لينا هاشم تكتب: قائد بحجم وطن

من الواقع

لينا هاشم

قائد بحجم وطن

تظل حرب الكرامة محطة لا تنسي لقنت فيها القوات المسلحة والقوات المشتركة والمساندة الاخري مليشيا الدعم السريع دروسا في البطولة والاستبسال ، هناك جيوس اخري لا تنسي ساندت القوات المسلحة ومثلت جيشا اخر وهم الشعب السوداني الذي لا يقل عنهم في الجهاد والصبر والتفاني والبذل والعطاء والمساندة والدعم فهو الشعب الاصيل الذي وقف وقفة رجل واحد ، وصفا واحد ، وضرب اروع الامثلة في التضحية والفداء وتحمل شظف العيش وتعاون لنصرة جيشه في حرب الكرامة .
ابرزت حرب الكرامة حسن التخطيط والتحضير والتنفيذ الجيد للقوات المسلحة ، كما ابرزت اهمية الاستخبارت العسكرية التي تراقب عن كثب وافشلت كل مخططات المليشيا فمارست الاحتراف من اوسع ابوابه.

في هذه المرحلة الاستثنائية والظروف المعقدة التي تمر بها البلاد تظهر اهمية الاعلام واهمية التعاون والتفاعل بينه وبين كافة المؤسسات والقيادات السياسية والعسكرية ، فالعلاقة بينهم يجب ان تتسم بالتعاون والتفاعل المطلق وهذا ما لمسناه في عدد من القيادات وعلي راسهم سعادة العميد ركن ابراهم عقيل مادبو فهو قائد بحجم وطن ، وعملاق من عمالقة السودان ودرع صلب من دروع الوطن ، بوزن دولة وبحجم شعب ، وعسكري بقلب سياسي ووطني غيور ، عرف بالحنكة والحكمة والتوازن في جميع توجهاته التي لا تخدم الا مصلحة الوطن ، نشيد بتوجهه المحمود وتفاعله الذي يعكس حجم المؤهلات التي يتمتع بها ، يذهلنا ليس فقط بقدراته العسكرية من خلال تحليلاته العميقة وانما بشخصيته التي تفيض بحب هذا الوطن وبالعزة والكرامة ، فكلما استعنا به في الجانب التحليلي في هذه المرحلة الحرجة وجدناه حاضرا ، متفاعلا ، متعاونا ، مستقرا ، لا يتأثر ولا يتغير بمجريات الاحداث.

الفجوة التي تحدث احيانا بين بعض المسؤولين والاعلام وغياب التعاون الفعال ليس في مصلحة البلاد ، بعض المسؤولين في تقديري ينظرون للصحفي بانه الخطر الذي يهدد بقاءه في السلطة لذلك يفضل عدم التعاون معه ، هذه الرؤيا التي يحملها بعض المسؤولين تعود الي عدم تقديرهم لدور الاعلام خاصة في هذه المرحلة الاستثنائية وعدم فهمهم لطبيعة عمل الصحف والضغوط التي يواجهها الصحفي في انتاج محتوي اعلامي او مادة صحفية متميزة يوفر من خلالها معلومة للمواطن ، وتمليك معلومة للراي العام وحاجته المستمرة لجمع الاخبار والتحليلات .

ستنتهي الحرب قريبا وسيقف التاريخ عند حرب الكرامة كثيرا ، وسيحفظ لكل حقه في البذل والعطاء والتعاون والتفاعل وكل من حمل علي اكتافه هموم الوطن والمواطن مؤازرا ومتعاونا ، وداعما ، كما سيحفظ لكل من تخازل وابحر في خلق الاوهام والاعذار فهو مكشوف ، ومخطئ وواهم من يظن ان التاريخ سيسقط ذلك وقطعا سيحفظ لهم ضعفهم وفشلهم وتهاونهم وكيف كانوا خصما علي هذه البلاد ويجب ان تحترم الذاكرة الوطنية.