قدم خطابًا متوازنًا وواضحًا.. وحل الحكومة..
كامل إدريس .. الظهور الأول
السودانيون وصفوا خطاب إدريس بالمسؤول والمتوزان..
عقب خطابه بساعاتٍ قليلة قام رئيس الوزراء بحل الحكومة..
د. كامل توجه بالشكر لكل الدول الشقيقة والصديقة التي ساندت السودان..
تقرير : محمد جمال قندول
أطلّ رئيس مجلس الوزراء د. كامل إدريس لأول مرة مخاطبًا الشعب السوداني أمس (الأحد)، في حديثٍ حمل بشرياتٍ واتسم بالاتزان والوضوح واضعًا النقاط فوق الحروف.
الظهور الأول لرأس الجهاز التنفيذي ورسائله بالأمس قوبل بتداول واسع وحظي بإعجاب السودانيين الذين وصفوا خطابه بالمسؤول والمتوزان.
وعقب خطابه بساعاتٍ قليلة، قام رئيس الوزراء بحل الحكومة وتكليف الوكلاء والأمناء العامين بتسيير مهام الوزارات إلى حين إعلان حكومته فى الاسبوع الاخير من شهر يونيو الجاري.
المساواة
وأشاد رئيس الوزراء بالقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية بجميع قطاعاتها وكل من شارك في حرب الكرامة.
د. كامل توجه بالشكر لكل الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الإقليمية والدولية التي ساندت السودان في وحدته وسيادته، كما تعهد بالعمل لخدمة الوطن وإنفاذ مبادئ العدالة والسلام وسيادة القانون والتنمية المستدامة.
وأكد رئيس الوزراء أن الأولويات الوطنية العاجلة هي الأمن القومي السوداني، وبسط هيبة الدولة، بالقضاء على التمرد والميليشيات المتمردة، كما طالب إدريس الدولة الداعمة للتمرد بالتوقف عن العمليات الإجرامية.
وأشار إلى أهمية بناء دولة القانون بما في ذلك النيابة، والقضاء، والمحكمة الدستورية، مشددًا على تعزيز علاقات السودان الخارجية مع دول الجوار وكافة دول العالم.
كما أكد د. كامل في حديثه على إعمال مبدأ المساواة مع جميع القوى السياسية والفعاليات السودانية والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، وأنه سيكون قريبًا من المواطن والشعب السوداني الأبي.
المتابعة الدقيقة
وأبدى رئيس الوزراء في خطابه اهتمامًا خاصًا بالاقتصاد ومعيشة الناس وأمن المواطن، داعيًا لاستنفار كافة الإمكانيات الداخلية لزيادة الصادرات وتفعيل الصناعة والزراعة لا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة، مشيرًا إلى أن من أولوياته العاجلة ملف إعادة الإعمار وجبر الضرر الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود واستنفار كافة الإمكانيات المحلية الممكنة لذلك.
خطاب رئيس مجلس الوزراء بداية واضحة لرؤية عقلانية ومسؤولة تشكل المرحلة المقبلة وتؤسس لنهج جديد في إدارة الدولة يقوم على الشفافية وضبط الخطاب العام، كما أن الظهور الأول لإدريس مخاطبًا الشعب حمل رسائل مهمة للداخل والخارج خصوصا فيما يتعلق بالتزام الرجل بمخرجات اتفاقية جوبا ومسار الدمج والتسريح ما يدل على احترامه للتعهدات الدولية.
أبرز ما ميز خطاب إدريس هو اللغة المتزنة التي لم تقصي أحدًا وفي ذات الوقت لم تهادن أو تجامل، كما أن حديثه رغم طابعه التوضيحي إلا أنه حمل خارطة طريق واضحة في طياته تتطلب المتابعة الدقيقة من الرجل في قادم الأيام خاصة فيما يتعلق بتشكيل الحكومة المرتقبة ومدى الالتزام بمبدأ الشمول والشفافية الذي تحدث عنه د. كامل.
المرحلة الانتقالية
وتعهّد رئيس الوزراء في خطابه بالعمل علي إدارة الفترة الانتقالية والجهاز التنفيذي بكل كفاءة ونجاعة، وقال إنه أعطى الأولوية لاستتاب الاستقرار والسلام والأمن في كافة ربوع البلاد، مشيرًا إلى أنه تولى المنصب في مرحلة مفصلية من تاريخ السودان.
ويعد حديث الأمس لرئيس الوزراء هو الأول منذ تكليفه رسميًا وقد حمل رسائل تطمينية للرأي العام، في وقت تتجه الأنظار للتشكيل الوزاري المرتقب ومآلات المرحلة الانتقالية الجديدة.
وكان لافتًا أن د. كامل تحدث في خطابه بأربع لغات العربية، َوالفرنسية، والإنجليزية، والإسبانية، وهو ما كان مثار اهتمامٍ كبيرٍ من المتداخلين بمنصات التواصل الاجتماعي والذين أثنوا على الثقافة العالية التي يتمتع بها إدريس.
َومن متابعة ردود الأفعال سواءً من النخب السياسية أو الإعلامية أو حتى العوام، فإن خطاب الأمس جاء متسقًا مع تطلعات الشارع السوداني وعبر عن رؤية متقدمة تعكس وعي رئيس الوزراء بتعقيدات المشهد والقدرة على الجمع بين متقضيات اللحظة الأمنية الحرجة ومتطلبات البناء الوطني المستقبلي.
حل الحكومة
وعقب خطابه بساعاتٍ قليلة، قام إدريس بحل الحكومة وتكليف الوكلاء والأمناء العامين بتسيير مهام الوزارات إلى حين إعلان حكومته عقب عيد الأضحى.
وكان رئيس الوزراء الانتقالي دكتور كامل إدريس قد عقد اجتماعًا مساء أمس مع طاقم الحكومة، حيث أثنى د. كامل على جهودها خلال الفترة الماضية في ظل ظروف حرب الكرامة ضد ميليشيا الدعم السريع، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب جهودًا كبيرة لإعادة البناء والإعمار، كما تطرق الاجتماع الى رؤية رئيس الوزراء خلال المرحلة المقبلة والبرامج الموضوعة للفترة الإنتقالية.
والمتابع لتحركات رئيس الوزراء يلحظ نشاطًا كبيرًا، حيث إنه أدى القسم ومن ثم خاطب الشعب وحل حكومته، وهو ما اعتبره كثيرون بأنه مؤشر جيد ويعكس الوتيرة السريعة التي قد يتسم بها أداؤه خلال الأشهر القليلة القادمة.