على كل محمد عبدالقادر الدكتور محمد خير الزبير.. ( الزاهد فى كوخ الارقام)

على كل
محمد عبدالقادر

الدكتور محمد خير الزبير.. ( الزاهد فى كوخ الارقام)

الدكتور محمد خير الزبير وزير المالية ومحافظ بنك السودان الاسبق، والخبير الاقتصادي المعروف، من عظماء السودان وابنائه البررة، وعلمائه القلائل والحقيقيين فى مجال الاقتصاد غادر الفانية مساء امس الاول بهدوء فى قاهرة المعز التى (شالت خيارنا) مع استمرار هذه الحرب اللعينة..
عاش متواضعا كريما ولم تزده المناصب الا زهدا فى زخرف الدنيا، يحمل قلبا كبيرا وودا متناهيا لكل من حوله، غاية فى الادب والتهذيب والانحياز للبسطاء وابناء ملح الارض، كان وفيا لكل السودان ومخلصا فى وظيفته العامة، لم يعرف له فساد ولااثر لنعمة فائتة، بل عاش عفيف اليد نظيف اللسان، يعمل فى صمت ويبدع ويعطي دون ضجيج او تباه بالوظائف والمناصب التى جاءته تجرجر اذيالها طائعة…
ولطالما احتفت المنابر الاقتصادية والسياسية بمحمد خير الزبير وقدمته انموذجا فارعا للاقتصادى المهموم بوطنه وببلده، وقد ظل يشرف السودان منذ ان اعتلي المنابر ممثلا له فى المحافل الاقليمية والدولية ، اقدم على خدمة الوطن بتجرد عجيب ومحبة كبيرة ، فعاش ومات كرمز (متفق عليه) بين كل الاقتصاديين والسياسيين، لم ينجر لهتر ، او يرفع صوتا فى يوم ما ، بل عاش زاهدا فى كوخ ارقامه يهدى البلد سواء السبيل، يداوى امراضها الاقتصادية ويحرر روشتات العلاج.
كان بارا باهله فى نواحي الاركي وجلاس، وفيا لشمبات التى اختارها سكنا واهلا وملاذا لم يغادرها رغم تقلبه بين الوظائف والامتيازات احبها واحبته، ومنحها صدقا ووفاءا ، ورغم انتمائه المطلق لهذه الانحاء الا انه كان ملكا لكل السودان وقد فاض على مناطقه بخبراته واهتمامه الذى جعله من عظماء الوزراء الذين حملوا حقيبة المالية..وتسنموا موقع محافظ البنك المركزي فى ايام صعبة لكنه كان على قدر التحدي.
برحيل الدكتور محمد خير الزبير فقد السودان واحدا من ابنائه البررة وعلمائه الكبار فى مجال الاقتصاد، ونسال الله ان يكون ماقدمه عملا متقبلا يضاعف من اجره وحسناته، وقد كان ينفق من صدقات العمل والتبسم والتهذيب ما جعله رقما انسانيا واقتصاديا عظيما يصعب تعويضه بين رزنامة عباقرة الاقتصاد وعلمائه النادرين، رحم الله محمد خير الزبير واحسن اليه، والعزاء للسودان قاطبة ولاسرته واهله واهلي فى شمبات والاركي ، انا لله وانا اليه راجعون… ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top