للحقيقة لسان
رحمة عبدالمنعم
(مورال فووق)
في تطور عسكري حاسم، تمكنت القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح بالتعاون مع الجيش وقوات المقاومة الشعبية من تحقيق نصر استراتيجي بالغ الأهمية، تمثل في تحرير قاعدة الزرق العسكرية ومطارها الحربي، في خطوة تؤكد على قوة عزيمة الشعب السوداني في مواجهة مليشيات الدعم السريع ومرتزقتها، إن هذا التحرير لا يعد مجرد انتصار عسكري، بل هو دلالة واضحة على عزم السودان على استعادة سيادته، وإنهاء التهديدات التي استهدفت أرضه وكرامته.
منذ بداية المعركة، كانت قاعدة الزرق إحدى النقاط المحورية التي تركز عليها المليشيا في عمليات تهريب الأسلحة والمرتزقة، واستخدامها كقوة ابتزاز سياسي ضد المجتمع الدولي ،كانت هذه القاعدة بمثابة حجر الزاوية لمخططاتهم الرامية إلى تقويض سيادة البلاد، إلا أن القوات المشتركة اوكما يحلو للسودانيين ان يطلقوا عليها (مورال فووق )، بتخطيط محكم وعزيمة لا تلين، دكت حصونهم وأكدت أن السودان لن يكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.
إن تحرير الزرق، الذي تحقق يوم أمس السبت ،يفتح صفحة جديدة في مسار الحرب ضد مليشيا الدعم السريع، التي لطالما عبثت بأمن السودان وأودت بحياة الآلاف من الأبرياء،فهذه القاعدة كانت تمثل نقطة انطلاق أساسية للهجمات الوحشية على مناطق دارفور، جنوب الفاشر، معسكر زمزم، قرى الجزيرة ودار زغاوة، ومن خلالها كانت تُدار عمليات إبادة جماعية وتشريد للمدنيين ،إلا أن النصر الذي تحقق بالأمس يُعد ضربة قاصمة لهذه المليشيا، ويؤكد أنها قد فقدت السيطرة على أهم معاقلها في المنطقة.
ما حققته القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح لم يكن مجرد تحرير أرض، بل هو تصفية فعلية لوجود مليشيا الجنجويد في إحدى أبرز قواعدها الاستراتيجية، حيث تم تدمير أكثر من 122 آلية عسكرية، والاستيلاء على العديد من الآليات السليمة والمتنوعة من حيث التسليح والإنتاج ،وهو ما يعكس بشكل جلي مستوى القوة والتخطيط الذي أظهرته هذه القوات في ساحة المعركة.
ولا يمكن إغفال الدور الكبير الذي لعبته القوات المشتركة في إجهاض محاولات إسقاط الفاشر، حيث كانت هي الحاجز الذي صمد في وجه المؤامرات التي استهدفت المدينة، ففي معركة الكرامة ضد مليشيا الجنجويد، قدمت القوات المشتركة نموذجًا حقيقيًا للبطولة والصمود، إذ لم تقتصر جهودها على الحماية العسكرية فقط، بل كانت الدرع الواقي لمدن سودانية عديدة من التدمير والخراب الذي كانت تلك المليشيات تروج له.
إن ما تحقق اليوم هو خطوة حاسمة نحو استعادة سيادة السودان بالكامل، وإعادة الأمن إلى مناطقه المحررة ، القوات المشتركة بإسناد الجيش أثبتت أنها القوة الوحيدة القادرة على تحقيق النصر في معركة السودان الكبرى ضد مليشيا الدعم السريع، هذه القوات، التي تحمل أمانة تحرير الأرض والإنسان، تقدم نموذجًا مشرفًا للمقاومة الوطنية.
لا شك أن هذه الانتصارات تدعم الروح الوطنية وتؤكد أن الشعب السوداني، بكل أطيافه، لن يسمح بعودة قوى الظلام التي تعيث فسادًا في الأرض. وكلما تحقق نصر جديد على هذه المليشيات، يقترب السودان أكثر من تحقيق العدالة ورفع راية السيادة.
رسالة نصر أخرى تضاف إلى سجل تاريخي من المقاومة والشجاعة، تؤكد أن السودان في طريقه لاستعادة أمنه واستقراره، وأن العسكريين والمقاومين في صف واحد ضد كل من يهدد أمن هذا الوطن الغالي.