حاجب الدهشة
علم الدين عمر
البرير..السوباط..النمير ..بشارة ..حكومة الإعمار…
..ولأن الوزارة القادمة ستكون وزارة حرب مفتوحة وزوايا متعددة لابد من إحكام التدبير والتفكير بشأنها ..
فالحرب قاسية وطويلة ..تخوضها القوات المسلحة والقوات النظامية والمشتركة من ميدان القتال العسكري بشراسة وقوة ..وتقدم.
والحال كذلك فإن جناح الدولة المدني لا زال متأخراً..ويبدو أن الفكرة تعوزه وينقصه الترتيب في ظل تباعد القوي السياسية عن البرنامج الوطني العام وأكتفائها بالدعم المعنوي للجيش ..
تم بالأمس تعيين وزراء الخارجية و الإعلام و التجارة و الإرشاد مع الإبقاء علي مناصب إتفاق جوبا كما هي ..
ليبقي الناس في إنتظار تعيين رئيس للوزارة بين يدي غبار كثيف أثارته خطوة التعيين (القطاعي) لوزراء تحتاجهم المعركة فبدا الأمر وكأن القصد هو إعفاء رئيس الوزراء القادم من التكليف بتشكيل حكومته ..ووضعه أمام واقع حكومة جاهزة بوزاراتها المهمة ..فما هي مواصفات رئيس الوزراء إستناداً لهذه الفرضية؟
في تقديري أنها سانحة تاريخية لتعيين فريق حكومي متجانس وقوي ومباشر يتقارب مع مصالح الدولة السودانية في حربها الوجودية بقدر تباعده عن الأحزاب السياسية والجماعات والتكتلات المدنية المعنية بالسياسة ..لابد من تعيين رئيس وزراء حقيقي يسعي بذمة الدولة في أضابير المصالح العليا للشعب السوداني داخلياً وخارجياً والإبتعاد المحسوب عن يوميات الحرب..رئيس حكومة وطاقم يضع نصب عينيه مطلوبات ما بعد الحرب وإن تطاول زمانها ..رئيس وزراء يعي أن برنامج إعادة الإعمار هو برنامج شامل يحيط بخطة إنهاء الحرب وما بعدها في الإقتصاد والسياسة والمجتمع والعلاقات الخارجية وتوازن القوي …
لابد من سحب وصف التكنوقراط عن الحكومة القادمة والنفاذ مباشرة لوصفها بحكومة إنهاء الحرب وإعادة الإعمار..وأقترح لذلك أن يرأسها أحد رجال الأعمال الكبار ولا أجد لذلك أفضل من الحاج معاوية البرير بكل دلالات الإسم وليعاونه في ذلك السيد هشام السوباط كوزير للتجارة الخارجية والمهندس عمر النمير وزير للتعاون الدولي والسيد بشارة سليمان وزير للصناعة ..
ومعهم فريق مستشارين من السادة الدكتور كامل إدريس والدكتور محمد الأمين أحمد والدكتور التجاني السيسي وغيرهم من الكفاءات المرشحة لمنصب رئيس الوزراء..المعركة الشاملة تتطلب القيام بكل مطلوبات العمل المدني المباشر دون إلتزامات تنظيمية أو أحمال سياسية أو كوابح مالية..
هي تقديرات مجردة للناس والأحداث بها أو بغيرها لابد من تعيين رئيس للوزارة عاجلاً فليس في الوقت ما يكفي لتجريب جديد للساسة وأحزابهم خلال هذه الفترة.