بروفايل
- الكرامة تنعي الفقيد
د. محمد خير الزبير .. رحيل أحد ابرز الإقتصاديين السودانيين..
بروفايل/ علم الدين عمر
ودع السودانيون امس بالعاصمة المصرية القاهرة الدكتور محمد خير الزبير وزير المالية ومحافظ بنك السودان الاسبق والذي وافته المنية عقب رحلة مرضية قصيرة ظل خلالها جموع الأقتصاديين السودانيين من زملائه ومرؤسيه في مواقعه وحقبه المختلفة يتابعون حالته ويعدون العدة لتكريمه والإحتفاء به والتأسيس بذلك لتوحدهم حول جسم داعم للدولة السودانية من زاوية التخطيط الإقتصادي خلال المرحلة المقبلة..
وتقول السيرة الذاتية للراحل الدكتور محمد خير الزبير أنه ولد في منطقة شمبات التاريخية بالخرطوم في العام خمسة وأربعين وتسعمائة وألف للميلاد ونشأ بها وتدرج خلال مراحله الدراسية بمدارسها قبل أن يلتحق بجامعة الخرطوم كلية الإقتصاد التي نال منها درجة البكلاريوس في العام ثمانية وستين وتسعمائة وألف ..ثم حصل علي ماجستير الإقتصاد المالي من جامعة ويلز يالمملكة المتحدة في العام ستة وسبعين ثم بكلاريوس آخر في الإقتصاد والعلوم الإجتماعية من جامعة الخرطوم ونال الدكتوراة في الإقتصاد من جامعة ويلز منتصف ثمانينات القرن الماضي..
وعمل في بواكير حياته العملية بوزارة المالية قسم التخطيط الإقتصادي وتم خلال تلك الفترة إبتعاثه لمعهد التنمية الإقتصادية – نايلي- إيطاليا لمدة ستة أشهر لدورة حول التنمية والتخطيط الإقتصادي ثم أخري بجمهورية مصر العربية في معهد التخطيط القومي..
ثم أُبتعث في الفترة من العام 1973- 1975 م للتحضير لدرجة الماجستير في الإقتصاد المالي بجامعة ويلز بالمملكة المتحدة وعاد بعدها للعمل بوزارة المالية بإدارة القروض والمعونات الأجنبية حتي العام تسعة وسبعين ..لتسنح له الفرصة للعودة لجامعة ويلز لفترة أخري أستمرت حتي العام ثلاثة وثمانين وتسعمائة وألف للحصول علي درجة الدكتوراة في الإقتصاد المالي وعاد مرة أخري للمالية قبل أن يبتعث لتلقي دورة في معهد القانون الدولي بواشنطن حول مفاوضات الإستثمار ليعود بعدها لوزارة المالية ويحصل علي دورة في معهد هارفارد للتنمية الدولية ببوسطن ..
ثم عُين مديراً لإدارة العون السلعي في العام ثلاثة وثمانين ثم مدير للقروض والمنح الخارجية في العام ستة وثمانين لتتوج كل هذه الخبرات والدراسات بمنصب وكيل أول التخطيط في الفترة من العام ثمانية وثمانين حتي العام ثلاثة وتسعين وتسعمائة وألف دون الإرتباط بنظام سياسي حيث سخر وقته وخبراته للمسار العملي فأعتذر عن وكالة وزارة المالية بعد الإنقاذ في العام تسعين.
وتم تعيينه في العام ثلاثة وتسعين وحتي العام ستة وتسعين وزيراً للدولة للتخطيط بوزارة المالية والتخطيط الإقتصادي بعد تعديل إسمها ثم عمل بعدها رئيس لمجلس الإدارة ومديراً عاما لمؤسسة التنمية السودانية قبل أن يعاد تعيينه وزير دولة بالمالية في الفترة من العام ثمانية وتسعين حتي ألفين وواحد ..ثم عين نائباً لمدير بنك الساحل والصحراء (ومقره ليبيا) من العام ألفين وإثنين وحتي العام ألفين وتسعة ..ثم عين في مارس من العام أحدي عشر وألفين رئيس مجلس إدارة ومحافظ بنك السودان المركزي المنصب الذي أُعيد له لفترة ثانية في العام ثمانية عشر وألفين حيث شغل خلال هذا التكليف رئاسة وعضوية عدد من مجالس الإدارات أبرزها مطابع السودان للعملة وشركة السودان للخدمات المالية وأكاديمية السودان للعلوم المصرفية ..وعلي المستوي الإقليمي شغل منصب العضو الوطني بمجلس إدارة الأكاديمية العربية للعلوم المصرفية بالأردن والمحافظ المناوب بالبنك الإسلامي للتنمية بجدة وعضو مجلس إدارة شركة سكر كنانة ومجلس الخدمات المالية الإسلامية بماليزيا والهيئة العربية للإنماء والإستثمار الزراعي ومجلس إدارة الشركة العربية السودانية للزيوت النباتية والشركة العربية السودانية للزراعة الآلية بالنيل الأزرق ومجلس إدارة الشركة العربية السودانية للإنتاج والتصنيع الزراعي ..
كما شارك كمحافظ لبنك السودان في إجتماعات ومؤتمرات البنك الدولي للإنشاء والتعمير وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الأفريقي والبنك الإسلامي للتنمية والصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي وصندوق النقد العربي والمصرف العربي للتنمية في أفريقيا والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) كمحافظ مناوب .
وبنك التجارة التفضيلية لدول شرق ووسط أفريقيا .
وفي مجال المؤلفات رفد الدكتور محمد خير الزبير المكتبة الإنسانية بعدد من المخطوطات والمراجع المهنية الهامة منها دراسة مرجعية حول الحوافز الممنوحة للإستثمار الأجنبي المباشر في الدول العربية تجربة السودان.
وورقة مرجعية حول إدارة الديون الخارجية في السودان مقدمة للمؤتمر القومي للإصلاح الإقتصادي في السودان في العام ستة وثمانين وتسعمائة وألف.
ودراسة حول القروض والمعونات الدولية وأثرها علي التنمية الإقتصادية.
وله كتاب بعنوان تجربة السودان في نصف قرن (1956-2006) .
وبموته تفقد الساحة السودانية أحد أعلامها الكبير في التخطيط والإقتصاد ..سخر كل وقته وعلمه وخبراته لصالح الدولة والمجتمع السوداني والأمة العربية والإسلامية.
( الكرامة) تنعي للامة السودانية العالم الدكتور محمد خير الزبير وتسأل الله ان يتقبله بواسع الرحنة والمغفرة والعزاء لاسرته فى شمبات والشمالية ولزملائه وعارفي فضله ، انا لله وانا اليه راجعون.