حمّل “الدول الراعية للمليشيا) مسؤولية هجمات الطائرات المسيّرة
السودان ..دعوة للتحرك الدولي
وزارةالخارجية :اجانب يديرون منصة إطلاق المسيرات على المدن
ترحيب بالإدانات الدولية للهجمات بالطائرات المسيّرة
الهجمات تصنّف كعدوان خارجي يهدف لتدمير الدولة
بيان الخارجية يشيد بموقف الاتحاد الأوروبي ومنظمة البحيرات العظمى
اتهامات لدول أجنبية بجلب مرتزقة لتشغيل الطائرات المسيّرة
الخارجية تحذر من تهديد الهجمات لأمن البحر الأحمر
الأمم المتحدة تطالب بوقف فوري للهجمات المسيّرة
تقرير :رحمة عبدالمنعم
مع تصاعد الهجمات بالطائرات المسيّرة على عدد من المدن السودانية، وفي مقدمتها مدينة بورتسودان، خرجت وزارة الخارجية بموقف حازم يدين ما وصفته بـ”العدوان الخارجي المنظم”، محذّرة من خطورة هذه العمليات على أمن البلاد واستقرار الإقليم، البيان، الذي تزامن مع إدانات دولية وإقليمية واسعة، حمّل دولاً بعينها مسؤولية دعم مليشيا الجنجويد وتوفير التكنولوجيا المستخدمة في الهجمات، مطالباً بتحرك دولي يتجاوز حدود التنديد إلى اتخاذ إجراءات رادعة بحق الجهات المتورطة.
وزارة الخارجية
ورحّبت وزارة الخارجية السودانية بسلسلة الإدانات الدولية والإقليمية التي صدرت ضد الهجمات المتكررة بالطائرات المسيّرة على عدد من مدن البلاد، بما في ذلك العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان، معتبرة أن تلك الهجمات تمثل “عدواناً خارجياً منظماً” يستهدف تدمير الدولة السودانية وإطالة أمد الحرب.
وفي بيان صحفي صدر يوم أمس الإثنين ،اعتبرت وزارة الخارجية أن استخدام الطائرات المسيّرة ضد المدنيين والبنية التحتية الحيوية جزء من مخطط خارجي لتقويض الأمن القومي ومنع عودة النازحين واللاجئين إلى منازلهم، مؤكدة أن هذه الهجمات تصنَّف في إطار “العدوان الخارجي” وفقاً للأعراف والقوانين الدولية.
وأضاف البيان أن الوزارة “رصدت بتقدير” ما ورد في بيانات بعض الدول والمنظمات الدولية التي أظهرت بوضوح “البُعد الخارجي” للهجمات، مشيدةً على وجه الخصوص ببيان الاتحاد الأوروبي الذي ألمح إلى الجهات الداعمة لهذه الأعمال العسكرية، وكذلك بالموقف “القوي” لمنظمة المؤتمر الدولي لإقليم البحيرات العظمى، التي تُعنى بقضايا الأمن في المنطقة.
كما ثمّنت الخارجية بيان الإدانة الصادر عن الولايات المتحدة الأمريكية، واصفة إياه بأنه يعكس اهتماماً دولياً متنامياً بخطورة التطورات الجارية في السودان، وبأهمية التصدي للمهددات التي تطال الأمن الإقليمي وسلامة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
هجمات مدمّرة
وحذرت وزارة الخارجية في بيانها من أن “الهجمات بالطائرات المسيّرة تمثل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي وسلامة الملاحة في البحر الأحمر”، مشيرة إلى أن بيانات الإدانة وحدها لم تعد كافية، وأن المطلوب هو اتخاذ إجراءات فعالة ضد الدول التي ترعى قوات الدعم السريع، والتي وفّرت المسيرات الاستراتيجية والأسلحة التي تم استخدامها في هذه الهجمات”.
واتهمت الخارجية تلك الدول بأنها جلبت مرتزقة أجانب لتشغيل الطائرات المسيّرة، وهم يشاركون فعلياً في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)”.
وكانت طائرات مسيّرة قد شنت خلال الأسبوع الماضي سلسلة هجمات واسعة استهدفت مدناً رئيسية بينها بورتسودان وكسلا وعطبرة وأم درمان و ومروي، وتسببت في دمار واسع في منشآت حيوية، بينها مستودعات الوقود ومحطات الكهرباء، إضافة إلى استهداف مباشر لقاعدة فلامنغو العسكرية في ولاية البحر الأحمر.
وتواصلت الهجمات على مدينة بورتسودان لثسع أيام متتالية منذ الرابع من مايو، ما أدى إلى اشتعال حرائق ضخمة في مستودعات الوقود الرئيسية في البلاد.
ويرى مراقبون أن الطائرات المسيّرة باتت تسيطر على المشهد مع دخول الحرب السودانية عامها الثالث، مما يعكس انتقال المواجهات إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة، خاصة مع استهداف المدن الحيوية التي كانت تُعد بمثابة ملاذ آمن للمدنيين.
ردود فعل:
وأثارت الهجمات بالطائرات المسيّرة استنكاراً واسعاً في الأوساط الدولية والإقليمية، حيث أدانت كل من مصر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية الهجمات بشكل رسمي، كما صدرت إدانات مماثلة من الاتحادين الإفريقي والأوروبي.
وأعربت الأمم المتحدة امس الاثنين عن قلقها العميق إزاء تأثير الهجمات المستمرة بالطائرات المسيرة على البنية التحتية المدنية في جميع أنحاء السودان، بما في ذلك محطات الطاقة ومستودعات الوقود، حيث تعرضت بورتسودان- التي تمثل المدخل الرئيسي لإمدادات وعاملي الإغاثة، لهذه الهجمات لليوم التاسع على التوالي.
وخلال مؤتمر الصحفي في نيويورك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن منشآت ومباني المنظمة وشركائها لم تستهدف بشكل مباشر، لكنه شدد على أن الهجمات المتكررة بالطائرات المسيرة “تلحق أضرارا بالغة بالمدنيين وبالخدمات الأساسية التي يعتمد عليها هؤلاء الناس بشدة، بما في ذلك الوصول إلى المياه والكهرباء.
البحر الأحمر
ويرى الخبير في العلاقات الدولية الدكتور مجدي النور أن بيان وزارة الخارجية “يؤشر لتحوّل في لهجة الدولة السودانية تجاه الدول التي تتهمها بدعم مليشيا الدعم السريع، من التلميح إلى المباشرة”.
وأضاف النور لـ”الكرامة”،أن إبراز البُعد الخارجي للهجمات هو خطوة دبلوماسية تهدف إلى تعبئة المواقف الدولية وتحويل الإدانات إلى إجراءات، وربما تحضير ملف لتقديمه إلى مجلس الأمن الدولي في حال استمرار استهداف المدن والمرافق الاستراتيجية بالطائرات المسيّرة
وأشار إلى أن بيان الخارجية يحاول خلق اصطفاف دبلوماسي وإقليمي جديد، و”إعادة توجيه الأنظار إلى خطورة الحرب المستمرة في السودان، ليس فقط على المستوى الداخلي، وإنما على الأمن الإقليمي، خاصة في منطقة البحر الأحمر الحساسة.