تنطلق السبت المقبل بخطط تأمين محكمة
الشهادة السودانية.. اكبر تحديات الدولة..
“343,644” طالبًا وطالبة يجلسون لاداء الامتحانات
( 2,300 )مركز داخلي وخارجي يستقبل الطلاب لأداء الامتحانات
(46,553 )طالبًا يمتحنون خارج البلاد بينهم (27,000) في مصر
( 120,721) طالبًا نازحًا يتوزعون على 49 مركزًا في ولايات السودان
قطاع التعليم يواجه دمارًا واسعًا جراء الحرب..
وزارة التربية والتعليم تؤكد تأمين الامتحانات حتى إعلان النتائج..
أولياء أمور يصفون الامتحانات بالفرصة الحاسمة رغم تدهور البنية التحتية
الخبراء : امتحانات الشهادة السودانية معركة وطنية لتعزيز صمود الشعب
معلمون يؤكدون أهمية توفير ممرات آمنة للطلاب أثناء الامتحانات
تقرير :لينا هاشم
فرضت الحرب على السودانيين نمط حياة مختلفًا، وأخرجتهم من نمط الحياة المستقرة إلى حياة مليئة بالاضطرابات، وكان التعليم الأكثر تأثرًا بين المجالات، حيث دُمرت مكونات العملية التعليمية، وحُرم عدد كبير من الطلاب من حقهم في التعليم، كما تحولت المدارس والجامعات إلى مراكز إيواء للنازحين
رغم هذه التحديات، تجلت الإرادة السودانية لإعادة استئناف العملية التعليمية، حيث أعلن وزير التربية والتعليم أن امتحانات الشهادة السودانية ستُعقد في 28 ديسمبر الجاري، مع تغيير زمن الجلسات إلى فترة الظهيرة،ورغم القلق الذي عبّر عنه عدد من المعلمين وأولياء الأمور إزاء التحديات الأمنية التي تعرقل فرص نجاح الامتحانات، يرى آخرون أن الخطوة حاسمة وتعكس حرص الدولة على حماية العملية التعليمية
استعدادات الوزارة
ويجلس (343,644) طالبًا وطالبة لامتحانات الشهادة السودانية المؤجلة بفعل الحرب في (2,300) مركز داخل وخارج السودان، بنسبة مشاركة بلغت 83%،ومن غير المعتاد أن تُعقد الامتحانات في الفترة المسائية عند الساعة الثانية والنصف ظهرًا
وأكد وزير التربية والتعليم، د. أحمد خليفة عمر، أن استعدادات الوزارة اكتملت، حيث تم تسليم أرقام الجلوس لكل الولايات عدا الخرطوم، التي تأخر التسليم فيها بسبب زيادة أعداد الطلاب بعد دحر المليشيا في بعض المناطق.
وأشار الوزير إلى أن هناك جهودًا لحل مشكلة الطلاب السودانيين في تشاد، مؤكداً جاهزية الوزارة لإيصال الامتحانات حال تكللت المساعي الحكومية والشعبية بالنجاح
وأضاف أن الامتحانات مؤمنة بالكامل بدءًا من دخولها إلى المراكز وحتى إعلان النتائج، بفضل الأجهزة الأمنية التي أصبحت خبيرة في هذا المجال.
وفقًا للوزير، بلغ عدد الطلاب الوافدين من الولايات (120,721) طالبًا في (49) مركزًا، وعدد الطلاب الممتحنين في الخارج (46,553)، منهم (27,000) في مصر
ظروف استثنائية
وتعرض قطاع التعليم لأضرار جسيمة بسبب الحرب، بما في ذلك تدمير البنية التحتية في العاصمة والولايات ،ورغم ذلك، تتضافر الجهود الرسمية والشعبية لإنجاح الامتحانات وسط التحديات الأمنية واللوجستية الكبيرة
ويرى الخبراء أن امتحانات الشهادة السودانية ليست مجرد اختبار أكاديمي، بل هي “معركة وطنية” لإثبات صمود الشعب والقوات المسلحة، وتعكس التكاتف الشعبي والرسمي لحماية التعليم كركيزة أساسية لبناء الوطن
وأكد الخبير التربوي الأستاذ ياسين الطيب ل” الكرامة” أن انطلاق الامتحانات يمثل خطوة إيجابية تعكس حرص الدولة على استقرار التعليم رغم الظروف الصعبة
التحديات الأمنية
الخبير الأمني والعسكري العميد الركن جمال الشهيد أوضح ل “الكرامة” أن إجراء امتحانات الشهادة هذا العام يمثل تحديًا حساسًا نظرًا للظروف الأمنية الراهنة ،وأشار إلى أن المليشيات قد تحاول عرقلة الامتحانات كأداة ضغط سياسي على الحكومة.
وأكد الشهيد أهمية خطط تأمين محكمة تشمل نقل أوراق الامتحانات، ضمان التيار الكهربائي، وحماية المراكز وفق دوائر أمنية مدروسة،كما شدد على ضرورة التنسيق مع الجيش لتحديد “ممرات آمنة” حول مراكز الامتحانات، مع دعوة منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر للمساهمة في تأمين العملية،وأشار أيضًا إلى التحديات النفسية التي يواجهها الطلاب نتيجة الحرب، مطالبًا بإجراءات تضمن سلامة الطلاب وتحسين بيئتهم المحيطة
آراء المعلمين
ويرى معلمون ومديرو جامعات أن الامتحانات تمثل نقطة تحول، لكنها تتطلب ترتيبات دقيقة لضمان نجاحها،السماني حسين، ولي أمر أحد الطلاب، وصف الامتحانات بأنها محطة حاسمة رغم تعقيد الوضع التعليمي
من جهتها، قالت آمنة علي، والدة أحد الطلاب، إن الحياة اليومية أصبحت معاناة، ما دفع ابنها لترك الدراسة والتوجه للعمل
ويرى خبراء تربويون أن امتحانات الشهادة السودانية في ظل الحرب تمثل تحديًا كبيرًا يتطلب ترتيبات دقيقة وتعاونًا بين جميع الأطراف لضمان نجاحها وسلامة الطلاب والمعلمين.