مذكرة فرانيس دينق لسلفاكير .. ازمة ابيي ..بداية حل أم تصعيد جديد..

حديث السبت

مذكرة فرانيس دينق لسلفاكير ..
ازمة ابيي ..بداية حل أم تصعيد جديد..

# عتمة الشمال وصراع المسيرية وغياب المركز.. ماذا عن الحكم الذاتي؟؟
# خالد الأعيسر بين وفاء البرهان وغياب الرؤيا .. هل تفقد البلاد منافحا ولاتكسب وزيرا؟؟

1
في عتمة ليل السودان وفي غيابه عن حيث يفترض وجوده تظل القضايا المصيرية للشعب مفتوحة لكل الاحتمالات وفي غياب السلطة المركزية الفاعله ووجودها الشكلي في الأطراف ربما تذهب بعض أطراف البلاد إلى سبيلها وتنضم إلى بلدان الجوار المستقرة بعد أن استياس من الوطن الأم ومثال على مانقول منطقة ابيى المتنازع عليها بين دولتي جنوب وشمال السودان منذ استقلال الأولى عن الثانية كقضية مؤجلة فشلت الحكومات المتعاقبة منذ سبعينات القرن الماضي في الوصول لحل بشأنها وتم ترحيلها بعد الانقسام لتدخل في الوقت الراهن نفقا شديد الظلام مما دفع البرفسيور فرانسيس دينق مجوك الأكاديمي والباحث ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق لكتابة مذكرة للرئيس سلفاكير ميارديت رئيس حكومة جنوب السودان دفع فيها بجملة أسباب تجعل من الإبقاء على الوضع الراهن في ابيى بمثابة استدامة لأوضاع مأساوية يعيشها شعب ابيى من قومية دينكا نقوك بمشيخاتهم التسعة والمهاجرين من المسيرية على حد تعبيره ووصفه.

وافترع فرانسيس دينق رؤية مؤقتة لتعزيز فرص تنمية المنطقة وتطويرها من خلال اعتماد نظام حكم ذاتي لمقاطعة ابيى ريثما تتوصل حكومتا جوبا والخرطوم لاتفاق نهائى لتقرير شعب ابيى مصيره.
وفرانيسس مفكر عميق الرؤيا لم يستمع إليه الناس في أيام وحدة السودان وتعرضت شخصيته لتشويه متعمد وتجاهل نخب دينكا نقوك والمسيرية خارطة حل طرحها من قبل أكثر من مرة ، ولكن تم تجاهل صيحته في سكرة الطرفين كل فرحا ومنكبا على ( جعته) اي مريسته وضاعت رؤي مؤلف كتب عديدة اهمها كتاب (حرب الرؤى) في زحام العراك السياسي بين الجنوب والشمال ومن المفارقات التي لايعلم البعض أن بين فرانيس من جهة والدكتور الدرديري ودا متصل وصلت مرحلة في من الايام فكرة إصدار كتاب مشترك للباحثين باللغتين العربية الإنجليزية يخاطب شعب المنطقة من القوميين والان يطرح مجوك رؤية يعتقد أنها تمثل طريقا أمنا للخروج من نفق ابيى الذي في تقدير ابن السلطان والمفكر الكبير يمر عبر اتفاق الدولتين على منح سكان ابيى حكما ذاتيا ريثما تنتهي الحرب في السودان وتستقيم وضعية الدولة ويتفق الطرفان على الوضع النهائي لابيي ولا يقدم الرجل تعريفا دقيقا لكيفية الحكم الذاتي وسلطات الحكومة التي تقع تحت سيادة دولتين ويحظى فيها السكان بالجنسية المزدوجة خلال مدة تركها الرجل مفتوحة لاتفاق الدولتين ولكنه اقترح مجلس سيادة للمقاطعة المنتظر تكوينها يتألف من الرئيسين البرهان وسلفاكير ولم يلج الرجل في تفاصيل أكثر دقة ربما خشية الإغراق في التفاصيل المفضية للتباغض والخلاف لكن يتحدث عن ضرورة إعادة النظر في تقاسم إيرادات المنطقة من النفط التي نص عليها اتفاق نيفاشا بنسبة 50في المائة للخرطوم و42في المائة من عائدات البترول لجنوب السودان واثنان في المائة لمجتمع دينكا نقوك ومثله لمجتمع المسيرية وأربعة في المائة مناصفة بين إقليمي بحر الغزال وغرب كردفان ويسترد الحيثيات التي تجعل زيادة الانصبة من البترول لشعب المقاطعة ضرورة تقتضيها تطلعات ابيى إلى التنمية والرفاه في ظل واقع شديد التعقيد
ويقول فرانسيس أن أي حل أحادي لقضية ابيى لن يحظى باعتراف الدولتين ولا المجتمع الدولي ولا الإقليمي ولن يكون مصيره الا مثل مصير الاستفتاء الذي أقامه دينكا نقوك متزامنا مع استفتاء جنوب السودان الذي لم يجد اعترافا من أية جهة وصار إلى التجاهل

2
الدكتور فرانيسس دينق قدم رؤيته لسلفاكير وحكومته وكان حريا به تقديمها لحكومة السودان وليس حكومة بورتسودان كما يطلق عليها البعض استخفافا واذدراء ولكن ربما لتقديرات خاصته اختار تقديمها لحكومة جنوب السودان واتاحتها لعدد من السودانيين الشماليين ممن يظن فيها خيرا ومنهم كاتب هذه المقالة بيد أن الطرف الشمالي تشغله عن دراسة مثل هذه المذكرة الهامة مشاكله التي غرق في اتونها فالحكومة المركزية الآن ترفع من حيث لاتقول شعار عبدالناصر القديم لاصوت يعلو فوق صوت المعركة وربما مجلس الوزراء الذي يفترض نظريا دراسة مثل هذه الورقة حتي ولو لم تقدم إليه لايعرف بعض أعضائه ماهي ابيى اصلا وربما بعضهم لم يسمع بها وفئة تشغلها شواغل الحكم عن الالتفات لمنطقة ابيى وشعب المسيرية الذي هو الآخر ينشغل قادته من زعماء العشائرفي إثبات ولائهم لقوات الدعم السريع والهرولة نحو فتات (مال ال دقلو) المسروق من مركبات ونقود وحتى زعيمهم الناظر مختار بأبو نمر تعرض لاحتقار واذلال من قبل الدعم السريع حتى سأل زعيم العصابة عندما ارغموه على مخاطبة الراي العام (نقول شنو) فقال كبير اللصوص (قول القلنا ليك) ، وإثارت الواقعة غضب الأمير الصادق بأبو نمر الذي خلع جلباب حزب الأمة الملتزم في صفه حد التسليم بكل مايتنزل عليه من ابن خاله صديق الصادق المهدي واضطر الصادق بأبو لإصدار بيان يرفض فيه موقف شقيقه ويتبرأ من انحياز النظارة للدعم السريع على حساب القوات المسلحة وعند الشدائد والمحن تكتشف معادن الرجال كما قال شاعر الكواهلة ود الشهلمه..
الزين مو فسل والفسل موزين
والدخل البطون مابتقطعوا السكين
وفي ظل هذا الواقع وقد بقى أحمد الصالح صلوحة وحده يقاتل في الساحة بعد أن اثر آلاف القيادات الصمت والتواري عن المشهد والتولي يوم الزحف وهل من زحف غير استباحة الجنجويد لكجيرة والفولة الحميره ولقاوة القيافة لكن صلوحة وأحمد سليمان قور يمثلون رمزية قول الشاعر
فينوس يارمز الجمال
ومتعة الأيام عندي
لما جلوك على الملأ
وتخير الخطاب بعدي
هرعوا اليك جماعة
وبقيت مثل السيف وحدي
ووحده يقاتل الدرديري في حرب الرؤى بين دينكا نقوك والمسيرية وقد أسندت الدولة لملف ابيى نخبة من أبناء المنطقة مابين إدارية واشرافية ولكنهم شغلوا أنفسهم بما لايمثل أولوية بل اللجنة الإشرافية لاخيل تهديها ولامال ولم تحسن النطق أن لم يسعد الحال ، وربما لم يسمعوا حتى الآن بمذكرة فرانيسس دينق أو ينتظرون أن يشير إليهم من كلفهم بالمهمة ولكن لماذ يصمت مثقف وعالم مثل البروفيسور سليمان الدبيلو رغم أهمية وتأثير الرجل اي فرانسيس على المشهد الجنوبي وكان حريا بالادارية الخاصة بابيي دراسة هذه المقترحات ورفضها عن بينة أو قبولها حتى تفتح نافذه مرة أخرى لتسوية نزاع أخشى أن يظل على حاله والموارد الضخمة في المنطقة تصبح احتياطيا للدول الغربية حتى ينفخ في الصور وتاتون افواجا وليت الأخ الصديق البله جودة وهو رجل مبصر وسط العمى وقارئ وسط الذين يسبحون في شاشات الهواتف الذكية صباحا ومساء ان يجمع تنسيقية المسيرية ليلا أو ضحى ويتدارسون بينهم مآلات الأوضاع في ابيى والبله من أهل العزائم لا اللاهثين وراء المغانم وتقول التنسيقية كلمتها حول مسألة الحكم الذاتي لابيي.

3
جاءت التعينات الأخيرة لوزراء حكومة البرهان بوجوه جديدة أبرزها الصحافي والإعلامي خالد الأعيسر من لندن حيث العيش الرغد والتواصل مع الأدباء والمثقفين والمفكرين ومن خندق الدفاع عن السودان حيث استنزفت طاقة الرجل في شاشات الفضائيات منذ اندلاع الحرب حيث وقف الاعيسر إلى يمينه ونافح عن الجيش وعن دولة السودان وقدم مالم يقدمه من الصحافيين الا ثلة قليلة مزمل أبوالقاسم وعادل الباز والهندي وضياء الدين بلال وربما تقديرا من البرهان لجهد قطاع الإعلام من الصحافيين الذين لم يبدلون مواقفهم ولم تغرهم أموال ال دقلو اختير الأعيسر وزيرا في حكومة البرهان الحالية وقد أعلن الرجل تلبية النداء ليركل نعيم لندن حيث الدخل اليومي بالدولار والجنينه الاسترليني واليورو إلى حيث مرتب هزيل ومخصصات شحيحة تجعله في حرج بالغ ويكاد يستطيع تقديم كوب قهوة وماء بارد وعصير كركدي مر لضيوف مكتبه وسكنا متواضعا في حي المطار وكل ذلك يهون في سبيل الوطن المكلوم ولكن هل يستطيع الأعيسر سد ثغرة ضعف الإعلام الحكومي وهل المشكلة في الإمكانيات أم في طبيعة النظام الذي لايتيح لوزيرالاعلام سلطة حقيقية تجعله قادرا على أداء واجبه وبطبيعة الحال مهما كانت القدرات التعبيرية للوزير، فإنه يظل معبرا عن سياسات دولة وليس صانعا للسياسات في الدولة التي يهمن على القرار فيها العسكريون الأربعة وليس مجلس الوزراء الذي يجتمع من حين لآخر لمناقشة قضايا لتشكل عصب ماتعنيه الدولة وبالتالي مجلس الوزراء لايعدو كونه مجرد (مسحة كريم) لتجميل وجه الحكومة.
والأستاذ الأعيسر ربما يقدرون دوره ويجد قليل من الإمكانيات المالية في زمن الحرب ولكنه بالطبع لن يجعل مجلس الوزراء حاكما من تنازل القيادة وبالتالي هو يعبر عن ميت بلغة حية وافق مفتوح وجسارة منابر وتلك ستبددها برودة المشهد الداخلي وبدا كثير من الناس أكثر شفقة على الرجل بأن نخسر سلاحا فتاكا كان ينافح عن السودان كبلد ولانكسب وزير إعلام يحارب مع جنوده بلسانه وتلفزيونه واذاعته.

4
يبدوا ان قيادة الحكومة بعد إعفاء والي غرب كردفان د عصام الضو الذي ظل بعيدا عن الولاية حتى سقطت الفولة العاصمة التي يفترض أن يبقي فيها ويتحلي بشجاعة والي جنوب كردفان الحالي في حيرة من أمرها كيف تختار خليفة له؟؟ وهل تستمر في تعين الضباط الإداريين حتى بعد فشل أغلبهم ام تختار عسكريين؟؟ وهل تختار عسكري في الخدمة ام من المعاشيين؟ وهل الأفضل والاكفأ ضابط الجيش ام الشرطة ام الأمن؟ وهل تأتي بضابطا من أبناء المنطقة ام خارجها؟
ثم هناك معادلات داخلية مابين جنوب الولاية وشمالها؟ هل من حمر ام من المسيرية ام النوبة ام الداجو؟ أو من مجموعة القبائل الأخرى التي يدعونها مزاحا (باشقر دار) وسط كل هذه الأسئلة برزت كتلة دار حمر التي تمثل المحليات الشمالية وهي تذكي وتدعم تعين اللواء صالح سليمان الزين وهو كفاءة أمنية وسياسية وشرتاي في ذات الوقت ومجموعة مجتمع لقاوة من المسيرية والداجو والنوبه ودينكا نقوك وهؤلاء يساندون اختيار المحامي الدكتور عادل دلدوم الختيم اشقر ابن الوز العوام وهو أول قيادي من النوبة يجمع عليه المسيرية وتلك من علامات التعافي لهذا الإقليم المضطرب فكيف للفريق شمس الدين كباشي أن يمحص بين هذا وذاك ويختار واليا يقود مكونات الولاية لتحرير نفسها؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top