أفياء أيمن كبوش (مادبو) تجاوزه الزمن.. ولكن.. !

أفياء
أيمن كبوش
(مادبو) تجاوزه الزمن.. ولكن.. !

# قلت له: تابعت حلقة (الجزيرة مباشر) التي استضاف فيها الإعلامي المصري الشهير (أحمد طه).. الدكاترة عبد الله علي ابراهيم ومزمل ابو القاسم والوليد آدم مادبو، منيت نفسي بمتابعة مثمرة لسجال الرؤى الواضحة ونضوج الأفكار.. وذلك لما وجدته الحلقة من ترويج وانتشار يحض على المتابعة.. ولكن للاسف الشديد ابتعدت الحلقة كثيرا عن عناوينها المثبتة على الشاشة وبدا لي أن (الوليد آدم مادبو) بعدم موضوعيته المركوزة.. نجح في إغراق الحلقة بسردياته المتناقضة فصار هو محور الحلقة والممسك بزمامها (عبطا وهترا حتى تبين لنا الفرق ما بين العوقة والعولاق).
# عبت على الاخ الدكتور مزمل ابو القاسم البقاء طويلا في محطة هذا المادبو والحلقة كانت فرصة جيدة لتقديم خطاب مختلف، خطاب يتجاوز اول ما يتجاوز ما يقوله مادبو لأن لمزمل ما يشغله وهي مشغوليات كبيرة ارفع من البقاء في محطة السيد مادبو الذي كان وزيرا للدفاع وكذلك ما قاله هذا المعتوه عن احتلال الشمالية والقضاء على قبيلة الشايقية.. (تشريح) شخص كهذا يشغل المشرحة بما لا يفيد خاصة وان الحلقة جاءت والجيش السوداني يدق معاقل وحواضن هذا المادبو بعنف بعد أن كانت المليشيات التي يدعمها بانتهازيته المعلومة تسرح وتمرح في العاصمة الخرطوم وجنوب النيل الازرق من الباقير إلى محلية باو.. وهي الآن تتقهقر بعد أن انتقلت الحرب إلى أرضها وصار الجيش يملك زمام المبادرة ويحكم قبضته على الأرض مع أن الأرض نفسها احيانا كثيرة، ليست لها قيمة كبيرة في مقابل تدمير قدرات العدو وتحطيم قوته الصلبة.
# كان على الاخ مزمل، وهو الطرف الأقوى في المواجهة، ان يحول المنبر إلى مشهد احتفالي بالقفزة العالية التي احدثها تعيين رئيس مجلس الوزراء باعتبار أن ذلك خطوة مهمة من المحتمل أن تحدث اختراقا عظيما في التعامل مع المؤسسات الإقليمية والدولية، عطفا على درجة القبول العالية التي وجدها الدكتور كامل ادريس، صحيح أن مزمل بدأ الحلقة متماسكا من خلال (تشريح) الخطاب الاول لرئيس الوزراء السوداني الجديد وليته ظل هنا.. لان الحديث عن تعيين رئيس مجلس الوزراء وضح أنه يوجع الوليد مادبو لذلك لجأ لتشتيت الإنتباه نحو ما يريده فأخذ الضيف الاقوى معه إلى الوحل.. ولا أدرى لم اجتهد مزمل في تأكيد المؤكد بأن مادبو مجرد انتهازي باحث عن السلطة وقد اعترف على نفسه بذلك عندما قال إنه ذهب إلى معسكر التمرد عندما جاءته الدعوة إيمانا برؤيته وأفكاره، وهو في ذات الوقت لا يمانع الانضمام لمعسكر الجيش والبرهان، حال دعوته، مع أنه ذات الجيش ونفس البرهان الذي كان، في ذات الحلقة، يطعن في شرعيته ومشروعية وجوده ويطالب بذهاب قادته عن المشهد.. لذلك شخص مثل هذا لا ينبغي الوقوف طويلا عند ما يقوله والانشغال به لان القضية السودانية اكبر من تصوراته وهو لا يملك ما يقدمه غير ترديد حتمية الذهاب إلى التفاوض وإيقاف الحرب، ولكن برؤية من طرف واحد هو طرف الجيش الذي قال إنه يضرب حواضنه، ويقصد مناطق الرزيقات، بالبراميل المتفجرة، متجاوزا كل الدمار والخراب الذي أحدثه الدعم السريع في الوطن وهو يقدم ذلك في صيغة ابتزاز رخيص في حديثه عن الضحايا وكأن المليشيا لم تكن هي الجزء الفاعل والأساسي في التشريد والنزوح، كذلك حديثه عن البراميل المتفجرة غير مثبت، ولكم تمنيت أن يسأله المذيع عن حادثة دهس أحد أسرى الجيش بالتاتشر، واين هو ضميره من ذلك.. ولكن للاسف لم يحدث ذلك وظل مادبو يسرح ويمرح في سردياته الوقحة.
# أعود وأقول إن المقام كان ممراحا أمام الدكتور مزمل للتشريح والتفصيل حول قدرة رئيس الوزراء الجديد على تجاوز حقول الألغام وقيادة البلد إلى التعافي على ضوء الأراضي الواسعة التي تقع تحت نفوذ الحكومة السودانية التي سوف تحظى بهيبة الدولة وعودة القانون والأمن والحياة، أما الاهتمام بمثل هذه النقاشات الدائرية حول الشهادات العلمية والأحاديث الفوقية الاستعلائية الشخصية.. لا تقودنا إلى محصلة موضوعية، كان بالإمكان أن نقبل بها في فترة سابقة منذ اندلاع الحرب، ولكن بعد عامين من الضياع لا يملك المتابع أدنى شك في أن الوليد مادبو جنجويدي عنصري مصاب بعته في الأفكار والتحاور معه لا يقدم ولا يؤخر، بل يضيف إليه ويخصم من الآخرين.