الأستاذ محمد عبدالقادر يكتب على حائطه فى فيسبوك: (ابحثوا معي عن القيصر)..!
كتب :محمد عبدالقادر
(القيصر) معتز صباحي .. (غناي.. وموهوب) .. صوت جميل يتحرك فى مساحات لا تستطيع ارتيادها الا حنجرته ، يتجول في فضاء اللحن (زي ما عاوز) ويعود فى اللحظة المحددة للانتقال ، لونية غناء مليانة (سلطنة).. احساس موسيقي شجي بمخارج مدوزنة واضافات محلاة بالتطريب العالي، مجتهد فى لونية (حقتو) برع فيها وامتع.. شيخ في الغناء ( على طريقته) المحملة بالشجن والمشمولة بالتمرد على السائد فى الترديد ، يطربني جدا وينقلني الى ملاذات نادرة تستشعر فيها سحر وقيمة الغناء بكامل استحقاقه الابداعي والادائي… هو فنان يمتلك ادواته تماما.
فاجأني ذات مرة قبل سنوات ضمن مجموعة فنانين توافدوا لاحياء حفل فى يوم تكريمي بالنادي العائلي، وقد تمنيت قبل وصولي ان يرتاد الليلة بلياقته الغنائية التى لاتفتر، وقد كان.
بحثت عنه مؤخرا فلم اجد صدى للصوت الريان بين غناء العواصم ، التى تكاثرت فيها اصوات الضجيح ، تحسست الميديا فوجدت مكانه شاغرا، وقد استوطن فيها الباهتون عديمو المواهب، والمتهجمون على الغناء الذين يجددون بقاءهم فى التريند بالعبط. وصرخات الموضة وشذوذ المخبر والمظهر.
لا ادري لماذا يستدعي صوت كلاهما الاخر هو والراحل محمود عبدالعزيز ربما يكمن الرابط فى الموهبة و(تكنيك) الحناجر الطاعمة، والتمرد البائن على السائد، والقدرة على التجديد، والاضافات الشجية، ولكني قرأت حوارا (للحوت) ـ رحمة الله عليه- يتحدث فيه عن موهبة معتز صباحي ويقول انه يستمع اليه هو وسيدة الرصانة والنغم الجميل الصديقة والاخت اسرار بابكر ، رد الله غربتها فقد غابت بعدها الموهبة وباتت الساحة نهبا لكثير من السقوط خاصة فى اوساط المغنيات، ولا اقول الفنانات، اذ ابتليت بقدر من ( التقوين)… بفعل غياب الموهوبات الرصينات…انتقلت الذائقة للأعين بدل الأسماع، حتى قال احدهم فى وصف مغنية ( ان أجمل ما فى صوتها ساقيها).
لا ادري كذلك سر تذكري للقيصر معتز مع اشتداد حزني على رحيل (محمد فيصل الجزار) الذى اهلنا على حنجرته النضرة التراب فى مقبرة بالقضارف بعد ان رحل فى صمت ، وانسحب بهدوء لا يشبه الضجيج الذى فجرته موهبته منذ ان ولج عالم الغناء بداية الالفينات.
يفجعني نزف المواهب الكبيرة ويقتلني رحيل الاصوات اليانعة ويؤلمني فقد الشهد الذى طالما سكبته على اسماعنا، ما اندر الحناجر فى سوداننا وما اكثر الغثاء، نحن بحاجة للبحث عن المبدعين وانزالهم مقاعد التقدير التى يستحقون، ابحثوا معي عن القيصر معتز صباحي.. واتمناه بخير…






