كبير العلماء الشرعيين بهيئة علماء السودان ابو عبد الله منار رمضان لـ”الكرامة”
لا اثم على المغتصبة.. و الزواج بالإكراه باطل …
لا محاكم لطلاق المجبرة وينتهي الأمر ب”فرار الزوج” …
في “زواج الاكراه” للمتزوجة ينسب الجنين ل (……..)…
كل الأحكام الشرعية تُوجِبُ مقاتلة الجنجويد..
(…..) هذا هو التصنيف الشرعي لمليشيا وحاضنتهم السياسية والشعبية..
ظلت القضايا الفقهية المتعلقة بانتهاكات مليشيا الدعم السريع في الحرب بالسودان، سيما فيما يتعلق بقضايا الاغتصاب والزواج بالاكراه والحمل والاجهاض مثار جدل الكثيرين، كما ظلت العديد من الاسئلة حيرى تبحث عن فتاوى و إجابات قاطعة استناداً للفقه والشريعة.
عدد من التساولات وضعتها “الكرامة” على منضدة كبير العلماء الشرعيين بهيئة علماء السودان” ابو عبد الله منار رمضان” يرتكز أساسها حول قضايا السيدات والفتيات اللواتي تعرضن للاغتصاب والزواج بالإكراه في عدد من المناطق.
اسئلة الإجهاض والإبقاء على الجنين ونسب المولود وغيرها من التساؤلات، وتصنيف مليشيا الدعم السريع والحواضن المجتمعية والسياسية لها فقهيا ، وحكم الجهاد تجدونها خلال الأسطر التالية..
حوار : هبة محمود
*منذ إندلاع الحرب في السودان وحتى الآن، ظلت الكثير من القضايا الفقهية مثار جدل ونقاش في أبرزها واهمها قضية الاغتصاب والزواج بالإكراه الذي تعرضت له المئات من الفتيات من قبل مليشيا الدعم السريع..دعنا نبدأ بهذه القضية الجوهرية؟
طبعا أول قاعدة فقهية هي ان المغتصبة لا يقع عليها أي إثم ولا مؤاخذة ولا تعاب، هذا ابتداء من الناحية الشرعية، فهي وقعت في ابتلاء ومن المفترض الوقوف معها وتثبيتها، لأنها لا ذنب لها سواء كانت بالغة أو غير بالغة .
*حال حدوث حمل كيف يتم التعامل مع الجنين ؟
حال حدوث حمل فالأفضل لها أن تصبر عليه، وهناك بعض العلماء يرون في حالات خاصة إذا كان الحمل فيه مفسدة يمكن أن ينظروا في المسألة كحالة خاصة ويتم اسقاط الجنين، ولكن الأفضل أن تصبر ولا ينسب لأحد ويعامل معاملة اللقطاء وعلى الدولة الإنفاق عليه.
*اذا كانت المغتصبة متزوجة؟
ينسب هذا الولد للزوج لأن في الحديث الولد للفراش وللعاهر الحجر
وهناك خلاف بين العلماء في جواز انتفاء الزوج منه، واللعان لايكون إلا في حالة رماها بالزنا .. وهي هنا مكرهة..
*هل ينسب لها باسمها في شهادة الميلاد وأوراقه الرسمية؟
نعم يكتب باسمها فهي امه..
*اذا كانت لا تريد الاحتفاظ به فهل عليها إثم في هذه الحالة؟
الا اذا كانت هناك مفسدة متيقنة سوف تحدث لها جراء الاحتفاظ بهذا الطفل .. لكن السؤال لماذا هي تريد انزاله؟!.
*تعتبره عار عليها مثلاً؟
في هذه الحالة ينظر للأمر كحالة خاصة، لكن الأصل ان لا تقوم بانزاله ولا تتعرض له بسوء خاصة بعد الأربعين يوم الأولى..
*بعد الأربعين يوما الأولى من حدوث الحمل تنفخ في الجنين الروح؟
خ
نعم وبعض العلماء يقولون اذا تم تصويره فلا يجوز إنزاله، وبعضهم يرى أن الروح تنفخ بعد أربعة أشهر لقول بن مسعود، لكن الراجح انه بعد الأربعين تنفخ فيه الروح، لذلك إذا كان هناك مفاسد عليها من الحمل يمكن النظر في الأمر، لكن الأصل ان تصبر وتحتسب..
*هناك من تم إجبارهن من قبل المليشيا للزواج بالإكراه، فما هي القيود الفقهية الواجبة عليهن، سيما في ظل التطورات الأخيرة وهروب الجنجويد من عدد من المناطق؟
اذا أجبرت المرأه عل الزواج فالعقد باطل.
*حتى اذا وافقت حفاظا على نفسها أو أسرتها أو كذا؟
نعم ..اذا كانت مجبرة فهو اكراه
*والحمل الناتج عنه؟
هو اغتصاب والحمل اذا شاءت ان تحتفط به أو أن تجهضه فهو خير وإذا أردت ذلك ينظر إلى المفسدة والمصلحة.
*في مثل الحالات التي فر أزواجهن منهن عقب تحرير الجيش مناطق كثيرة، كيف تتم إجراءات الطلاق في ظل عدم وجود محاكم شرعية؟
ليس في الأمر محاكم وينتهي الأمر بفرار الزوج ولا إثم عليها
هل لها عدة شرعية وكيف اذا ارادت الزواج؟..
تعتد ب”حيضة واحدة” للتأكد من براءة الرحم ويمكن أن تتزوج، وَهو لا يعتبر زواجا شرعيا فهي مثل المغتصبة.
*في حين ارادت الزواج هل تعتبر ثيبا ام بكرا؟
الثيب هي اذا كانت متزوجة زواجا شرعيا لكن هذه مغتصبة ولا تعتبر ثيبا، فهي كالبكر تماما، وما حدث هو فض لغشاء البكارة بسبب بالإكراه .
*هل يطالب المأذون بقيسمة لها؟
القسيمة لا قيمة لها وهو زواج باطل ..
*بالنسبة للاحصائيات في هذا الأمر، هل تمتلكون أعداد حول المغتصبات واللائي تعرضن للزواج بالإكراه؟
لا ..لكن في تصوري انهن كثيرات لأن الجنجويد لا دين لهم ولا يراعون القيم ولا الأخلاق واذا دخلوا قرية افسدوها.
*مليشيا الدعم السريع ارتكبت من الآثام ما لم يرتكب من قبل ، فما هو التوصيف الشرعي لها في الحرب؟
الرَّاية التي ترفعها مليشيا الدَّعم السَّريع هي رايةٌ عِمِيَّة عصبية قبلية جاهلية ومع ذلك فهم بُغاة محاربون ظالمون معتدون صائلون مفسدون في الأرض وبتلك الأوصاف تنطبق عليهم كل الأحكام الشرعية التي تُوجِبُ مقاتلتهم.
*ما حكم من قاتل مع المليشيا؟
كُلُّ من قاتل يأخذ حكمها في القتال، وما قام به جنود ومليشيات الدَّعم السَّريع يعتبر محاربةً لله ورسوله وسعياً بالفساد في الأرض ؛ إذ إستحلوا قتل الأنفس المعصومة واغتصاب النساء ونهب الأموال ومقتنيات البيوت وسرقة السيارات وخطف المواطنين وطلب الفدية من أهليهم، ناهيك عن تدمير المرافق الحيوية من مستشفيات ومحطات الكهرباء والماء .
كيف تنظرون للحاضنة الشعبية والسياسية لمليشيا الدَّعم السّريع؟
الحاضنة الشعبية هم بعض شُذّاذ الآفاق من المفتونين بالعصبية القبلية الجاهلية الّذين لا يرقبون في مؤمنٍ إلّاً ولاذمَّة ولا يرعون له عهدا ولا حُرمة فاستباحوا واستحلّوا إراقة الدّماء وإزهاق الأنفس وهتك الأعراض ونهب الأموال وتخريب الدِّيار .
أما الحاضنة السياسية والتي تتمثل في ذلك التحالف القائم مع العلمانيين على اختلاف مشاربهم الحزبية(مايُسمّى بقوى الحرية والتغيير ) من أجل السيطرة على الحكم، وهو تحالف يهدف للاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكري خُطط له بإحكام وشارك في هذا المشروع الإجرامي دول كبرى ودول إقليمية وضعوا الخطة المحكمة لهذه الحرب السافرة وحددوا لها ساعة الصفر فاشعلوا نيرانها انتصارا لراية العلمانية وفرضها على مُسلمي السودان بقوة السلاح.
*القتال ضد الدعم السريع من ناحية فقهية اي نوع من انواع الجهاد؟
القتال ضد الدَّعم السَّريع هو جهاد دفع وهو من باب قتال البغاة الصائلين المفسدين في الأرض من غير شرط ولا استثناء ولا احتراز
فكل مسلم يدفع عن نفسه وغيره بما يستطيع رجلا كان أو امرأة وكما يقول ابن تيمية : (أما قتال الدفع عن الحرمة والدين فواجب إجماعًا؛ فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان).
وعلى المسلمين أجمعين أن يصطفوا لقتال هؤلاء البغاة المحاربين الصائلين المفسدين في الأرض وكذلك قتال كل من اصطف معهم ودافع عنهم مخبرا كان أو جاسوسا وسهل لهم سبل البغي والعدوان وإطالة أمد الحرب فحكمه أن يلحق بهم في وجوب قتله واستباحة دمه.