سعى لتغيير لعمامرة واحياء الرباعية… “تحالف صمود” .. عرقلة التحول المدني

سعى لتغيير لعمامرة
واحياء الرباعية…

“تحالف صمود” .. عرقلة التحول المدني

تعيين لعمامرة تم بناء على طلب حمدوك الذي يسعى لتغييره الان..

تحركات ل”تحالف صمود” بعد فقدانه الشرعية بتعيين رئيس الوزراء..

(…..) هؤلاء ينظرون لاجندتهم فقط دون الالتفات لمصلحة البلاد…

حزب الامة اصدر بيانا انتقد فيه انحياز كامل ادريس للجيش!!!

الكرامة: هبة محمود

مساع حثيثة ظل يخطوها تحالف صمود والاحزاب المنضوية تحت مظلته للطعن في شرعية رئيس الوزراء د.كامل ادريس بعد أيام من تعيينه.
فبعد نحو أربعة أيام من المذكرة التي دفع بها التحالف للامين العام للامم المتحدة، إنطينوغوتريش والتي طالبوه عبرها بتغيير المبعوث الأممي رمطان لعمامره، و ذلك لانحيازه للجيش وتبني الحكومة خارطة طريق بدأت في تنفيذ بنودها بتعيين رئيس وزراء مدني والشروع في ترتيبات تشكيل الحكومة، وإطلاق حوار شامل دون استثناء ، أكد حزب الأمة القومي ،امس الأربعاء، أن تعيين د. كامل إدريس من قبل ما أسماها بسلطة الأمر الواقع يُمثّل امتدادًا لانقلاب 25 أكتوبر المشؤوم، الذي أطاح بالحكومة المدنية الانتقالية.
وشدَّدَ الحزب على أن تقييمه للأشخاص لا يستند إلى الأسماء أو الخلفيات، بل إلى المواقف الوطنية والالتزام بقضايا الوطن.
واشار إلى أن الدكتور كامل إدريس، منذ توليه منصبه، لم يُبدِ أي بوادر على السعي نحو السلام، بل أعلن انحيازه الصريح للخيار العسكري، متجاهلًا معاناة السودانيين والانهيار الشامل الذي تعيشه البلاد.

إستخدام الأسلحة القديمة

و مقرونا بتلك التحركات والتنديدات لتحالف صمود إعتبر مراقبون أن التحالف وعقب فقدانه شرعيته بتعيين رئيس الوزراء، بدأ في إستخدام أسلحته القديمة من خلال مخاطبة المجتمع الدولي والدفع بالمبادرات.
ويعتبر تحرك الرباعية غداة تعيين د.كامل إدريس، والانخراط في اجتماعات الإسبوع الماضي هو أولى تلك الوسائل القديمة.
ولفت تحالف صمود خلال مذكرته التي بعثها للأمين العام للأمم المتحدة، إن ترتيبات تشكيل الحكومة، وإطلاق حوار شامل دون استثناء مشاركة أي طرف، هي خطوات حظيت بدعم من الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية وبعض الدول.

وكانت الحكومة السودانية قد طرحت خارطة طريق لفترة ما بعد الحرب، تضمنت إطلاق حوار شامل وحرية العمل السياسي دون المساس بالثوابت الوطنية، كما شملت إجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية واختيار رئيس وزراء مدني، فضلا عن إجرائها تعديلًا على الوثيقة الدستورية، الأمر الذي زاد مخاوف صمود وحلفائها من القوى السياسية الأخرى.

مبررات الاستبدال

ولعل تجاهل تجربة القوى المدنية، وعدم الثقة في آرائها وتأثيرها في أي عملية سلام لوقف الحرب، أبرز ما دفع تحالف صمود لتقديم طلب استبدال لعمامرة التي رأت القوى السياسية المقدمة للطلب، تماهيه مع أطروحة الجيش وتبشيره بها، خاصة تبنّيه لشعارات حماية مؤسسات الدولة وترويجه لخارطة الطريق.
وبحسب مراقبين فإن تحالف صمود سعى من خلال طلب استبدال رمطان لعمامرة إلى استخدام الأداة والشرعية القديمة في مخاطبة المجتمع الدولي.
ورأى المراقبون أن تحالف صمود رغم علمه بعدم نزول الأمين العام لمطلبه باستبدال مساعده، إلا أن المطلب في حد ذاته يعد أداة تذكير للمجتمع الدولي بالتحالف الذي كان يمثل يوماً من الأيام الحزب الحاكم.
وفي غضون ذلك يتفق حزب الأمة وهو أحد أكبر الأحزاب السودانية، الموالية للتحالف مع فكرة رفض رئيس الوزراء الجديد الذي اعتبرته مواليا للحرب ورافضا للسلام وهو ما عده المراقبين أداة من الأدوات القديمة سيما عقب اعتماد الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي تعيين كامل إدريس.

ادوات العودة إلى السلطة

وأثارت خطوة تحالف صمود آراء واسعة إذ اعتبر كثيرون أن التحالف يرى اجندته فقط دون الالتفات إلى مصلحة البلاد، فهو دائما يعمد إلى استخدام الأدوات التي تقربه من السلطة قديمة كانت تلك الأدوات أو حديثة.
وفيما تم تعيين لعمامرة بناء على طلب حمدوك، دفع الرجل مترئسا تحالف صمود بذات الطلب للتغيير بعد سحب البساط من تحت أرجل القوى المدنية.

ووصف ناشطون القائمة المقدمة للأمين العام للأمم المتحدة والتي تشمل 103من قادة القوى السياسية بقائمة العار.
واعتبرت المذكرة أن “لعمامرة” وضع مصداقية الأمم المتحدة في أدنى مستوياتها، نظرًا لاختياره الجيش من مجموع أصحاب المصلحة السودانيين، مما أفقد الثقة في قدرات مكتبه بتحيزه الواضح حتى أصبح عاجزًا عن إنجاز مهامه في التواصل مع الفاعلين وتقريب وجهات النظر.
واتهمت المذكرة المبعوث الأممي بالتركيز على جامعة الدول العربية على حساب الاتحاد الأفريقي والإيقاد، وعابت عليه عدم تعبئة الجهود والموارد الخارجية والقصور في قيادة الدبلوماسية وممارسة أقصى الضغوط على أطراف الحرب بوقفها للأغراض الإنسانية وحماية المدنيين وإغاثتهم.

محاولات قطع الطريق أمام الحكومة المدنية

من جانبه يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عمار العركي أن ماقام به تحالف صمود يعد محاولات لقطع الطريق أمام مشروع الحكومة المدنية وكامل إدريس.
مؤكدا في حديثه لـ”الكرامة” أن تعيين كامل إدريس وتنفيذ خارطة الطريق يعني عمليا ورمزيا إلغاء شعبية حمدوك الذي يعتبر آخر خيط للتحالف يربطهم بالعالم الخارجي.
واعتبر إن حراك صمود من اجل إفشال الحكومة المدنية ولفت انتباه العالم.
وقال إن الاهتمام في الملف السوداني أصبح في الجانب المدني اكثر من العسكري.
ورأى أن التحرك المدني وصعود كامل إدريس جعل تحالف صمود يحرك الادوات القديمة لقطع الطريق عليه..
وتابع : مخاطبة صمود الأمم المتحدة تعطيها دافع وتنعش ذاكرة المجتمع الدولي بأنهم موجودون.

رؤية الإنتقال

وفي إطار محاولاتها العودة وقطع الطريق أمام الحكومة المدنية، أعلن بكري الجاك، المتحدث باسم تحالف “صمود”، عن تقديم رؤية سياسية شاملة تهدف إلى تحقيق انتقال سلمي في السودان.
و تتضمن هذه الرؤية ترتيبات أمنية وإعادة إعمار المناطق المتضررة من النزاع، بالإضافة إلى تنفيذ برامج للعدالة الانتقالية.
وأشار الجاك إلى أن التحالف يقترح فترة انتقالية تمتد على مرحلتين، تستغرق حوالي عشر سنوات، تهدف إلى بناء جبهة وطنية واسعة تضم مختلف القوى السياسية والمدنية والاجتماعية في السودان .
وكشف التحالف عن تسليمه رؤيته السياسية إلى عدد من القوى الفاعلة، مثل الكتلة الديمقراطية وحزب البعث الأصل والمؤتمر الشعبي، بالإضافة إلى شخصيات مثل مبارك الفاضل والتجاني السيسي.
وطلب التحالف عقد اجتماعات ثنائية مع هذه الأطراف بهدف الوصول إلى توافق حول المبادئ الأساسية لإنهاء الحرب. وأكد الجاك على استمرار التحالف في الحوار المباشر مع حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد النور، تماشياً مع المبادرة التي تسعى إلى تشكيل جبهة مدنية عريضة لمناهضة الحرب.