بلغت ذروتها وحالات نزوح واسعة ..
الفاشر .. معاناة..وتأهب لهجوم وشيك..
معدلات سوء التغذية بين إلاطفال النازحين سجلت ارقاما قياسية…
عائلات من الفاشر، ومخيم زمزم، وشقرة، وقرى مجاورةتصل “طويلة”
المليشيا تحيط بالمدينة من جميع الجهات استعدادا لهجوم وشيك..
رجال : الوضع في الفاشر ينهار بوتيرة متسارعة وبصورة كلية ..
الكرامة: هبة محمود
تحت وطأة الأوضاع الإنسانية القاسية، وانتهاكات مليشيا الدعم السريع ،يئن سكان مدينة الفاشر قتلا وتجويعا وتعذيبا دون أي رحمة.
فخلال الايام الماضية شهدت المدينة تدهورا كبيرا حيث بلغت معدلات سوء التغذية بين إلاطفال في مخيمات زمزم وأبو شوك وابوجا أعلاها، وذلك بسبب الحصار المفروض على المدينة ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين الذين يعانون من الجوع والفقر والمرض.
فبالصور التي تحصلت عليها “الكرامة” فقد وصلت 25 عائلة من الفاشر، ومخيم زمزم، وشقرة، والقرى المجاورة، إلى منطقة طويلة يوم الخميس، محمولين على عربات “كاروا” ودواب، وسيرًا على الأقدام، في رحلة استغرقت أربعة أيام متتالية، نظرًا للظروف المعيشية الصعبة في الفاشر، ونقص الغذاء، وانعدامه في الأسواق، وأزمة المياه.
وبحسب المنسقية العاملة للنازحين واللاجئين، فقد وصلت العائلات في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، وعلامات الجوع والمرض بادية على وجوههم، حتى أن بعضهم نُقل مباشرةً إلى مستشفى منظمة أطباء بلا حدود في طويلة.
هجوم وشيك .. مخاوف
وفي ظل تلك المعاناة تواصل مليشيا الدعم السريع حصارها على الفاشر وممارسة الانتهاكات حيال المواطنين، في وقت تتعالى فيه الدعوات بضرورة وقف إطلاق النار، فيما تستعد في المقابل القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة لفك الحصار عن المدينة.
وقالت مجموعات موالية للمليشيا أنها قامت بحشد مجموعة كبيرة من التعزيزات العسكرية حول مدينة الفاشر، حيث تحيط بها من جميع الجهات، لهجوم وشيك.
وازاء تلك الانتهاكات طالبت حركة جيش تحرير السودان بقيادة الهادي إدريس المتحالفة مع الدعم السريع بضرورة مغادرة سكان مدينة الفاشر ومعسكري أبو شوق وزمزم للنازحين لمناطق الاشتباكات، مشددة على أهمية التوجه إلى المناطق التي تسيطر عليها الحركة مع قرب ساعة الصفر لدخول المدينة .
الإنهيار بوتيرة متسارعة
في مقابل ذلك سخر المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين ادم رجال في حديثه لـ ” الكرامة” من دعوة الهادي إدريس موكدا أن المواطنين في الفاشر يعانون أشد المعاناة التي لا يتمكنون معها التحرك من مناطقهم في ظل ما يشهدون.
وقال رجال أن الوضع في الفاشر ينهار بوتيرة متسارعة وبصورة كلية في ظل أوضاع إنسانية وظروف مريرة.
وطالب في حديثه بضرورة ادخال الغذاء والمساعدات الإنسانية الى السكان، داعياً إلى عدم إستخدام الغذاء سلاح للتجويع.
وأكد أن مليشيا الدعم السريع ضاعفت الحصار على الفاشر وقامت بالضغط على المواطنين عقب تحرير الخرطوم.
وأشار في ذات المنحى إلى انعدام الضمير الإنساني جراء ما يحدث، لافتاً إلى أن إرتفاع الأسعار وانعدام الأدوية وسوء التغذية يحاصر الجميع.
وناشد الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة المتضررين من هذه الظروف المعيشية، من جوع وفقر ومرض.
نسبة نزوح عالية.. الأوضاع مزرية
وجراء مضاعفة الحصار على الفاشر من قبل المليشيا فقد شهدت المدينة أمس الأول الجمعة نسبة نزوح عالية حيث وصلت خمس وأربعون أسرة إلى طويلة سيرًا على الأقدام، وعلى عربات الكاروا، وعلى دواب.
ووفق منسيقية النازحين واللاجئين، فقد وصل النازحون في ظروف إنسانية مزرية، منهكين من حصار الفاشر، كما عانوا من الجوع والمرض وارتفاع أسعار المواد الغذائية، التي لا تتوفر في الأسواق.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم منسيقية النازحين واللاجئين ، فإن مياه الشرب أصبحت شبه معدومة، حيث ارتفع سعر جركن الماء إلى 1500 جنيه سوداني، وفقًا لشهادات النازحين.
وقال إنه على الرغم من إعتبار مديرية طويلة، الملاذ الآمن، للنازحين لكنهم يفتقدون فرص عمل مجزية أو متاحة على الأقل، موكدا أن الأمل الوحيد لهم هو انتظار خدمات المنظمات الإنسانية، التي هي الأخرى عاجزة عن استيعاب الأعداد الكبيرة من السكان، المقدرة بالملايين.
معارك مصيرية .. فك الحصار
من جانبها، دعت قيادة الفرقة السادسة مشاه بالفاشر المواطنين إلى عدم الانجرار وراء الشائعات والرسائل المضللة التي تروجها قوات المليشيا حول هجوم محتمل على المدينة. وأكدت أن هذه الادعاءات ليست سوى أكاذيب تهدف إلى نشر الخوف بين السكان. كما ناشدت المواطنين بالإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة.
و تفقد رئيس حركة العدل والمساواة، وزير المالية، جبريل إبراهيم، القوات المشتركة بمحور الصحراء، وذلك للوقوف على جاهزيتها واستعدادها الكامل لخوض المعارك المصيرية التي تهدف إلى فك الحصار عن مدينة الفاشر، وتحرير إقليم دارفور من المليشيات المتمردة.
وقال جبريل في منشور على منصة فيس بوك الجمعة “نجدد العهد لأبناء شعبنا بأننا لن ندخر جهداً، ولن نتوانى عن بذل الغالي والنفيس، حتى يتم تطهير كل شبر من أرض السودان من دنس التمرد، وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع وطننا العزيز”.
الحسم العسكري .. ضرورة ملحة
ويرى بدوره المحلل السياسي محجوب محمد أن مليشيا الدعم تسعى لإثارة مخاوف المواطنين بالفاشر من خلال بث شائعات عن هجوم مرتقب، لافتاً إلى كونها هاجمت المدينة لما يقارب المئتي مرة دون نتيجة.
وقال في حديثه لـ”الكرامة” أن المليشيا درجت منذ بداية حربها للانتقام من المواطنين وما تفعله الان بمواطني الفاشر ليس غريباً عليها.
ونوه إلى ضرورة الحسم العسكري في الفاشر وفك الحصار عنها ومن ثم التمدد والتوغل الى بقية ولايات الإقليم.
وأشار محجوب في إفادته إلى أن المليشيا تعاني وضعا صعبا ما يجعلها في صراع مع الوقت لإحراز أي تقدم عسكري والعقبة الوحيدة التي تقف أمامها هي الفاشر ولا بد من إسقاطها لاستخدامها كرت ضغط.