سيطرة الجيش والمشتركة على اهم قواعد المليشيا
قاعدة الزرق … بداية نهاية الجنجويد
الإستيلاء على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر..
استلام مركبات عسكرية ووقود ومواد التموينية وأجهزة اتصالات..
المليشيا هربت وتركت خلفها 700 مرتزق مابين قتيل وجريح..
ظهور (والد حميدتي) فى الزرق بوجه شاحب مقاتلاً في صفوف المليشيا ..
الجنجويد كانوا يستخدمون قاعدة الزرق نقطة للانتهاكات ضد الفاشر..
السيطرة على الزرق تمنح الجيش فرصة لتنفيذ خططه وتكتيكاته العسكرية
تحرير الزرق يعني سقوط حكومة المنفى قبل تشكيلها..
الجيش سيطر على خمس قواعد عسكرية بها مطاران عسكريان..
*تقرير : ضياءالدين سليمان*
تمكنت القوات المسلحة والقوات المشتركة من السيطرة على قاعدة الزرق العسكرية والتي تعد اهم القواعد العسكرية لمليشيا الدعم السريع بعد معركة امتدت لساعات طويلة.
وكشفت مصادر، أن الجيش والقوات المشتركة استولوا على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر والمركبات العسكرية والوقود والمواد التموينية وأجهزة الاتصالات في قاعدة الزرق العسكرية.
وأوضحت المصادر، أنه بعد هذا التشوين تحركت القوات من القاعدة إلى هدف آخر في المنطقة نفسها.
كما دمرت قبل مغادرتها، بنية الاتصالات المتطورة بالمعسكر المزود بخطوط للفايبر.
*ماهي قاعدة الزرق*
والزرق هي منطقة نائية بولاية شمال دارفور تقع في الحدود الثلاثية بين السودان وتشاد وليبيا، ويعرف “وادي زرق” الذي تشكل القاعدة جزءا منه،بأنه من مناطق دار زغاوة بشمال دارفور، ويبعد عن مدينة الفاشر مسافة 120 كيلومتر في الاتجاه الشمالي.
وتنبع أهمية الزرق من موقعها الإستراتيجي والمميز الذي يقود إلى وادي هور ثم ليبيا، حيث استولى عليها قائد المليشيا محمد حمدان دقلو حميدتي وحوله إلى أكبر قاعدة عسكرية للدعم. السريع.
ولم يكتف بذلك، بل جلب مجموعات كبيرة من الرزيقات الآبالة ليستوطنوا به رغم معارضة موسى هلال وبعض أعيان الرزيقات.
وبدأت قوات الدعم السريع في العام 2017م في إنشاء مشاريع بنى تحتية شملت مدارس ومستشفيات علاوة على أن المنطقة احتضنت معسكرات تدريبية ضخمة كانت تستخدمها قوات الدعم السريع في تدريب عناصرها كما أنها شرعت في إنشاء مطار عسكري داخل المنطقة.
وبعد إندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل في العام الماضي كانت قاعدة الزرق احد القواعد العسكرية التي كانت تستخدمها مليشيا الدعم السريع في تخزين الإمداد العسكري الذي توصله دولة الإمارات عبر تشاد وليبيا وسبق وان تعرضت المنطقة لغارات جوية لأكثر من مرة من قبل طيران الجيش.
*خسائر كبيرة*
وتكبدت المليشيا خلال معركة الزرق خسائر كبيرة حيث قامت القوات المشتركة والقوات المسلحة بتحرير قاعدة بئر مرقي، بما فيها المطار العسكري، ثم السيطرة على قواعد بئر شلة، ودونكي مجور، وبئر جبريل، ودونكي وخائم، وصولاً إلى القاعدة الكبرى الزرق العسكرية.
وبحسب بيان القوات المشتركة فإن المليشيا هربت تاركة بقاياها خلفها حيث تركت ما لايقل عن 700 مرتزق ما بين قتيل وجريح، وتم أسر عدد كبير منهم. كما تم تدمير أكثر من 180 آلية عسكرية، والسيطرة علي عدد كبير من الآليات سليمة ومتنوعة بالتسليح و الانتاج من بينها 31 سيارة قتالية مصفحة ، بالإضافة إلى السيطرة على خمس قواعد عسكرية، تضم مطارين عسكريين، ويجري الآن فحص وحصر بقية المكاسب الإستراتيجية على مستوي القواعد والمطارات.
وظهر والد حميدتي بوجه شاحب مقاتلاً في صفوف المليشيا بعد خسارة قاعدة الزرق يمثل ضربة موجعة لفقدان “عاصمة الجنجويد”. هذا الحدث يعكس مستوى الضغط الذي تعرضت له المليشيا بعد هذه الهزيمة الكبيرة، إذ كانت قاعدة الزرق تشكل رمزاً لقوة الجنجويد ومصدر دعم رئيسي لهم. وقد عزز ظهوره في الخطوط الأمامية هذا الانطباع، حيث تكشف الصورة عن مدى الصعوبة التي يواجهها أفراد المليشيا في محاولة الحفاظ على تماسكهم، مما يعكس تغيراً حاسماً في سير المعركة.
*أهمية القاعدة*
وظلت هذه القواعد العسكرية بما فيها قاعدة الزرق تمثل شرياناً لتهريب الأسلحة والمرتزقة من الدول المجاورة إلى داخل السودان،
كما أن المليشيا كانت تستخدم القاعدة لتأمين الوقود والأسلحة المهربة والامداد العسكري الذي ياتيها من دولة الإمارات عبر تشاد وليبيا .
وشكلت قاعدة الزرق نقطة إنطلاق لعمليات بربرية ضد الأبرياء في جنوب الفاشر، معسكر زمزم، قري الجزيرة، ودار زغاوة الأمر الذي مكّن هذه المليشيا من إرتكاب جرائم إبادة جماعية وتشريد الملايين.
*بداية النهاية*
ويرى مراقبون بأن معركة الزرق والتي وضعت من خلالها قوات الجيش والمشتركة يدها على المخزون العسكري للمليشيا تعتبر قاصمة ظهر للقوات التي تسعى للسيطرة على الفاشر اخر معاقل الجيش في دارفور.
وقال الدكتور خالد الطريفي استاذ العلوم السياسية والإستراتيجية أن الإمداد العسكري التي استولت عليه القوات سيجعل المليشيا في موقفاً صعباً لا سيما وان المنطقة تستطيع من خلالها قوات الجيش أن تقطع اي إمداد يمكن أن يأتي الي المليشيا عبر الطرق البرية .
وأضاف الطريفي بأن اتخاذ القوات لخطوة الهجوم على حواضن المليشيا وحصونها العسكرية هذا يعني أن الجيش يعيش وضعاً افضل انتقل من خلاله من خانة الدفاع للهجوم ما يعطيه الفرصة لتنفيذ خططه وتكتيكاته العسكرية.
فيما قال الكاتب الصحفي عثمان في منشور دونه على صفحته بالفيسبوك أن تحرير الزرق يعني سقوط حكومة المنفى قبل تشكيلها في إشارة الي الترتيبات التي تجريها المليشيا مع تنسيقية تقدم لإعلان حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع.
*إستعادة ونفي*
وقالت مليشيا الدعم السريع عن طريق ناطقها الرسمي أنها استطاعت أن تستعيد السيطرة على منطقة الزرق مجدداً بعد طردها للقوات المشتركة التي اتهمتها بأرتكاب جرائم وانتهاكات وهو ما نفاه عضو اللجنة الإعلامية للقوات المشتركة جوليوس عيساوي حينما قال إن مزاعم المليشيات بشأن استرداد قاعدة الزرق العسكرية هي مجرد أكاذيب لا اساس لها من الصحة.
ونفى جوليوس استهداف القوات المشتركة للمدنيين والمرافق العامة لافتاً الي عدم وجود مدنيين في المقرات والقواعد العسكرية.