قلم الإنسانية
بقلم/ المهندس المستشار/ ايمن ابراهيم عبدالقادر
ثقافة التطوع (2/1)
يحمل اليوم العالمي للتطوع الذي تحتفي به دول العالم كافة في 5 ديسمبر من كل عام لترسيخ معاني ثقافة العمل التطوعي وتحفيز المتطوعين على البذل والعطاء واثرها الايجابي على الفرد والمجتمع، ورفع شان المتطوعين في انحاء العالم تقديرا لجهودهم المبذولة حيث دعت الجمعية العامة في قرارها 40/212 المؤرخ في 17/ديسمبر 1985م، الحكومات الى الاحتفال سنويا في يوم 5 /ديسمبر، باليوم الدولي للمتطوعين من اجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبذلك تحفز المزيد من الناس من جميع مسالك الحياة على تقديم خدماتهم كمتطوعين في بلدانهم وفي الخارج على السواء، ويتيح اليوم الدولي للمتطوعين الفرصة للمنظمات التي تعنى بالعمل التطوعي والمتطوعين الافراد لتعزيز مساهماتها في التنمية على المستويات المحلية والوطنية والدولية.
العمل التطوعي يعد من الأعمال الجليلة التي تظهر آثارها الإيجابية وثمراتها النافعة على الفرد والمجتمع , حيث يحل الأمن والأمان والتراحم والاستقرار في مجالات الحياة المختلفة ولقد دعاء المنهج الإسلامي إلى التعاون وبذل الجهد قال تعالى “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ” ( المائدة ,5).
بل كان للعمل التطوعي الأولوية في أول الرسالة المحمدية في المرحلة المكية حيث جاءت الآيات القرآنية الكريمة تحث على العطاء والإنفاق وبذل الخير للمجتمع , ولاسيما الفقراء والمحتاجين والمساكين، ويعد العمل الانساني التطوعي جزءا اساسيا ومهما في ديننا الاسلامي الحنيف الذي حثى عليه واثاب فيه من يشارك ولو بجزء يسير فقد قال صلى الله عليه وسلم ” وإماطة الأذى عن الطريق صدقة” وقد تسابق المسلمون عبر التاريخ لعمل الخير بشتى الطرق لتقديم صورة متنوعة عن العمل التطوعي للحصول على الاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى وهذا اكبر حافز للمسلمين اذا لم يرتبط العمل بمقابل مادي او مصالح دنيوية ، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ” احب الناس الي الله انفعهم للناس ” قد يكون هذا الحديث يؤسس قاعدة مهمة وقوية وعامة للعمل التطوعي الذي لا يمكن حصر صوره أو نماذجه فكل نفع للناس يقع ضمن هذا الحديث وهذه أكبر جائزة وأكثر تحفيزا لكل شخص يريد يتطوع ليقدم عمل الخير ومساعدة الاخرين .
التطوع ظاهرة اجتماعية انسانية موجودة على مر العصور منذ بدء الخلق وهو يتطلب بذل مجهود من افراد او جماعات ويقدم برغبة ودافع ذاتي ، ولئن للعمل التطوعي آليات إدارية وتسويقية له إلا ً أن ممارساته وتطبيقاته في مجتمعاتنا قليلة لكن تفوق كثيرا من المجتمعات الأخرى ولئن كانت المؤسسات الخيرية بالمقارنة مع الغرب او مع باقي الدول إلا أن التطوع على مستوى الأفراد له صور كثيرة والتي تجعل حاجتنا ماسة إلى تفعيل دور الجمعيات في إدارة تلك الممارسات التطوعية وتفعيلها وتطويرها ومحاولة ربطها بالأعمال المؤسسية من خلال إدارة رشيده ومدربة في التعامل مع المتطوعين لاستثمار جهودهم في منظومة متكاملة للرقي بالمجتمع وسد حاجته من خلال هذا القطاع والكيان المهم من كيانات التنمية في المجتمع.
وأن الأمل الكبير أن يجند في هذه المرحلة من واقعنا المعاصر جهد وخبرات كل فرد في ميادين المجتمع المختلفة لاستثمار كل الجهود والطاقات المتوفرة في مجتمعنا لدعم مظاهر العمل التطوعي بما يحقق الأهداف المرجؤة من تكافل المجتمع وتضافر جهود أفراده، إن العمل التطوعي أحد الأسس الهامة للنهضة الشاملة في شتى جوانب الحياة , والعمل التطوعي لا يتجزأ عن أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة باعتباره علامة بارزة لتكافل المجتمع وتآزره فهو ميدان واسع يشتمل على مظاهر متعددة فهو قوة محركة للمجتمع تنبع من داخله وتقوم على جهود أفراده وجماعته ومؤسساته لمواجهة نهضته وتطوره وتقدمه من جانب ومن جانب آخر علاج لمشكلاته وآلمه وجراحه في أوقات الرخاء والشدة والقوة والضعف.
نواصل .