمرد باتت وشيكة ، الجيش بحكمته العسكرية ودعمه الشعبي، يسير بخطى ثابتة نحو القضاء الكامل على هذا الكيان المتمرد.
لذلك الصراعات القبلية داخل مليشيا الدعم السريع ليست مجرد صدفة، بل هي انعكاس لانعدام القيادة وضعف التنظيم، اليوم، ونحن نرى هذا الكيان الفوضوي ينهار من الداخل، نتأكد أن الجيش بحكمته وقوته، هو الدرع الحامي للوطن ومع كل يوم جديد، تقترب لحظة الحسم، حيث سيُكتب فصل جديد من تاريخ السودان بانتصار الجيش والقضاء على هذا الورم الخبيث الذي كان يهدد أمن البلاد وسلامتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top