تحركت بعد صمودها أمام الحصار لأكثر من عامين،،

نداء الدلنج،، صـرخة في وجه ( تحالف الشر)..

تقرير:إسماعيل جبريل تيسو

مخاطبة البرهان وكامل إدريس ومطالبتهما بإنقاذ المواطنين..

نقص حاد في الغذاء، والدواء، وإغلاق البنك أدى إلى أزمة في النقود..

مطالبات بفتح الممرات وإسقاط المساعدات، وتدخل المنظمات الوطنية والدولية..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

رفض مجتمع الدلنج بولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة استمرار الحصار المفروض عليهم لأكثر من عامين والذي أدى إلى معاناة وظروف قاسية تعيش تحت وطأتها المنطقة، وبعثت غرفة الإنقاذ للطوارئ الإنسانية والتي تضم المنظمات، والمبادرات، والجمعيات الخيرية، والطوعية، والنسوية، والمؤسسات، والكيانات الإنسانية والاجتماعية والخدمية، ورجالات الإدارة الأهلية، والأئمة والدعاء من علماء الدين الإسلامي، وقساوسة الطوائف المسيحية بمدينة الدلنج، بعثوا نداء استغاثة معنون إلى رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء دكتور كامل الطيب إدريس، بالإضافة إلى المفوض العام للعون الإنساني الأستاذة سلوى آدم بنية، ووالي ولاية جنوب كردفان الأستاذ محمد إبراهيم عبد الكريم.

مطالب منطقية:
وشدد انداء الاستغاثة الذي أرسلته غرفة الإنقاذ للطوارئ بمدينة الدلنج على ضرورة إسقاط الغذاء والدواء، وفتح الممرات، وتوجيه المنظمات الوطنية والدولية بالتدخل الفوري عبر الدعم المالي المباشر، وإيصال مرتبات العاملين بالدولة نقداً، ورفع المشاركون في نداء الدلنج شعارات إنسانية مؤثرة أبرزها “الجوع لا ينتظر” ، و”المساعدات الإنسانية تصل بكل الطرق” ، و”الحصار يخنقنا”، و”الدلنج تناديكم”، و”أمي ارهقتها الصفوف”، و”التجار التجار غلبتنا الأسعار”، هذا فضلاً عن شعارات “لا لقتل الأطفال جوعاً”، و”صفق الأشجار يقتل الأطفال”، و”الحرب تأكل أحلام الأمهات” وغيرها من الشعارات التي تدعو إلي إنقاذ المواطنين بالدلنج.

وثيقة إنسانية:
ووفقاً لمراقبين فإن نداء الاستغاثة الذي أصدرته المكونات المجتمعية الممثلة لمدينة الدلنج يحمل بين طيّاته العديد من الدلالات أهمها الأجماع الداخلي الواسع، إذ إن تعدد الجهات الموقعة على النداء من مدنية، ودينية، ونسوية، وأهلية، إنما يعكس وحدة الصف المحلي في مواجهة الحصار، ويقطع الطريق على تصوير الأزمة بأنها قضية سياسية ضيقة أو صراع بين أطراف محددة، حيث حدد النداء مطالبه بوضوح شديد بالتركيز على الغذاء، والدواء، وإيصال المساعدات، وفتح الممرات، وصرف المرتبات نقداً، مما يؤكد أن الأزمة تكمن في مطالب إنسانية عاجلة لا تحتمل الجدل، وبالتالي فإن هذا النداء يمثل وثيقةً إنسانية رسمية يمكن اعتمادها لاحقًا في المحافل الدولية كدليل على أن هناك حصاراً محكماً ضد المدنيين، كما أن توجيه النداء إلى رئيس مجلس السيادة، ورئيس الوزراء، والمفوض العام للعون الإنساني، ووالي ولاية جنوب كردفان يعني وضع القيادة السياسية والتنفيذية أمام مسؤوليتها المباشرة، ويخلق ضغطًا داخليًا للاستجابة.

صرخة أليمة:
ويرى الصحفي عبد الوهاب أزرق أن نداء المجتمع المحلي للدلنج يمثل صرخة أليمة تعكس واقع الحياة المريرة التي تعيشها المنطقة لأكثر من عامين، وقال أزرق في إفادته للكرامة إن الدلنج أصبحت تواجه نقصاً حاداً في الغذاء، ومواد الإيواء، والعلاجات والأدوية المنقذة للحياة، هذا فضلاً عن انعدام السيولة النقدية في مدينة ظلت البنوك والمصارف فيها مغلقة، وشبكات الاتصالات غير متوفرة، ووصلت أسعار السلع الأساسية والمواد التموينية فيها إلى أرقامٍ فلكية يعجز المواطنون عن شرائها الأمر الذي أدى الى تضرر شرائح الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ومن يعانون من أمراض مزمنة، ونوه الصحفي عبد الوهاب أزرق إلى المطالبة التي قال بها نداء الدلنج والتي تشدد على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة المحاصرة، وفتح الممرات الإنسانية، وتوجيه المنظمات الوطنية والدولية بالتدخل الفوري عبر الدعم المالي المباشر وإيصال وصرف المرتبات نقداً للعاملين بالخدمة المدنية.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد عكس نداء الدلنج المعاناة اليومية للمواطنين وتدهور الوضع الصحي والمعيشي بسبب الحصار، وفضح في الوقت نفسه الانتهاكات الصريحة لتحالف ( الحلو – دقلو) بفرض هذا الحصار المحكم والذي يعرِّض حياة المواطنين الأبرياء والعزل لخطر الموت مما يخالف القوانين الدولية، ويضع هذا التحالف في دائرة الاتهام بانتهاك حقوق المدنيين، ولعلها فرصة ينبغي على الحكومة استغلالها بإحداث زخم سياسي وتوليد تغطية إعلامية واسعة تُبرز المعاناة وتفضح الممارسات أمام الرأي العام الإقليمي والدولي، مما يشكل ورقة ضغط على المنظمات الأممية وهيئات الإغاثة للتحرك وتبني موقف واضح، وإذا هبت رياحك فاغتنمها.