الجيش يكثف عملياته ويحكم سيطرته على مناطق استراتيجية
بحري… “إغلاق التابوت الصامت”
١
القوات المسلحة تتقدم في بحري وتحكم سيطرتها على السامراب..
عمليات نوعية داخل معاقل المليشيا وتمهيد الطريق لتحرير كافوري والعزبة
الطيران الحربي يستهدف تجمعات المليشيا في شرق النيل
. إزالة الألغام وفرض حصار على المليشيا في بحري
خبراء عسكريون: تحرير بحري بداية النهاية للمليشيا
أم درمان الأكثر استفادة من تقدم الجيش في بحري
متابعات :الكرامة
تصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية وتيرة المعارك العسكرية التي تخوضها القوات المسلحة ضد مليشيا الدعم السريع في مدينة بحري الخرطوم. وتمكنت قوات الجيش من استعادة السيطرة على منطقة السامراب، الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي لبحري، واتخاذها قاعدة انطلاق للعمليات العسكرية التي تهدف إلى تحرير المدينة بالكامل.
وفي حين كانت الأنظار تتجه نحو دخول القوات المسلحة إلى مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، تمكنت قوات منطقة الكدرو العسكرية وسلاح الأسلحة من سحق مليشيا آل دقلو الإرهابية في مناطق بحري، ولا سيما في السامراب، موقعة خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات القتالية
السيطرة على السامراب
نجحت قوات الجيش في السيطرة على منطقة السامراب شمالي بحري، عقب معارك عنيفة أجبرت مليشيا الدعم السريع على الانسحاب إلى عمق منطقة كافوري، التي تتواجد فيها بكثافة.
ووفقًا لمصادر عسكرية، فإن سيطرة قوات الجيش القادمة من الكدرو على السامراب ستمكنها من الالتحام مع قوات منطقة حطاب شرقًا، ما يمهد الطريق لضرب أوكار المليشيا في كافوري والعزبة
وقد أحكمت القوات المسلحة قبضتها على السامراب بعد معركة ضارية، خاصة عند محطة اللستك، حيث دمرت أربع مدافع ثنائية وراجمة كاتيوشا.
غارات وعمليات نوعية
وأكدت مصادر عسكرية لصحيفة الكرامة أن قوات العمل الخاص التابعة للجيش السوداني نفذت عمليات نوعية داخل عمق مناطق سيطرة المليشيا في كافوري. وقد تمت هذه العمليات تحت غطاء الليل، وبالتزامن مع معارك برية شنتها قوات الجيش بدعم قوي من قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة السودانية
أسفرت هذه العمليات عن مقتل عدد من القادة الميدانيين للمليشيا، بما في ذلك أعضاء من ما يُعرف بـ”قوات النخبة”، وهم غالبًا من المقربين لعائلة آل دقلو وأصولهم تعود إلى قبيلة الماهرية
من جهة أخرى، شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت تحركات المليشيا في منطقة حلة كوكو بشرق النيل، كما قصفت تجمعاتهم في المنطقة الصناعية والحاج يوسف، حيث كانت تلك القوات تحاول تقديم الدعم لقواتها المنهزمة شمال بحري.
إغلاق التابوت الصامت
وأفادت مصادر عسكرية بأن الجيش دفع بفرق من المشاة الميكانيكية لإزالة الألغام التي يُرجح أن المليشيا زرعتها على طرق التقدم بين العزبة وكافوري.
وقد نفذت القوات المسلحة انتشارًا حربيًا بهدف التأمين والسيطرة، وسط تقدم تدريجي نحو ضاحية كافوري
ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن السيطرة على كافوري ستتيح للقوات المسلحة السودانية إحكام الحصار على المليشيا في مناطق شمبات الشعبية، الصافية، حلة حمد، المزاد، وغيرها، مع إغلاق جميع المداخل والمخارج. وستتبع ذلك هجمات مضادة وضغط عملياتي متقدم يهدف إلى تحييد المليشيا بشكل نهائي.
استراتيجية العمل بصمت
ويرى خبراء عسكريون أن الجيش انتهج استراتيجية “العمل بصمت”، بعيدًا عن ضجيج الإعلام وصخبه، مما فاجأ حتى أنصاره بالعمليات العسكرية الأخيرة في بحري.
وأوضح اللواء المتقاعد راشد النعيم أن هذه الاستراتيجية مثلت عنصر مباغتة أربك المليشيا وأجبرها على التراجع إلى مناطق كافوري. وأشار إلى أنه إذا تمكن الجيش من دخول كافوري، فذلك يعني بداية النهاية لمعركة الكرامة، وانهيار مليشيا الدعم السريع
وأضاف اللواء المتقاعد أن أكثر المستفيدين من عمليات بحري هم مواطنو مدينة أم درمان، خاصة محلية كرري، حيث حصدت مدافع المليشيا التي انطلقت من بحري مئات الأرواح من المدنيين هناك. تحرير بحري، بحسب النعيم، سيمثل بداية لمزيد من الأمن والاطمئنان لسكان أم درمان.