نقاط تفتيش للرعب والنهب معا…!!!
ارتكازات الجنجويد .. ابتزاز يصل مرحلة القتل ..!!
تقرير: مصطفى احمد عبدالله
حالات الاعتقال بسبب اللون او الجنس مستمرة في تفاتيش المليشيات بالجزيرة
المنظمات وثقت لاكثر من 400 واقعة اعتقال تعسفي، و الاف الحالات للاختفاء قسري
سجلت المنتديات السودانية إشادة مستحقة ب(تفتيش جبيت) ..
تقع بورتسودان شرقي السودان، وتبعد عن الخرطوم ما يقارب 800 كيلومتراً، ويبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة وفق التعداد السكاني لعام 2011، وقد ازداد العدد بعد الحرب الأخيرة في 2022، الى مايقارب الضعف تماما بسبب حركة النزوح الكبيرة من الولايات الأخرى.
وقد أصبح المرور بها حتمياً لعدد من سكان الولايات للوصول إلى مطار المدينة أو العودة منه، وذلك بعد أن دمرت المليشيا مطار الخرطوم الدولي – المطار الأكبر في البلاد –. فأصبحت الطرق طويلة يسلكها المسافرون للوصول إما إلى مطار بورسودان أو مطار دنقلا، ليتمكنوا من السفر إلى خارج السودان.
تمر هذه الطرق بعدة ارتكازات في عدة محليات وولايات ، ويخضع المسافرون للتفتيش في عشرات النقاط الأمنية والعسكرية الخاضعة للجيش النظامي ، والتي تتفحص أوراقهم، وتستجوبهم بشأن أسباب السفر ووجهته، وتتصدر نقطة تفتيشن جبيت في ولاية البحر الاحمر قائمة الاستجواب لكل الداخلين للمدينة نظاميين او مواطنين عاديون .
ما اسمك؟ جاي من وين؟” وماشي وين ؟!
هذا السؤال كان قبل سنوات سؤالاً عادياً في السودان، يمكن الإجابة عنه دون قلق وتشكك في نوايا السائل، سؤال يقصد به التعارف وتقوية الصلات بين أفراد المجتمع من مناطق مختلفة. لكنه أصبح اليوم سؤالاً مفخخاً قد تقود إجابته إلى السجن.
الكثير من النازحين الهاربين من ويلات الحرب في ولايات أخرى، توفرت لهم بعض الخدمات بولايات شرق البلاد والتي تفتقر إليها مناطق أخرى في السودان، لكنها في الوقت ذاته أوقفت على أبوابها قوات نظامية يتفحصون هويات القادمين، وقد يمنعون دخلوهم أو يعتقلونهم بناء على حسهم الامني او معلومات عن تعاونهم مع مليشيا ال دقلو الارهابيه .
اما في الجهة المقابلة للمناطق التى يسيطر عليها قوات التمرد فيتعرض العابرون لاحتجاز في نقاط التفتيش للمليشيا -التي تقف عليها قوات تابعة ل ال دقلو- للتحقيق، والإذلال، والتهديد بالقتل، والتعذيب أحياناً. يقول محمد يسكن سنار الذي اعتُقل من اشهر في نقطة ارتكاز المدينة الرياضية بالخرطوم إن المحققين ظلوا يسألونه عن أسماء قائد من الجيش يحمل نفس لقب اسرته، ويحاولون معرفة علاقته به، فأكد لهم محمد أنه لا يعرف عنه شيئاً، وأنه مجرد سائق عربه حافلة للركاب .
فُتشت أغراضه، وحُجز في غرفة ضيقة مع مجموعة كبيرة من المعتقلين والمرضى العقليين، كان يتجنب تناول الطعام الذي يُقدم له كي لا يضطر إلى دخول الحمامات غير القابلة للاستخدام البشري. تعرض كغيره من السجناء للتعذيب النفسي والجسدي، فقد هُدد بالقتل، وضُرب بالسوط والعصي، وربط بالسلاسل. وكان يُسأل بصوت مرتفع عن كنيته ولقبه العائلي، ويسمع كلمات الإهانة للقبه، ويتهم أنه استخبارات ، كما نسبت إليه تهمتان ملفقتان؛ الأولى قتل جنجويدي ، والثانية تهمة الانتماء إلى الجيش.
أطلق سراح محمد بعد تسعة أشهر بعد أن ساءت حالته الصحية ، إلا أن كثيراً من الأبرياء المحتجزين بسبب ألقابهم أو قبائلهم او اسماء اسرهم الكبيرة ما زالوا يعانون بين جدران السجون بلا ذنب.
في بداية العام الحالي 2024 وصل علي إلى نقطة تفتيش العليفون قادما من الدروشاب بحري ، في طريقه إلى شرق السودان بورسودان للسفر إلى خارج البلاد. كان إلى جواره أحد أصدقائه متوجهاً أيضاً إلى المطار للسفر لسلطنة عمان . نظر جندي الدعم السريع إلى أوراقهما، تفحص اسميهما، تأكد من لقب اسرة علي ثم طلب منه النزول من السيارة.
تم اقتياد المواطن علي بواسطة مجموعة من الجنود تابعه لقوات الجنجويد إلى جهة مجهولة، حيث ساءت حالة” علي” النفسية بمرور الوقت، فقد اتّهم بمسؤوليته عن ملفات عسكرية للجيش او انتمائه للفلول ودولة 56، لم يعرف علي عن هذه التهمة شيئاً، فقد كان مجرد موظف عادي، متّجه لاسرته وزوجته التي على وشك الوضوع في ظل عدم وجود شبكة إتصالات بمناطق سيطرة المليشيا .
ما زالت اسرة علي تتابع قضية اطلاقه ولو بفدية، وحصل على وعود من ضباط ميدانيين بالتمرد بدفع مبلغ فدية مالية واستعادته ومساعدته، إلا أن شيئاً منها لم ينفذ.
وصار الابتزاز ممارسة شائعة عند نقاط التفتيش لمناطق سيطرة المليشيا ، حيث يُجبر الركاب على تدفع مبالغ مالية ونهب مقتنياتهم وسائقو السيارات عليهم دفع (رشوة) أو تقديم شيء آخر ذي قيمة لتسهيل مرورهم، مؤكدةً أن نقاط التفتيش الأمنية باتت المكاتب الفرعية لاقتصاد الحرب.
واصبحت شاحنات البضائع التجارية هي أكثر الأهداف المربحة للابتزاز؛ حيث يضطر السائقون للاختيار بين دفع الرشاوى أو تأخير الشحن الذي يحتمل أن يكون مكلفاً وقد يصل لمرحلة المصادرة.
تستمر حالات الاعتقال بسبب اللون او الجنس في نقطة تفاتيش المليشيات وانتشارهم بالجزيرة او العاصمة ، وعادة ما ينتمي المحتجزون إلى ما يشار إليه عادة بـ”ناس النيل او الشماليين”، ويُتهمون بمساندة للجيش النظامي . وقد وثقت منظمات لحقوق الإنسان اكثر من 400 واقعة اعتقال تعسفي، و الاف واقعة اختفاء قسري .
أغلقت معظم منافذ الخروج من مناطق المتمردين ، وأصبحت الممرات بين مناطقها محاطة بحراس غلاظ القلب وليس لهم وازع من ضمير يلتقطون القادمين من مناطق بعينها بتهم معدّة سلفاً، ولم يعد العابرون يخافون من اصطحاب أسلحة أو مواد ممنوعة، بل أصبح كثير منهم يخافون فقط من سحناتهم او قبائلهم او مناطقهم .
ما اسمك؟ جاي من وين؟” وماشي وين ؟!كان قبل سنوات سؤالاً عادياً في السودان، يمكن الإجابة عنه دون قلق وتشكك في نوايا السائل، سؤال يقصد به التعارف وتقوية الصلات بين أفراد المجتمع من مناطق مختلفة. لكنه أصبح اليوم سؤالاً مفخخاً قد تقود إجابته إلى السجن.
الكثير من النازحين الهاربين من ويلات الحرب في ولايات أخرى، ووفرت لهم بعض الخدمات التي تفتقر إليها مناطق أخرى في السودان، لكنها في الوقت ذاته أوقفت على أبوابها قوات نظامية يتفحصون هويات القادمين، وقد يمنعون دخلوهم أو يعتقلونهم بناء على حسهم الامني.
من جهة اخرى سجلت المنتديات السودانية إشادة مستحقة بتفتيش جبيت بمداخل مدينة بورسودان وتضمنت الاشادة بالعمل الكبير والمتميز الذ ي يقوم به تيم تفتيش جبيت (يا ريت بقية التفاتيش يشتغلوا بنفس الهمة والجدية والنشاط) ..
ويجتهد سعادة اللواء محمد عثمان حمد قائد منطقة البحر الاحمر العسكرية في توفير اجهزة الكشف عن الأسلحة تفتيشًا للحقائب، وتوفير العصا الماسح الضوئي للاشعة السينية لمساعدة القوات المسلحة على الكشف عن الممنوعات في مداخل الولاية،خاصة ان الفترة التي تستغرقها فحص الشاحنة المحملة في حال تم الكشف عليها لا تتجاوز عشر دقائق مع تفتيش ومراقبة جميع المواد الداخلة والخارجة عبر المعبر سواء امتعة المسافرين او الاغراض التجارية.
حيث يقول السائق شمس الدين توفير اجهزة فحص الكترونية تخفف علينا عبء انتظار تفتيش الشاحنات وامتعة المسافرين حيث يصل بنا الحال الى الانتظار اوقات طويلة في ظل درجات الحرارة العالية او هطول الأمطار الى حد تلف بعض المواد التي نحملها.