علم الدين عمر يكتب: عودة الزرق..لدماء الشهيد خميس أبكر وحكمة الزعيم موسي هلال….

حاجب الدهشة
علم الدين عمر
عودة الزرق..لدماء الشهيد خميس أبكر وحكمة الزعيم موسي هلال….
..حدثان هامان شهدتهما بصورة لصيقة في دارفور في مناسبتين مختلفتين دفعاني للإعتقاد الجازم بأن تحرير منطقة الزرق بشمال دارفور هو نصر كبير ومتقدم للشعب السوداني بمختلف أطيافه وقومياته وجهوياته قبل القوات المسلحة والقوي المشتركة التي أعادت للدولة هيبيتها وصولجانها بهذا الإنتصار الهام والمفصلي في سير معركة الكرامة..
والحدثان مرتبطان بشكل أو آخر بصراخ المليشيا وأعوانها عقب تحرير الزرق الكبير الخطير إذ طفقت دوائرها البائسة اليائسة تتحدث عن تحشيد عشائري من مكونات عرب دارفور لإستعادة القاعدة بحجة الإعتداء علي منطقة مدنية تسكنها أسر وعوائل في إشارة لإمكانية إلتحاق زعيم المحاميد ورئيس مجلس الصحوة السوداني الشيخ موسي هلال بمليشيات آل دقلو من زاوية العصبية القبلية وهذا محور الحدث الأول الذي شهدته يوماً برئاسة محلية كبكابية ذات غضبة لموسي هلال وقد أستعصم الرجل بدامرته بمستريحة في ذات توقيت تعرض إحدي حركات دارفور لمنطقة الطويشة بشرق دارفور ومنزل الوالي يومها الدكتور عثمان كبر ..فزادت (حردة ) موسي هلال الأوضاع تأزيماً..كنت في معية رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس الوطني الفريق مالك عبدالله حسين الذي نزل ببيت الوالي في الفاشر وصاحبه معتصم مع اهله في الطويشة في طريقه لمقابلة الزعيم هلال لنزع فتيل الأزمة ..أستقبلنا الرجل وسط حشد كبير من أنصاره بكبكابية وتحدث في أول الأمر مع السيد النائب بلهجة حادة سرعان ما تراجع عنها وبدأ في تأكيد الإذعان لأمر الدولة ورغبته في العودة للخرطوم إستجابة لتعليمات الرئيس ولتجنيب أهله ومواطنيه مغبة التصعيد مع الدولة فبدا كزعيم حقيقي تقوده الحكمة وتسوقه المسؤولية وعرفت يومها أن الرجل زعيم حقيقي لم تصنعه الصدفة ولا تقاطعات الأجندة ولا مجازفات الساسة ..وأستطيع أن أجزم بأن موسي هلال أكثر حكمة ودربة ودراية من أن يضع أهله ومكتسباتهم ووجودهم وتاريخهم ومستقبلهم في مواجهة الشعب السوداني ومحكمة التاريخ متحالفاً مع مرتزقة الدعم السريع وطموحات آل دقلو الطائشة التي يقودها الجهل وتديرها المكيدة التي ألقت به من قبل في غياهب السجون لإبعاده من المشهد..
وهو بذلك قادر علي تقدير الموقف وإدارة أمر عرب دارفور وفصلهم عن محرقة المرتزقة وبقايا عرب الشتات الأفريقي..
أما الحدث الآخر فهو ما شهدته من الشهيد المغدور خميس عبدالله أبكر والي غرب دارفور ورئيس التحالف السوداني من حكمة ورباطة جأش وشجاعة وهو يسعي بذمة السلام حين كنت في ضيافته بالجنينة يومها والمتمرد حميدتي قد حشد حشده من المرتزقة والخونة القادمين من المجهول بعاصمة المساليت دار أندوكة ..قال لي إنه ذاهب للفاشر في رحلة يوم واحد لإطفاء فتنة وشيكة بعاصمة دارفور التاريخية إذ سيطرت المليشيا علي مقرات الأمم المتحدة وبدأت في نهبها والتقتيل حولها ..عاد من هناك وقد إغتالوا له ضابطاً رفيعاً..والجنينة تمور بالنازحين إليها من مزارعهم وقراهم ودساكرهم والمتمرد البئيس يجمع المرتزقة لخنقها وقد أوشكت علي الإنفجار ..يدافعه الشهيد خميس بشجاعة نادرة وحكمة باهرة ..حتي أنفجرت الأوضاع وضاقت أخلاق الرجال وغدرت المليشيا وقادتها به كالكلاب المسعورة ومثلوا بجثته علي أنقاض السلام والأمل ..
عودة الزرق اليوم هي إنتصار لكل هذا ..لكل دماء المساليت التي أراقها هؤلاء الأوباش من النساء والأطفال والشباب ..
إنتصار لحكمة موسي هلال وصبره علي الأذي ولدماء خميس أبكر وشقيق السلطان سعد بحر الدين…
عودة الزرق هي الإنكسار الأكبر لشوكة المليشيا وأعوانها علي صخرة السودان الصلدة العصية علي الهزيمة…
عودة الزرق هي المقدمة الأخيرة لأنتصار إرادة الشعب السوداني وتوحده وتماسكه ودحر المؤامرة ..بمرتزقها وعملائها ومناصريها ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top