سوبرانو
أحمد دندش:
طه سليمان…العودة من (البوابات الخلفية).!
عندما ظهر طه سليمان للمرة الاولى خلال الحرب وسط اهله وعشيرته بحي شمبات العريق بقلب بحري وهو يواسي ويداوي ويلاعب الاطفال، كنا اول من كتب عنه بمداد من تقدير وعرفان، ووصفنا آنذاك بأن سلوكه عكس فعلياّ انه فنان.
الى هنا، ينتهي مشوار الحقيقة مع طه سليمان، ويبدأ معه مشوار آخر لاعلاقة له بالحرب او المواقف الانسانية وانما بمسيرة طه سليمان الفنية.
(الود الشقي) الذي توسط افراد فرقة آل البيت في التسعينات والذي تمرد على الغناء الجماعي لان لديه قناعة راسخة بأنه يشكل لوحده فرقة- هكذا كان يرى وهكذا تمحورت الاحداث حتى انفرد طه لوحده في مجال الغناء- واصبح في وقت وجيز نجم شباك يشار اليه بالبنان وتغلق حجوزات حفلاته بالاشهر.
نعم، طه فنان صاحب صوت شجي، لكنه دائماً مايعاند نفسه قبل جمهوره ويصر على ان يكون مثيراً للجدل بدلاً من ان يكون مثيراً للاعجاب، وقد نجح في ذلك الى الحد الذي جعله يصرح ذات لقاء: (انا بستفز الصحفيين).
ويمضي في قناعاته المثقوبة حتى يصل الى حد ان يرتدي كل ماهو مثير للجدل ويغني كل مامن شأنه ان يضعه في موقع الدهشة والتعجب.
وللتدليل على مصداقية الحديث اعلاه، تعالوا لنرى ماقدم طه في اول عمل له بعد غياب عامين عن الغناء بسبب الحرب.
طه قدم لنا فيديو كليب اسمه (سوداني كياني)، عمل فني غارق في الغموض والسطحية، حافل بالصخب واصوات المونتيرات وعبارات (سوق الله اكبر)، الى جانب انه ظهر في لوكيشنات لاعلاقة لها بالحرب من قريب او بعيد، وكأنه يحاول ان يهدم تلك الصورة المدهشة والمختلفة التي منحها للناس عقب وقفته في الحرب مع اهله.
اجزم ان معظم من شاهد الكليب لم يشاهده بعين الحقيقة والواقع بل كان متأثراً وبشدة بموقف طه في الحرب لذلك تجاوز الكثيرون التعليق على الكليب بأي حرف، مفضلين الصمت، بينما كسر البقية عنق الحقيقة بفأس العاطفة ومنحوا الكليب اشادات لايستحقها على الاطلاق، اما الفئة القليلة التي خرجت وتحدثت بلسان الحقيقة عن العمل الفني فقد نصبت لها المشانق، واصبحت من فئات السودانيين (الخونه) و(المارقين).!
عزيزي طه…الفيديو كليب الذي قدمته لايعكس اي واقع للسودانيين، والغريب انك عشت ذلك الواقع بتفاصيله فلماذا لم تقم بعكس ماعشته- على اقل تقدير-.!؟
