على كل
محمد عبدالقادر
إدارة السوباط والعليقي.. لهذا ينتصر الهلال(…)
افاض الجمهور السوداني والمحللون الرياضيون كذلك فى تعديد مزايا واشراقات فريق الهلال الذى يقدم هذه الأيام عروضاً غاية فى الإمتاع ويحرز نتائج باهرة فى نزالات ( دوري ابطال افريقيا) مكنته من إحراز ( العلامة الكاملة) ووضعته على صدارة مجموعته الشرسة..
* لكن ما أسعدني فى انتصارات الهلال بتقديري توافر أسباب خارج الملعب تكاملت مع أداء اللاعبين وجهازهم الفني وأتاحت للاقمار تحقيق انجازهم غير المسبوق، وهي عوامل لطالما افتقدتها انديتنا الرياضية فى لهثها المحموم لإحراز البطولات القارية.
استوقفتني ضمن عوامل إنتصارات الهلال تجليات (الادارة الواعية)، التى تعمل بلا اجندة أفراد ولا تقاطعات، ولفت انتباهي الانسجام والتخطيط السليم للمجموعة التى تقود دفة حكم الهلال فى هذه المرحلة، وأعجبني التجانس الفائق بين الاضلاع المطلوبة لتحقيق الانجازات الرياضية ( الادارة ، والجهاز الفني، واللاعبين)، وهي تعمل لاسعاد جمهور الهلال (الضلع الرابع) الذى يستحق كل هذه الانتصارات بالطبع..
والهلال خلال هذه المرحلة المهمة من تاريخه ظل يقدم دروساً خارج الملعب لكيفية تسيير وانجاح الادارة فى الاندية الرياضية، واتمنى ان تستفيد فرقنا واداراتها من النماذج التى ظل يقدمها مجلس ادارة الهلال وتجاربه الناجحة فى التخطيط، واحسان الادارة، واساليبه المتقدمة فى تهيئة عوامل النجاح لفريق كرة القدم الذى يقطف الان ثمار الاستقرار الاداري والفني.
* ظل مجلس ادارة نادي الهلال يقدم فكراً احترافياً فى تسيير دفة الاوضاع بالنادي، ويعمل بتوازن واعتدال وثقة لا تخطئها أعين المتابعين لحراك عناصر المجلس ووعيه وسخائه فى دعم وتعزيز قدرات الفريق بالمواهب الشابة والمحترفين الصغار.
* والراصد لتصريحات اعضاء مجلس الادارة يلحظ انها خالية من (كلسترول الخلافات) و(العنتريات) والبحث عن الذات ، ويدرك سر تقدم الهلال فى البطولة والدوري الموريتاني، فالمجموعة التى تدير النادي الان تشعرك بان هدفها فقط الانتصارات والجمهور، وانها تدير امرها بتحسب وتريث واطمئنان يركز على الهدف ( البطولات) ولايحيد عنه قيد انملة.
* فى القاهرة تعرفت عن قرب على الوقور المهذب هشام السوباط رئيس مجلس ادارة نادي الهلال الذى لم يكن إلمامي بشخصيته يتجاوز خطوط الشخصية العامة، تيقنت ان الرجل يتمتع بافق مختلف ومزايا على مستوى الوعي والتخطيط والحكمة وضعته ضمن مصاف رجال الأعمال المميزين قبل ان تنصبه رئيساً لأعرق الاندية فى السودان .
* لمست فى التواصل مع شخصه ترفعاً فوق الصغائر واحاطة وسعة افق وتفكير خارج الصندوق فايقنت ان الرجل هبة الأيام لشعب الهلال، السوباط لايبحث عن مجد شخصي على حساب الفريق ولايبحث لاثبات ذاته بتوظيف الانتصارات ، وقد اسهمت شخصيته الزاهدة وحرصه على الإبتعاد عن الأضواء فى منحه ميزة لم تكن متوافرة لكثير من الذين تعاقبوا على ادارة الفريق، اذ ظل حريصاً على (منح العيش لخبازه) يدفع بسخاء ويفعل كل شئ من أجل الهلال لكنه يكتفي بمتابعة مبارياته من منصات لاتجعله مركزاً للحدث والأضواء وقد ظل يدفع بسخاء ويقترب من القلوب بالأفعال لا الأقوال.
لم أتشرف بلقاء نائب رئيس نادي الهلال محمد ابراهيم العليقي، لكن أعماله وانجازاته فى المتابعة والتخطيط والتنفيذ مع رئيس مجلس الادارة اكسبته احتراماً مضاعفاً فى نظر جمهور الفريق، وهو ينتقل به من انتصار الى اخر.
ألاحظ ان العليقي الاداري الشاب يغلف تصريحاته بحذر ووعي جديد على الساحة الرياضية، وقد ظل يدفع بافادات واعية قربته من اللاعبين والجمهور وهو يستصحب حساسية مطلوبة مطلوبة ومفقودة فى تصريحات الاداريين.
آخر تصريحات العليقي التى اعجبتني قوله:( أعلم مدى حجم الفرحة الكبيرة بسبب تصدرنا للمجموعة بالعلامة الكاملة من ثلاث مباريات و هي فرحة مستحقة و جاءت نتيجة تخطيط و مجهود كبير و لكنني أطلب من الجمهور و الإعلام ضبط هذه الفرحة فنحن نخطو خطوة بخطوة نحو أهدافنا و لن نضع ضغوطا على اللاعبين أو الجهاز الفني بالحديث عن الكأس او عن أي مرحلة متقدمة والحديث حالياً فقط عن تخطي دور المجموعات)..
* هذا لعمري وعي من إدارى شاب يعول عليه كثيراً ، فقد كنا نحمل اللاعبين فوق طاقتهم وندخلهم الملعب مثقلين بهموم وتطلعات الادارات المتعاقبة والجمهور المتعطش للكؤوس والالقاب.
* مازلت حفياً باسماء كثيرة فى نادي الهلال تعمل اكثر مما تتحدث وفي مقدمتها عبدالمهيمن ورامي كمال وكل منظومة العقد النضيد فى عهد السوباط المحترم.
التقدير كذلك لإعلام الهلال الذى تسامى فوق الخلافات وقدم مردوداً محترماً ظلت تدفع به كل الاقلام الزرقاء وهي تتسامى عن معاركها واجندتها وتنصرف لاسداء النصح واعانة مجلس الادارة واللاعبين على تقديم نسخة احترافية جديدة من الهلال العظيم، هذا الاداء كذلك يصلح الاستدلال به كنموذج مختلف يستحق الاشادة والتقدير، واذكر بكثير من الاحتفاء (صحيفة الزرقاء) لسان النادي الفصيح واسهامها فى تقديم الهلال ونجومه واعانة ادارته والاحتفاء بانتصاراته .. والتحية من قبل ومن بعد كذلك للجهاز الفني بقيادة الشاطر ( فلوران) ونجوم الهلال الشباب محترفين ووطنيين على ما ظلوا يحققونه من انتصارات تشبه فريقاً بعظمة الهلال .