هجوم دموي يستهدف الدامر ويخلّف قتلى ودماراً في منشآت مدنية.. “مسيرات الجنجويد” .. دماء فى “نهر النيل”..

هجوم دموي يستهدف الدامر ويخلّف قتلى ودماراً في منشآت مدنية..

“مسيرات الجنجويد” .. دماء فى “نهر النيل”..

جرائم الجنجويد..استهداف الأعيان المدنية وقتل النازحين

مقتل 11 شخصاً وإصابة 18 بهجوم استهدف معسكراً للنازحين بالدامر ..

شبكة أطباء السودان : 5 ضحايا من أسرة واحدة سقطوا في الهجوم ..

نقل المصابين لمستشفى عطبرة وتوفير الدم والأوكسجين بشكل عاجل..

رابع استهداف لكهرباء عطبرة يتسبب في انقطاعها عن ولايتين

فرق الدفاع المدني تعمل على إخماد الحريق وإعادة التيار قريباً..

الجيش : المليشيا تستهدف المدنيين والبنية التحتية بلا رادع أخلاقي

تصاعد الدخان من محطة المقرن يثير غضبا على منصات التواصل ..

دعوات أممية لوضع حد لاستهداف النازحين والمرافق الخدمية…
تقرير : رحمة عبدالمنعم
في تصعيد جديد يُضاف إلى سلسلة الانتهاكات الممنهجة التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية في السودان، شنّت مليشيا الدعم السريع فجر الجمعة هجوماً بطائرات مسيّرة على مواقع حيوية في مدينة الدامر بولاية نهر النيل، أبرزها معسكر للنازحين بمحطة المقرن، ومحطة كهرباء عطبرة التحويلية، الهجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بينهم أطفال ونساء، وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر، مما عمّق من معاناة المدنيين وأكد استمرار المليشيا في استهدافها الممنهج لمرافق الدولة الحيوية ومراكز تجمع السكان النازحين من مناطق الحرب.

تصعيد خطير
وشهدت ولاية نهر النيل فجر أمس الجمعة، تصعيداً خطيراً جديداً من قبل مليشيا الدعم السريع، تمثل في هجوم متزامن بطائرات مسيّرة استهدف مواقع حيوية في مدينة الدامر، من أبرزها معهد التدريب المهني بالمقرن التابع لهيئة سكك حديد السودان، والذي تحوّل إلى مأوى مؤقت لعشرات النازحين من مناطق القتال.
وبحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الصحة في ولاية نهر النيل، فقد أسفر الهجوم عن مقتل (11) شخصاً بينهم نساء وأطفال، إلى جانب إصابة (18) آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، جرى نقلهم إلى مستشفى عطبرة الذي أكدت الوزارة جاهزيته لاستقبال المصابين وتوفير خدمات الدم والأوكسجين.
وفي السياق ذاته، كشفت شبكة أطباء السودان أن من بين الضحايا خمس أفراد من أسرة واحدة، هم أربعة أطفال ووالدتهم، لقوا حتفهم جراء استهداف معسكر النازحين بمدينة الدامر، ووصفت الشبكة العملية بأنها “جريمة ممنهجة بحق المدنيين”، مؤكدة أن هذا الهجوم يندرج ضمن سلسلة متواصلة من الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع ضد السكان العزّل.
وأدانت الشبكة في بيانها استهداف معسكرات النزوح والبنية التحتية المدنية في كل من نهر النيل، كردفان ودارفور، وناشدت المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المعنية بحقوق الإنسان للتدخل العاجل والضغط على قيادات المليشيا لوقف هذه الانتهاكات، ووضع حد للتصعيد الذي يستهدف حياة المدنيين ومقدرات الدولة الحيوية.

الهجوم الرابع
ولم يتوقف الأمر عند استهداف معسكر المقرن فحسب، بل شمل أيضاً هجوماً جديداً على محطة كهرباء عطبرة التحويلية، ما أدى إلى انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر، بحسب ما أعلنته شركة كهرباء السودان في بيان رسمي صدر عن مجلس التنسيق الإعلامي بالشركة.
وأوضحت الشركة أن هذا الهجوم هو الرابع من نوعه على المحطة ،والثاني خلال أقل من شهر، مؤكدة أن فرق الدفاع المدني تعمل حالياً على إخماد الحريق الذي شبّ نتيجة القصف الجوي، بينما شرعت فرق الصيانة في تقييم الأضرار تمهيداً لإعادة التيار الكهربائي في أسرع وقت ممكن.
وأشارت مصادر فنية من داخل المحطة إلى أن الطاقم الفني وسكان المعسكر القريب من المحطة لم يصابوا بأذى، وأن الأضرار الحالية أقل من الهجمات السابقة، لكنها لا تزال مؤثرة على استقرار الإمداد الكهربائي.

استهداف ممنهج
من جهته، وصف الناطق الرسمي باسم الجيش ، العميد نبيل عبد الله، هذه الهجمات بأنها تأتي في سياق استهداف متكرر ومقصود للبنية التحتية والأعيان المدنية، متهماً مليشيا الدعم السريع بمواصلة انتهاك القانون الدولي الإنساني دون رادع أو وازع.
وقال عبد الله في تصريحات صحفية إن “قوات الدعم السريع ليست سوى تجمع لمجرمين يفتقرون للضمير والأخلاق”، مشدداً على أن القوات المسلحة سترد على هذه الانتهاكات بحزم، ولن تسمح بانهيار ما تبقى من المرافق الحيوية التي تخدم المواطنين.
وتأتي هذه التطورات في ظل سلسلة من الضربات التي نفذتها مليشيا الدعم السريع على مواقع مدنية وعسكرية في ولايتي نهر النيل والشمالية، من بينها سد مروي الذي تضرر في وقت سابق، ما أثار مخاوف واسعة من انهيار المنظومة المائية والكهربائية في البلاد، خصوصاً في ظل شح الإمكانيات والموارد نتيجة الحرب المستمرة.
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع مصورة تظهر أعمدة الدخان وهي تتصاعد من محطة المقرن التحويلية ومحيطها، وسط تنديد شعبي واسع بالهجوم واتهامات مباشرة لمليشيا لدعم السريع بممارسة سياسة الأرض المحروقة وحرمان المواطنين من أبسط حقوقهم في الأمن والخدمات.

القانون الدولي
وقال الناشط في مجال حقوق الإنسان، محمد الطيب عثمان، لـ”الكرامة”،إن استمرار مليشيا الدعم السريع في استهداف محطات الكهرباء بالطائرات المسيّرة يشير إلى وجود نية ممنهجة لضرب البنية التحتية الحيوية، بما يؤدي إلى تعقيد الحياة اليومية للمواطنين وزيادة معاناتهم، خاصة في ظل ظروف الحرب والنزوح وانهيار الخدمات الأساسية.
وأضاف الطيب أن جريمة قصف معسكر المقرن للنازحين بمدينة الدامر، والتي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الأبرياء، بينهم نساء وأطفال، تمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتكشف عن تجاهل تام لقواعد حماية المدنيين في مناطق النزاع.
وأوضح أن هذه الجريمة تحمل دلالات خطيرة، أبرزها اعتماد المليشيا على أسلوب استهداف تجمعات النازحين عمداً، لبث الرعب في صفوف السكان، ومنعهم من البحث عن ملاذات آمنة. وطالب الطيب المنظمات الحقوقية الدولية والأمم المتحدة بتحقيق فوري ومستقل في هذه الانتهاكات، والعمل على محاسبة المسؤولين عنها، ووقف مسلسل القتل والترويع الذي تمارسه المليشيا بحق المدنيين في السودان.

دعوات عاجلة
وفي ظل هذا التصعيد الخطير، تزايدت الدعوات المحلية والدولية المطالبة بوضع حد للاعتداءات على المدنيين والبنية التحتية، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية تلوح في الأفق مع استمرار انقطاع الكهرباء عن عدد من الولايات وازدياد عدد القتلى والجرحى نتيجة استهداف المرافق الحيوية.
وبينما يتواصل العدوان على ولاية نهر النيل، يجد النازحين أنفسهم في مهب الخطر من جديد، بعد أن ظنّوا أنهم وجدوا مأوى آمناً من أهوال الحرب، ليكونوا هذه المرة ضحايا جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع في مختلف أنحاء البلاد.