السودان يتقدم بشكوى جديدة ضد الإمارات وإدارة بايدن (على الخط) الخارجية .. احتدام المعركة الدبلوماسية

السودان يتقدم بشكوى جديدة ضد الإمارات وإدارة بايدن (على الخط)

الخارجية .. احتدام المعركة الدبلوماسية

مجلس الامن يعمم شكوى جديدة من السودان باعتبارها وثيقة رسمية ..

تطورات جديدة صاحبت ادانة ابوظبي ابرزها الضغوط الأمريكية.

سلطان المساليت كشف من داخل مجلس الأمن فظائع الجنجويد

بلينكن وجه رسالة حادة للدول التى تدعم للأطراف المتحاربة في السودان

الكرامة: هبة محمود

“الخارجية تضع الإمارات في خانة اليك” _ ربما هو أقل ما يمكن توصيفه حيال الجهود الدبلوماسية التي تبذلها وزارة الخارجية السودانية، في إطار إثبات الدعم الإماراتي لمليشيا الدعم السريع، من خلال تقديم تقارير إدانة، مدعومة بشكوى لمجلس الأمن.
شكوى جديدة تقدم بها السودان، الخميس، ضد دولتي الإمارات وتشاد، سلمها مندوب السودان الدائم  بالمجلس ” الحارث إدريس” للمندوبة الأمريكية غرانفليد رئيسة مجلس الامن لشهر ديسمبر، وقد عمم مجلس الامن الشكوى باعتبارها وثيقة رسمية من وثائق الأمم المتحدة.
وفيما تعتبر الشكوى الأخيرة ضمن سلسلة من الشكاوى التي تقدمت بها الحكومة السودانية، إلا أن ثمة تطورات جديدة صاحبت هذه الإدانة من خلال ضغوط أمريكية، ولهجة حادة مختلفة في صالح السودان وفق مراقبين.

 

الخارجية.. عمل مستمر لحين الإدانة

مسؤول رفيع المستوى بالخارجية السودانية أكد ل “الكرامة” جهود الدبلوماسية السودانية في تقديم وتزويد مجلس الأمن بوثائق جديدة تثبت تورط الإمارات، مؤكدا عدم توقف هذه الجهود لحين إدانة الإمارات.
وقال المسؤول الدبلوماسي ان وزارة الخارجية لا تتوفف عن إصدار بيانات وتوضيح ما تقوم به المليشيا من إنتهاكات في حق الشعب السوداني، وتبصير المجتمع الدولي بما يحدث داخل السودان.
وتابع: رغم ان هذه الشكوى التي تقدم بها السودان ليست هي الأولى، وفي ظل عدم تعاطي أعضاء المجلس مع الشكوى، وذلك لعلاقة الإمارات مع الدول الأعضاء، لكن نجد انه ونتيجة للجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الخارجية السودانية، فان الخطابات أمس الاول، جاءت حادة و متغيرة، وجلها يصب في صالح السودان.
ونوه إلى أن الجهود التي تقوم بها الخارجية السودانية، تأتي مقرونة مع تقرير فريق الخبراء الذي يراقب الوضع في دارفور، فضلا عن تقديم سلطان المساليت سعد عبدالرحمن بحر الدين، تقرير أمس الاول من داخل مجلس الأمن، كشف فيه عن فظائع المليشيا حيال قبيلة المساليت، ما يشكل ذلك كله ضغط دولي على دولة الإمارات الداعمة.

الإمارات.. الوضع مختلف

وبحسب متابعين فان الوضع بالنسبة للامارات بدأ مختلف عن سابقه، وذلك من خلال خطابات الإدانة، التي بدأت واضحة فضلا عن الضغوط الأمريكية.
فقد وجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس، رسالة حادة إلى الدول التي تقدم الدعم العسكري للأطراف المتحاربة في السودان أو تستفيد من الصراع قائلا “يكفي هذا”.
وقال أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودانيين، وليس تعميقها. استخدموا نفوذكم لإنهاء الحرب، وليس إدامتها. لا تكتفوا بالزعم بأنكم مهتمون بمستقبل السودان، بل أثبتوا ذلك”.
ومن جانبه أكد مجلس الأمن الوطني الأمريكي، التابع للبيت الأبيض، أنه سيضع الإمارات العربية المتحدة تحت المراقبة للتأكد من توقفها التام عن تزويد وتسليح مليشيا الدعم السريع بالأسلحة الآن وأنها لن تقوم بذلك مستقبلاً.
وقالت النائبة الأميركية سارة جاكوبس ان الإمارات التزمت للإدارة الأميركية بالتوقف عن تسليح الدعم السريع، وسيتم تقييم التزامها بالتوقف في ١٧ يناير.
ونوهت إلى أنه إذا فشلت الإمارات في الوفاء بالتزاماتها، فانها لن  تردد مع السيناتور فان هولين في طرح مشروع قانون لمنع بيع الأسلحة إلى الإمارات مرة أخرى.

بحرا وجوا .. المزيد من الأدلة

في موازاة ذلك ابلغ مندوب مجلس الأمن الحارث إدريس، إن هناك المزيد من الأدلة بشأن تزويد المليشيا بالدعم العسكري واللوجستي عبر دول الجوار براً وجواً واستخدام 5 مهابط سرية في مدينة نيالا، بجانب المهابط الترابية المؤقتة مستغلة حالة الحـ رب التي عملت قصداً على تفاقمها دولة الإمارات.
إلى ذلك كشف خطاب اطلعت عليه رويترز، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ستقدم للمشرعين تقييما بحلول 17 يناير القادم؛ بشأن مصداقية تأكيدات الإمارات بأنها لا تزود مليشيا الدعم السريع في السودان بأسلحة، ولن تفعل ذلك أيضا في المستقبل، وجاء الخطاب من بريت ماكجورك، منسق بايدن للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتعرض البيت الأبيض لضغوط من زملاء بايدن في الحزب الديمقراطي لوقف مبيعات الأسلحة للإمارات حتى تتأكد الولايات من المتحدة من أنها لا تسلح ميليشَ.. يا الدعم السريع.
وقدم كريس فان هولن، العضو في مجلس الشيوخ وسارة جاكوبس، عضو مجلس النواب، الشهر الماضي مشروع قانون في مجلسي الشيوخ والنواب من شأنه وقف مبيعات الأسلحة.
وكتب ماكجورك : “التقارير التي تلقيناها تشير إلى حدوث العكس حتى الآن، لكن الإمارات أبلغت الإدارة أنها لا تنقل أي أسلحة الآن إلى قوات الدعم السريع ولن تفعل ذلك في المستقبل”.
وقال أيضا: “إن الإدارة ستراقب دلائل مصداقية هذه التأكيدات التي قدمتها الإمارات.. بحلول 17 يناير القادم؛ ألتزم بتزويدكم بأحدث تقييم للسلطة التنفيذية لهذا الأمر”.

كشف الزيف الإماراتي .. المعادلة المتغيرة

وبحسب المحلل السياسي خليفة عبد الله فإن جهود حثيثة قامت بها الخارجية السودانية، أدت إلى التطور الاخير.
مؤكدا في حديثه ل “الكرامة” ان الجهود الدبلوماسية رغم أنها تأخرت، إلا أنها المعادلة مؤخرا وتحديدا منذ شهر مارس تغيرت وذلك بفعل الجهود التي تبذلها الخارجية السودانية من خلال البيانات والشكاوى.
وشدد على ضرورة الطرق على هذا الملف من قبل الخارجية، وفضح الإمارات أمام العالم، و كشف مدى الزيف والكيل بمكيالين.
وقال إن تدخل الإدارة الأمريكية في الخط أولى خطوات إدانة الإمارات وكشف حقيقتها، سيما في ظل التقارير المدعومة بالأدلة الدامغة
وتابع: ما يحدث الآن يعد انتصار للخارجية السودانية والدفع بالمزيد من الأدلة لإدانة الإمارات وتشاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top