الشارع يترقب معركة الحسم تأخر تحرير ولاية الجزيرة .. تساؤلات السر والعلن

الشارع يترقب معركة الحسم

تأخر تحرير ولاية الجزيرة ..
تساؤلات السر والعلن

ربط تحرير الجزيرة بانتهاء معارك بحري والتحام الجيوش والمتحركات

عملية إستسلام كيكل رفعت التوقعات بتحرير وشيك الجزيرة

معركة الجزيرة باتت مؤجلة، لتنشط العمليات فى محاور اخرى..

الجيش يدير المعركة وفق خطط استراتيجية محددة..

زيارة الكباشي لمحور المناقل وسنجة مرتبط بعمليات قادمة وحاسمة

 

الكرامة : هبة محمود

لا تزال علامات الاستفهام تنهض ، حول تأخر تحرير ولاية الجزيرة، بعد عمليات تطهير شملت ولاية سنار و سنجة، فيما لم تتبق سوى بضع كيلومترات فاصلة عن حدود الولاية الخضراء.
تساؤلات وتكهنات صاحبت عملية التأخير، سيما بعد إستئناف القتال في محور مدينة بحري وتحرير منطقة شمبات، ففيما ذهب كثيروين إلى ربط تحرير ولاية الجزيرة بتحرير بحري والتحام الجيوش والمتحركات مع جيش القيادة العامة، رهن آخرون تأخر عمليات التحرير بوجود، ما اسموه بالتسوية السياسية المرتقبة.

وفيما تظل التساؤلات تترى هنا وهناك، في ظل الإنتهاكات التي تمارسها المليشيا، يظل السؤال قائما حول تأخر عمليات التحرير، فمالذي يحدث ومالذي يدور؟.

.. التساؤل المشروع

منذ ما يقارب ال (3) أشهر ويزيد، والانظار ترنو نحو تحرير ولاية الجزيرة، بعد عمليات تطهير جبل موية في سبتمبر الماضي، حيث يعتبر تحرير الجبل، تأمين للولاية وأولى خطوات استردادها.
يأتي ذلك كله مقرونا بإسستلام قائد قوات درع السودان ابو عاقلة كيكل الذي رفعت عملية إستسلامه التوقعات بعودة الولاية في غضون أيام وفق مراقبين.

غير انه ومع مرور الوقت صارت معركة تحرير الجزيرة إحدى المعارك المؤجلة، لتنشط محاور قتالية اخرى مثل بحري ومتطفة غرب امدرمان، ويتسع حجم المعارك في الفاشر لتصل الزرقة والمالحة.
ويري متابعون ان الجيش يدير المعركة وفق خطط استراتيجية معينة، إلا ان الحديث عن تسوية سياسية، أثار العديد من علامات الاستفهام حيال ما يحدث.

زيارة كباشي..

وفيما تمسك القوات المسلحة عن الحديث بشأن تأخر المعارك أو توقفها في مناطق محددة، مثل معركة الإذاعة والمصفاة، وغيرها، يرى خبراء عسكريون ان الجيش السوداني يدير المعركة بطريقة ابعد ما تكون عن المفاوضات.
ورأى خبراء تحدثوا ل “الكرامة”  إن عملية وقف إطلاق النار تتم  عقب التفاوض وليس قبل ذلك، وذلك في إشارة إلى توقف القتال في محور ولاية الجزيرة.
وبحسب المحلل السياسي عبد الله خليفة، فإن التساؤلات عن تحرير ولاية الجزيرة، على اتساعها بسبب الحديث عن تسوية سياسية قائمة.
وقال الخليفة في افادات ل ” الكرامة” ان معركة تحرير الجزيرة مثلها مثل معركة الإذاعة والمصافاة، باعتبارهن يعتبرن من المعارك الاستراتيجية الحاسمة و الفاصلة، لكن ما أثاره تأخر تحرير ولاية الجزيرة، يختلف باعتبار أن هناك هناك حديث عن تفاوض وغيره.
وتابع: الجيش يعلم ماذا يفعل وكيف يدير المعركة و بالتأكيد يمتلك خطط معينة واعتقد ان زيارة الكباشي بالامس بمحور مدينة المناقل و سنجة مرتبط مع عمليات قادمة أكثر حسما وربما تقود إلى تحرير الولاية في غضون أيام .

نائب البرهان في الميدان ..

وصباح امس الأثنين وصل عضو مجلس السيادة نائب القائد العام الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، إلى محلية المناقل يرافقه الفريق الركن محمد عباس اللبيب نائب مدير جهاز المخابرات العامة واللواء الركن معتصم عبدالله نائب مدير منظومة الصناعات الدفاعية.
وتلقى فور وصوله تنويرا كاملا حول سير العمليات العسكرية بالمنطقة واطمأن على الأوضاع الأمنية  وجاهزية القوات بالمحور.
وعقب ذلك توجه إلى سنار، وتلقى تنويراً أيضا حول سير العمليات بالمنطقة، واطمأن على الموقف العملياتي في المحور ثم إلى سنجة مستمعا إلى تنوير حول سير العمليات العسكرية في العديد من المحاور، ومجمل الأوضاع بالولاية، بجانب الجهود والترتيبات التي تبذلها حكومة الولاية.
وربط مراقبون زيارات كباشي بكونها خطوة في إطار تحرير مرتقل لولاية الجزيرة.

حديث السر والجهر

ووفق الخبير الأمني والعسكري حنفي عبد الله ل “الكرامة ” فإن العمليات العسكرية تحوي السر والجهر، مؤكدا أن عملية استعادة ولاية الجزيرة تحتاج إلى ترتيبات معينة.
وقال إن زيارة الفريق كباشي لكل من محاور المناقل وسنار لم تأتي من فراغ، وإنما جاءت في إطار الترتيبات النهائية.
وذهب إلى أن العمليات الجارية الآن في محاور القتال لا علاقة لها بالتفاوض، على الرغم من وجود مفاوضات جارية هنا وهنا بحد تعبيره.
وقال إن الجميع كان يتوقع تحرير الجزيرة عقب تحرير جبل موية و سنجة لكن بطبيعة الحال فإن العمليات العسكرية بها السر والجهر.
وتابع: لمن يتحدثون عن مفاوضات وتسوية فإنه لا توجد بشكل عام مفاوضات تبدأ بوقف إطلاق النار، وإنما العكس، وبشكل عام فإن ما يحدث في ولاية الجزيرة يختلف عن ما يحدث في العاصمة المثلثة، فالمليشيا تستخدم المواطنين دروع بشرية، فالمعركة تتطلب تكتيكات وفق المطلوب.

العمل في مسرح آخر

ومن جانبه يرى الخبير العسكري و الاستراتيجي د. الناير إسماعيل ان القوات المسلحة في ولاية الجزيرة حققت انتصاراكبيرا لا يخطئه عين، لافتا إلى أن الخطة الموضوعة تمضي بثبات وعزيمة.
وقال في حديث ل ” الكرامة” إن الجيش يعمل وفق خطط وترتيبات، حسب الأوضاع وحسب تحركات العدو و حسب نقاط ضعفه.
وتابع: القوات المسلحة لديها ترتيبات مدروسة واي تحرك لها يكون القصد منه تحقيق أهداف، وقد يكون جزء من الأهداف هو الترتيبات للعمل في مسرح آخر، مثلما ما ظهر انه في مرحلة من المراحل نشاط العمليات في بحري وأمدرمان و الزرق والمالحة.
وزاد: المليشيا الان في أضعف حالاتها و ظروفها وتفتقد لكل التوجهات العسكرية التي يخطط لها أي قائد في الميدان، فضلا عن أن كل المسائل العسكرية في الميدان هي مرتبطة بالتكتيك والإستراتيجية.