يوسف عبدالمنان يكتب :,صحافة الكرامة

خارج النص
يوسف عبدالمنان
صحافة الكرامة
لم يعد هناك حياد في قضايا الوطن المصرية وانتهى عهد وأطل فجر جديد ومن يقتل امي وينتهك عرض اختي وينهب بيتي لن امد له يدي مصافحا مهما تقاربت وشائج القربى وتجاورت الأرحام وحتى ولو رضعنا من ثدي واحد بيننا، ومن قتل ابي القصاص بالقانون والدم في أرض المعركة ولم يعد هناك مساحة لاختلاف السياسي والتقديرات الظرفية وبعض زملاء المهنة يركبون تاتشرات المليشيا ويقتلون ويسرقون وهم شركاء في القتل وشركاء في الدمار ومن مد يده إلى قاتل أخيه فقد خانه في قبره.
وإذا كانت صحيفة الكرامة التي ولدت منذ اليوم الأول وهي ترتدي عباءة الوطن وتنتعل حذاء المقاتل في ميدان الشرف والعطاء قد تجاوزت العام الأول وهي تبلغ مرحلة الصبا فإن كيانا وطنيا آخرا تخلق من رحم دخان المعارك ورائحة البارود وهي كيان “صحافيون من أجل الكرامة” الذي تشرفت بكتابة بيانه التأسيسي مع أخي عطاف عبدالوهاب .
وبعد مضي أكثر من عام يعقد هذا الكيان مؤتمره العام في مقبل الايام لشرعنة وجوده لا من أجل منافسة اتحاد الصادق الرزيقي المنتهية ولايته ولا من أجل طرح نفسه كبديل للنقابة الجنجودية ولكنه كيان من أجل إسناد الجيش الذي يقاتل الجنجويد وكيان من أجل دعم المشتركة التي تحارب الملشيات وكيان يقف مع المقاومة الشعبية لتحرير وطن لايزال مهددا بالفناء من الوجود .
إذا لم تصبح كل الأقلام في خدمة البلاد وتحشد جموع الشعب لقتال المليشيا ومن وراء المليشيا ومن أمام المليشيا من الدول والأحزاب والكيانات الآن فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة والصحافة ليست مهنة الحياد السلبي ولكنه مهنة الموقف المبدئي حينما تخوض الشعوب معاركها المصيرية، وكيان صحافيون من أجل الكرامة لايمثل اتجاها سياسيا ولا جماعة نقابية ولا مجموعة تطالب الدولة ب”كرتونة رمضان” او مصاريف جيب ولا تبحث عن مقر واثاث و مال ونثريات ولكنها مجموعة تدعم القوات المسلحة فقط ولا تمثل الا تيارا عريضا منهم البعثي والانصاري والإسلامي والمسيحي والاتحادي ومن بدون بطاقة انتماء الا للوطن العريض وقد أصبحت مظلة الكرامة ثوبا عريضا يغطي كل السودان ويمتد من حلفا إلى الجبلين ومن سنكات إلى ام برو وإذا كانت صحيفة الكرامة قد أكملت عاما من التميز والعطاء فإن هذا الكيان يمثل ترياقا مناهضا ومنافحا عن الوطن ومحاربا شرسا لصحافة الجنجويد التي باعت ملابسها في نيروبي وتعرت من كل فضيلة.