دعت إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة في السودان.. الإمــارات.. فـاقــد الشيء لا يعطيه

دعت إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة في السودان..
الإمــارات.. فـاقــد الشيء لا يعطيه

شددت على إبعاد السلطة العسكرية لضمان عملية سياسية فعالة..

دانت انتهاكات مخيم زمزم ..” تقتل القتيل وتمشي في جنازتو”!!..

الإعيسر يسخر من الإمارات ويتحداها في إعطاء شعبها حقه الديمقراطي..

مؤامرات ابوظبي لن تزيد السودانيين إلا إصراراً على القضاء على المتمردين..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو.

دعت الإمارات إلى اتباع عملية سياسية فعالة في السودان بهدف الانتقال السياسي، وتشكيل حكومة بقيادة مدنية مستقلة، وقالت مساعد وزير الخارجية الإماراتية لانا زكي نسيبة التي ترأست وفد بلادها إلى مؤتمر لندن الذي اختتم أعماله بعاصمة الضباب مؤخراً، إنه ولضمان السلام الدائم في السودان، يجب أن تكون العملية السياسية الفعالة بعيدة عن سيطرة السلطة العسكرية، مبينة أن الإمارات تؤكد أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمثلان الشعب السوداني، ولا يمكن لأي منهما تحقيق الاستقرار في السودان، مشددة على أن الانتقال إلى عملية سياسية وتشكيل حكومة مستقلة بقيادة مدنية يعد النموذج الوحيد القادر على إحداث تغيير حقيقي في السودان، وأكدت المسؤولة الإماراتية على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بـ”إنشاء آليات جديدة قادرة على إحداث تأثير حقيقي فعال” بحيث تشمل هذه الخطة إرساء تدابير جديدة لمواجهة التهديدات الأمنية ووضع حد لعرقلة المساعدات الإنسانية.

إدانات ولكن:
وعملاً بالمثل الشعبي الشائع ” يقتل القتيل ويمشي في جنازتو”، دانت الإمارات بشدة تداعيات الصراع المدمر والمعاناة المستمرة للشعب السوداني، بما في ذلك الفظائع الإنسانية المرتكبة على نطاق واسع، والعنف الجنسي الممنهج، واستخدام الأسلحة الكيميائية، وعرقلة المساعدات الإنسانية واستخدامها كسلاح ضد المدنيين، وطالبت مساعد وزير الخارجية الإماراتية لانا زكي نسيبة بمحاسبة المسؤولين عن جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك الهجمات الأخيرة على المدنيين في دارفور، والاعتداءات الوحشية على مخيمي “زمزم وأبو شوك” قرب مدينة الفاشر، داعية إلى إنشاء آلية لمراقبة دخول جميع الأسلحة إلى السودان، كما حثت على اتخاذ إجراءات فاعلة وعمل جماعي لتشكيل مستقبل السودان على أسس تحقيق السلام والوحدة وإعادة الأمل، متناولة البعد الإقليمي للصراع بقولها: “يجب أن نُدرك من خلال النهج الذي نتبعه بأن السودان لا يعيش بمعزل عن غيره من الدول، وأن تحقيق السلام الدائم يتطلب إيجاد حلول على المستوى الإقليمي على نطاق أوسع، حيث يشمل هذا ضمان ألا يصبح السودان ملاذاً آمناً للتطرف والإرهاب والتهديدات للأمن البحري الدولي مجدداً.

مفارقات عجيبة:
وهكذا مضت المسؤولة الإماراتية في طرح الكثير من الرؤى والأفكار الباذخة، ورسم خارطة طريق سياسية تؤدي إلى معالجة أسباب النزاع والصراع في السودان، وإرساء دعائم السلام والاستقرار، وكأني بالسودان إمارةً جديدة أضافها ” عيال زائد” إلى إماراتهم السبع التي تتكون منها دويلتهم الشريرة، وإلا لماذا يُعملون كل هذه الجهود والمساعي للتدخل في الشأن السوداني؟ ولعل من المفارقات العجيبة أن تقترح الإمارات الخطط والبرامج والآليات لتشكيل مستقبل السودان؟، وهي التي تجتهد بكل ما أوتيت من قوة وجبروت ونفوذ من أجل تدمير حاضر السودان رغم أنف المجتمع الدولي والإقليمي؟! إن الفظائع الإنسانية المرتكبة على نطاق واسع في السودان، والعنف الجنسي الممنهج، واستخدام الأسلحة الكيميائية، كلها انتهاكات وجرائم نُفذت مع سبق الإصرار والترصد، ولعبت فيها الإمارات رأس الرمح من خلال دعمها وإسنادها المستمر لميليشيا الدعم السريع المتمردة، ولم تتوقف “حكومة أبو ظبي” من هذا الدعم والإسناد حتى بعد أن فضحها السودان وجرّها ذليلةً منكسرة ودفع بها إلى ” قفص” الاتهام في بلاط محكمة العدل الدولية في لاهاي، وليس أدّل من ذلك الانتهاكات والجرائم الإنسانية الفظيعة التي وقعت وماتزال تقع في مخيمات النزوح في زمزم وأبوشوك بشمال دارفور والتي هزّت ضمير العالم، لا تنه عن خُلقٍ وتأتي مثله، عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيم.
رسالة الإعيسر:
وحسناً فعل وزير الثقافة والإعلام الأستاذ خالد الإعيسر وهو يسخر من دعوة الإمارات إلى إقامة حكومة مدنية مستقلة، وقال خلال التنوير الإعلامي الدوري عبر وكالة السودان للأنباء، إن السودانيين هم أصحاب الديمقراطية الأولى في أفريقيا، وقد كرروا هذه التجربة في ثلاث مراحل مختلفة من عمر الحياة السياسية السودانية، في إشارة إلى الثورات والانتفاضات الجماهيرية التي فجرها الشعب السوداني ضد الأنظمة الدكتاتورية في أكتوبر 1964م، وأبريل 1985م، وديسمبر 2018م، وتسأل الإعيسر هل تستطيع “حكومة أبوظبي” أن ترمي بالكرة في ملعب شعبها لينتخب حكومةً لا تعبر عن هؤلاء الذين ارتكبوا هذه الجرائم في حق الشعب السوداني الذي وضع لهم اللبنات الأولى من تأسيس دولتهم؟، وزاد “إن كانوا سيجيبون على ذلك السؤال، سنمنحهم الأهلية والأحقية ليختاروا لنا نظام الحكم الذي نريده” وتناول وزير الثقافة والإعلام فرية الإمارات بتكوين حكومة مدنية تمثل الشعب السوداني، وأن القوات المسلحة لا تعبر عن حال الشعب السوداني، منوهاً إلى حالة الالتفاف الجماهيري والشعبي حول القوات المسلحة، وكل القوات المساندة لها من القوة المشتركة ودرع السودان، والأجهزة الأمنية، والشرطية، والمجاهدين، مرسلاً تحيةً خاصة إلى كتائب البراء قال فيها: “إن كانت الأمارات تخشى (البرَّاؤن)، فنحن نحي (البرَّاؤن) نكايةً في الإمارات.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فمن الواضح أن السودان بات يشكل بعبعاً مخيفاً للإمارات خاصة بعد أن دفع بقضيته العادلة إلى منضدة العدالة بمحكمة العدل الدولية في لاهاي، لذلك لن ترعوي “حكومة أبوظبي” في استخدام كل السبل بما في ذلك قصف محطات توليد الكهرباء والإصرار على إظلام البلاد، ولكن ذلك لن يزيد السودان إلا إصراراً بالمضي قدماً في مشروع القضاء على التمرد، وفضح مؤامرات ابوظبي أمام الرأي العام العالمي، ويمكرون، ويمكر الله، والله خير الماكرين.