حاجب الدهشة علم الدين عمر (التلاتا المبارية الأيام) ..شملة كنيزة وأشياء أخري!!!

حاجب الدهشة
علم الدين عمر
(التلاتا المبارية الأيام) ..شملة كنيزة وأشياء أخري!!!

..مثل شملة كنيزة (هي تلاتية وقدها رباعي) هي الساحة المدنية في السودان في أمر السلطة والمعارضة معاً..كان هذا تعليقي علي حالة الشد والجذب التي أنتظمت حلقة نقاش ضمت مجموعة من الزملاء من الذين تقطعت بهم سُبل البحث والتحليل لفرص نجاح وفشل الدكتور كامل إدريس في تكليفه التاريخي برئاسة الوزارة ..
فقد تباينت الآراء وتقاطعت المخاوف علي الطاولة التي نصبوها بين ضائع ومخدوع بالأماني ..هي ثلاثية وقدها رباعي لأنها محكومة بتفاصيل وظروف غاية في التعقيد ..فبينما ينتظر السودانيون ملهماً تصنعه الأزمة من بين رماد الحرب ليستنهض الهمم ويقيم الجدار المدني السوداني الذي كاد أن ينقض بصبر أستعصي علي الذين من قبلهم .. قلت لهم أن فرص الدكتور كامل لن تكون بأي حال من الأحوال رهينة القدرات الشخصية ..فالبطل القادم من أضابير المنظمات ومكاتبها الباردة هو سوداني مستقل من مكبلات القرار بيد أنه لابد أن يحتكم لمؤسسات داعمة لهذا القرار وصانعة له ومهتدية علي ضوابطه ..للرجل أن يناقش أجهزة الدولة القائمة ويلخص رؤيتها ويصوبها ويتيح لها براحات التداول المفضي للقرارات والمواقف ..هذه هي فرصة النجاح الوحيدة المتاحة لرئيس الوزراء الذي عليه أن يتعامل مع التحديات الماثلة وعلي رأسها الحرب بعقلية المدني وليس العسكري ..العقلية التي تستخلص من كل هذا الحراك مسارات مدنية حقيقية تعيد للدولة السودانية هيبتها وإرثها ..مسارات مدنية في قلب المعركة كفيلة بإحداث الفرق ..لابد لرئيس الوزراء أن يضبط إيقاع الدولة ويوحد الخط السياسي مع الخطاب الإعلامي مع المسار الدبلوماسي بحيث لا تتقاطع هذه الخيوط ولا يضطر بعضها لرتق فتق الآخر..أمام السيد كامل فرصة تاريخية ليحكم قبضة الدولة علي ميزان التنسيق وإنهاء حالة (الشتارة) بعد أن هيأ له المجلس السيادي الملعب بإنهاء إشراف أعضائه علي الجهاز التنفيذي ..سينجح إن إحسن الإمساك بهذه المعادلة وراهن علي أستنهاض همة الدولة ونفخ الروح في جهازها التنفيذي وأحيا مؤسساتها وأستفز خبرائها وأساطينها الذين أنتظروا حمدوك ذات حلم ف(فرتق صفوفهم في أقل من لمحة) بروعنته وبؤسه وهوانه علي الناس ..فمضي وكاد أن يذهب معه بريح السودان ..
تتقارب فرص نجاح الرجل بقدر أبتعاده عن مسار ال(ون مان شو) وأقترابه من نبض الشارع ومطلوبات المرحلة ..لن يرفض الناس تعامله مع الخارج ولكنهم يعافون العميل..لن يرفضوا شدته في مكانها وزمانها ولكنهم يمقتون المتسلط..لن يكرهوا لينه في موقع اللين بيد أنهم يحتقرون الضعيف ..
نعود..