محللون يربطون نجاحها باقرار ابوظبي دعمها للمليشيا الوساطة التركية .. هل تغير المعادلة ؟!!

محللون يربطون نجاحها باقرار ابوظبي دعمها للمليشيا
الوساطة التركية .. هل تغير المعادلة ؟!!

محللون سياسيون : الوساطة اقرت شرعية الجيش ويمكن ان تخدم جهود وقف الحرب

التحدي الذي يواجه المبادرة التزام الامارات بتعويض خسائر الحرب..

خالد الفحل : فى هذه الحالة (……) ستنجح وساطة انقرة..

د. عبدالله الاردب : المبادرة (ضربة معلم) بعد انتهاء اسطورة المليشيا ..

محمد الحسن الامين : المبادرة “بالونة سياسية” لا اثر لها في حرب السودان

تقرير – لينا هاشم

تقدمت تركيا كفاعل ووسيط صوب المشهد الافريقي بعد ان نجحت في الوساطة بين الصومال واثيوبيا ، واعلنت تركيا رغبتها في التوسط بين السودان والامارات – فما هي فرص نجاح الخطوة ؟ وهل يمكن ان تحدث تركيا اختراقا في انهاء الحرب السودانية ؟ وما هي ابرز التحديات التي تواجه هذه المبادرة ؟ .
وكانت تركيا قد قد طرحت وساطتها لانهاء حالة التوتر بين السودان والامارات خلال اتصال هاتفي اجراه الرئيس التركي رجب طيب اوردغان مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الذي ابدي موافقته علي اي دور تركي يمكن ان يسهم في وقف الحرب بين الجيش والمليشيا المتمردة، واكد ثقته في مواقف الرئيس التركي وحكومته الداعمة للشعب السوداني وخياراته .
وبدورها رحبت الخارجية السودانية بتوسط تركيا وقالت ان هذا الموقف يستحق التشجيع والتعاطي الايجابي واكدت ان تركيا محل ثقة وتقدير من السودان.
وسبق ان وجهت الخرطوم عدة اتهامات للامارات باشعال نار الحرب بالسودان وتقديم الدعم اللوجستي والعسكري لقوات المليشيا المتمردة وتقدم مندوب السودان في الامم المتحدة الحارث ادريس بشكوي رسمية ضد الامارات واتهمها بالتخطيط لاشعال الحرب ودعم المليشيا في مواجهة الجيش .

المحلل السياسي خالد الفحل قال لا نُعول كثيرآ على أى وساطات خارجية لإيقاف الحرب فقد اثبتت تجربة اتفاق جدة المبرم بتاريخ مايو 2023م ان التدخلات الخارجية لم تصدق فى وقف الحرب فى السودان علماَ بأن اتفاق جدة تم عبر وساطة أمريكية سعودية ولم تستخدم أطراف الوساطة أى آليات للضغط على المليشيات للالتزام بما تم الإتفاق عليه.

ويضيف الفحل في افادته للكرامة بأن المبادرة التركية عبارة عن مشاعر اخويه ولكنها لا تستند إلى وقائع او مرتكزات يمكن أن تصل إلى وقف الحرب ، بأعتبار أن الوساطة التركية بين السودان ودولة الامارات ظلت تنكر ما اثبتته الأدلة الدامغه بتورط ابوظبي فى دعم المليشيات ومدها بالسلاح وهذا ما كشفت عنه تقارير لجنة خبراء الأمم المتحدة وغيرها من المصادر ذات المصداقية.

ولخص الفحل التحدي الأكبر للوساطة التركية في إقرار الامارات بدعم المليشيات وقال اذا حمل نائب وزير الخارجية التركي هذا الإقرار فى زيارته إلى بورتسودان فنتوقع أن تغير المبادرة التركية المعادلة وتصل إلى نتائج حقيقية بإيقاف الحرب بعد إيقاف دعم الامارات للمليشيات وتحملها كافه الاضرار التى لحقت بالسودان جراء تمرد مليشيا الدعم السريع ، ولكن أى وساطة لا ترتكز على ذلك وتذهب إلى تحويل الامارات إلى وسيط لن تحقق هدف إيقاف الحرب ولن تؤثر على الأوضاع العسكرية وسينتهي بها المطاف كما إنتهى اتفاق جدة.

وجاء العرض التركي للتوسط بين السودان والامارات في بيئة اقليمية تشهد جملة متغيرات وترتيبات في مقدمة اجندتها انهاء الصراعات وتشمل هذه الاجندة المنطقة العربية والقارة الافريقية والنظام الدولي ككل

وساطة انقرة المقترحة تبين جملة دلالات اهمها ان هناك دورا تركيا بدا يتشكل في المنطقة وتبدو خطوط الوساطة التركية لنقل العلاقات السودانية الاماراتية ممهدة وتتوافر لها ارضية جيدة استنادا علي الترحيب المتبادل بين اردوغان والبرهان والذي يؤكد ان هناك اتفاقا وتفاهما قد حدث بينهما وان هناك ضوء اخضر سوداني اماراتي فيما يتعلق بمستقبل العلاقات السودانية الاماراتية .

ويري مراقبون ان الوساطة التركية اقرت بشرعية الجيش مقابل قوات المليشيا واكدو ان تركيا بعد نجاحها في تغيير الاوضاع في سوريا والتوسط لاطفاء التوتر بين اثيوبيا والصومال تسعي بشكل حثيث الي تعزيز نفوذها في المنطقة ككل وتقديم نفسها كلاعب اساسي وعامل مساعد علي الاستقرار والمصالحة بين السودان والامارات .

ويؤكد محللون سياسيون ان الدعوة التركية ايجابية وقد تخدم جهود وقف الحرب في السودان وانها تضع الامور في نصابها الصحيح .

ويؤكد المحللون ان التحدي الاساسي الذي يواجه هذه المبادرة ياتي من جانب دولة الامارات والتي تسعي الي تحقيق مكاسب كلية شاملة في فرض نفوذها علي السودان من خلال المليشيا المتمردة او بعض العناصر المنخرطة في تحالف تقدم والتي دخلت في محاولة تشكيل حكومة موازية كخطوة في طريق تقسيم السودان .

ويري المحلل السياسي د. عبدالله الاردب ان المبادرة التركية ضربة معلم كما يقولون وقد جاءت في زمانها تماما بعد ان طالت الحرب وما تبعها من تخريب ولجوء ونزوح ولم يبق لأهل السودان طاقة لمزيد من الاحتمال وكذلك قد ادى الجيش والمجاهدون والمرابطون واجبهم بكفاءة فوق الاحتمال وقد فشل العدوان الكبير علي السودان وانهزم الدعامة وانتهت أسطورة الدعم السريع.

وفي حديثه (للكرامة) يري الاردب ان التحدي الوحيد الذي يواجه هذه المبادرة هو إلتزام دويلة الشر الإمارات العربية المتحدة ومن ورائها بالتعويض الكامل لخسائر الحرب وضحاياها في السودان.

ورجحت مصادر ان قطع الدعم عن قوات المليشيا المتمردة سيسهل كثيرا في حل الازمة السودانية وانه وفي ظل التقدم الذي يحققه الجيش السوداني يمكن العودة لمسار جدة للمفاوضات.
ووصف المحلل السياسي محمد الحسن الامين المبادرة التركيه بالامر الغامض واضاف – نحن نقدر العلاقة الطيبة مع تركيا وما تقدمه للسودان لكنها لم تفصح عن اي تفاصيل في مبادرتها ، والنوايا الطيبة فقط لا تصلح ما أفسدته هذه الحرب وكذلك حتى الان لايوجد اي اعتراف من الامارات بدعمها للتمرد وبالتالي تصبح المبادرة بالونة سياسية تخص العلاقه بين تركيا والإمارات ولا اثر لها على واقع الحرب الدائره ولن تسهم في ايقافها.