خارج النص
يوسف عبدالمنان
معركة بحري
سبعة ساعات من الثالثة صباح السبت وحتى العاشرة دارت معركة كبيرة جدا خاضتها القوات المسلحة مدعومة بقوات الأمن والمستنفرين والمجاهدين وقوات الاحتياطي المركزي وقوات الكفاح المسلح من الحركات بهذا التمازج والعدد توحدت إرادة المقاتلين لدحر مليشيا الجنجويد في أكبر معاقلهم بولاية الخرطوم مدينة بحري وامتداداتها شرقا وكانت معركة أمس من البطولات التي سطرها التاريخ في سجلاته قوات تزحف بالأرض مسنودة بنسور الجو تشق حقول القناصين المنتشرين في كل بناية ومن كل دول العالم التي جاءت بالمرتزقة والباحثين عن المال قناصين من إثيوبيا و جنوب السودان وتشاد وليبيا وكولومبيا ومن متمردي الباسك في اسبانيا كل هؤلاء كما جاء في القرآن لايقاتلونكم الا وراء جدر محصنة لايهاب فرسان القوات المسلحة يسقط شهيد وينهض آخر وجحافل القوة تمضي تشق اوكار السامراب والعزبة حيث أكبر تجمعات لفلول المليشيا والنهابين وعصابات القتل والنهب والطيران يضرب والمدفعية ترسل حمما من النار والملشيا تقهقر شرقا وبث الله في قلوبهم الرعب والخوف ودون الدخول في تفاصيل تقدم القوات على الأرض أين كانت وكيف صارت الان.
إن معركة بحري أمس من المعارك التي لم تشهدها ولاية الخرطوم من قبل منذ اندلاع الحرب وقد انكسر ظهر المليشيا وخسرت كبار قادتها منهم المقدم محمد السماني الذي يمثل واحدا من كبار القادة المقاتلين عرفت الهالك محمد السماني في معارك طروجي وسرف الضي بجبال النوبه وكان من مقاتلي الدفاع الشعبي لسنوات وانحرف عن جادة الطريق وركب سرج الدعم السريع فاورده المهالك مع آخرين وفقدان محمد السماني يمثل ضربة موجعة للمتمرد اللواء عثمان عمليات وهو ساعده الأيمن ويده التي يقاتل بها الآخرين وفي ذات الوقت قتل في معركة بحري أمس مهدي الرضى وعثمان فضل خمجان وأكثر من مائة وخمسون قتيلا في يوم أمس وأمس الأول.
وحققت القوات المسلحة أهدافها غير المعلنة من عمليات بحري الجارية الآن وهي عمليات غضب واقتصاص من دماء شهداء التدوين الذي استهدفت به المليشيات أحياء ام درمان الأسبوع الماضي وقد أوفى الفريق البرهان بوعده وبر بقسمه أمام الجنود بالثأر لدماء الأبرياء التي سالت بمدافع مليشيا آل دقلو في الأسبوع الماضي.
في هذا الوقت والملايين من أبناء الشعب ينتظرون العيد بالاستقلال في قلب الجزيرة ودمدني التي أصبحت لأهل السودان بمثابة تحدي كبير مثل الفاشر التي اقسم أبناء الفرقة السادسة أن يفنى نصف أهل دارفور ولاتسقط رمزية وجودهم تحت قبضة عربان الشتات أو الإعراب كما ينبغي تسميتهم فهل يأتي عيد الاستقلال وأولاد كردفان داخل ام روابة عروس النيم والرهد ابودكنه ويردد أبناء الجزيرة اهزوجة حنتوب الجميلة وبعدها لكل حدث حديث ولكن روح الإصرار والتحدي والبسالة التي يقاتل بها فرسان القوات المسلحة ستحقق المقاصد ويتحرر الوطن وتعود الابتسامة للوجوه التي اضناها التعب.