يوسف عبدالمنان يكتب: القطيع الأجرب

خارج النص
يوسف عبدالمنان
القطيع الأجرب
أصبح شرفاء الحركات المسلحة يفرون من مليشيا الجنجويد كفرار العنزة الصحيحة من القطيع الأجرب وبعد إعلان عدد من قادة الكفاح المسلح من حركة الطاهر حجر حليف حميدتي استقالتهم وانضمامهم للقوات المشتركة بعد صحوة ضميرهم جراء الاستهداف العرقي والعنصري من مليشيا آل دقلو للنازحين في معسكراتهم بابوشوك وزمزم تبع تلك الاستقالات إعلان الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال برئاسة عبدالعزيز أمس على لسان ارنو تقلو سكرتير الحركة الشعبية للشئون المدنية تكذيب ادعاءات المليشيا الجنجودية عن توصلها لاتفاق مع الحركة الشعبية لوضع بندقيتهما في كتف واحدة وقتال الجيش وقد احسن ارنو تقلو وصف قوات الدعم السريع بالارهابية وزعم أن التقارير الكاذبة عن التقارب والتحالف صادرة من حكومة بورتسودان.
وارنو الذي يمثل عمق القوميين النوبة في الحركة الشعبية يرى أن المليشيا قد سعت لهذا التحالف وسعت معها دولة الإمارات العربية وأدواتها امثال الخائن حمدوك الذي اجهض من قبل اتفاق توصيل المساعدات الإنسانية لجبال النوبة حينما تدخل بحقيبته التي تفيض بدولارات الإمارات واشتري كل قابل للشراء من جوبا إلى نيروبي واجهض اتفاق إنساني.
ورغم قناعة عبدالعزيز الحلو بضرورة التحالف مع حميدتي لا حبا فيه ولكن اذعانا لرغبة الكفيل الإماراتي الا ان الشرفاء في الحركة الشعبية من أبناء النوبه رفضوا اي تقارب وتحالف مع مليشيا دقلو التي لايجمع بينها والحركة الشعبية جامع الا دولة الإمارات التي ترعى كل من يحمل بندقيته ويصوبها لصدر الشعب السوداني الذي يقتل يوميا بمدافع الإمارات في ام درمان وفي دارفور والجزيرة
الضمير الأخلاقي والقيم الرفيعة للحركة الشعبية مقارنة بمليشيا دقلو تمنعها من تلويث سمعتها وبيع أخلاقها في سوق النخاسة لعرب الجنجويد والحركة الشعبية التي رفعت البندقية في وجه الحكومة المركزية في العام 1983 وظلت تقاتل من أجل الحق العام تارة من أجل التغيير الشامل وأخرى عن تحرير السودان وخاضت مئات المعارك العسكرية ودخلت مدنا وقرى.

لم يعرف الشعب السوداني القيم الأخلاقية والسلوك القويم لكل حركات التمرد في البلاد الا بعد تمرد حميدتي الأخير ومارتكبته من موبقات وفظائع في حق الشعب السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان ، ظللنا نقاتلها بالقلم والسلاح ولكن الحركة الشعبية طوال تاريخها ارتكبت أخطاءا وانتهكت حقوق بدرجات ولكنها كانت حركة لها كوابح أخلاقية لم تمارس الحركة الشعبية الاغتصاب في حق النساء ولم تسحل الأسرى وإذا دخلت منطقة لا تنهب أملاك الأهالي ولا تمد يدها لكبير أو تبقر بطن صغير ولم تجند في صفوفها أصحاب السوابق والمجرمين واللصوص وقطاع الطرق.
وحافظت الحركة الشعبية على نظافة سيرتها حتى اليوم فكيف لها التضحية بكل هذا الرصيد الأخلاقي والقيمي والتحالف مع لصوص وقطاع طرق من عرب الشتات وبقايا اللجان الثورية وعصابات طائفة حزب الأمة والمؤتمر السوداني وكيف للحركة الشعبية أن تسامح فضل الله البرمة ناصر الذي هو واحد من أسباب حمل أبناء جبال النوبة للسلاح.
حسنا رفضت الحركة الاذعان لضغوط الخارج واختارت أن تقاتل بشرف وأخلاق بدلا من ثلويث ثيابها بدرن الجنجويد وبول المليشيا التي اذاقت الشعب السوداني والويل وسهر الليل وشردته من دياره وهي تحمل في ظهرها فاتورة مثقلة من الموبقات وتسعى لتفريق دمائها بين الحركات المسلحة ومن بينها بالطبع الحركة الشعبية التي لايمكن مقارنتها بمليشيا ال دقلو وأتباعهم.