حاجب الدهشة
علم الدين عمر
كيكل والآخرين ..الإستلقاء هزيمة والتهاتر ضعف،،
..بحكم القرب والمتابعة اللصيقة والمباشرة لتحديات الناس والأحداث في الجزيرة ووسط السودان أدرك أن هذه اللحظة التاريخية الدقيقة حيث تتعالى صرخات الأرض وتنتفض السماء فوق تراب السودان العزيز والتي تُكتب بدماء الأبطال بأحرف من نار ونور هي لحظة فاصلة وشديدة التعقيد والخطورة علي مستقبل السودان كدولة ومجتمع..
من الخرطوم إلى سنار، ومن مدني إلى الأبيض، يجب أن تتوحد الأيدي التي طالما فرقتها السياسة وتجتمع القلوب التي أنهكتها الخصومات ..تحت راية واحدة.. السودان أولاً و لا مكان للخلافات الصغيرة و الخطابات المنفلتة.. هنا حيث تقف الأرواح حارسة للتراب يصبح لزاماً علينا جميعاً أن نرتقي فوق الجراح.. وأن نؤجل الصراع إلى حين النصر الكامل..
درع السودان..بشكل أو آخر أصبح هو طليعة المعركة وإرادة الأمة وسط هذه المجتمعات التي لطالما كانت مسالمة مستقرة تشغلها تحديات التطور والتعليم والتنمية والفكر والثقافة والأدب والرياضة عن كل شاغل آخر ..
الآن شكلت قوات “درع السودان” ملاذاً حتمياً لمخاوفها من المستقبل والحاضر فألتفت حولها رغم الجراحات والأسي ..وهذه حقيقة لابد من التعامل معها فقد حظي هذا التشكيل الفتي بدعم شعبي واسع خاصة في وسط السودان الذي أستيقظ علي واقعه الجديد حيث تشبث الناس بحلم العودة إلى وطن معافى من الحروب والدمار.
ومع هذا الالتفاف الشعبي المشهود.. تبرز ضرورة أن تضبط قيادة الدرع خطابها الإعلامي.. ليكون متناغماً مع الرؤية الوطنية الكبرى منضبطاً بإيقاع الدولة.. متحاشياً المخاطبات الجماهيرية غير المنظمة إلا بما يخدم الحشد والإستنفار في توقيتات محسوبة.. فالمعركة الآن لا تحتمل الضجيج ولا تحتاجه حوجتها لعزيمة صلبة وحكمة بالغة في القول والعمل..
ولا يمكن أن نغفل عن دور لقوى المشتركة التي تسير كتفاً إلى كتف مع رفاق السلاح وتخوض معركة الكرامة بثبات وإصرار.. و لا مجال لتبديل الأولويات أو إستنزاف الطاقات في مشاحنات جانبية مع وزارة المالية أو غيرها من مؤسسات الدولة.. فالوقت بكل ما يحمله من دقة وألم لا يتسع لمهاترات أو نزاعات بيروقراطية.
القيادات الميدانية وعلى رأسهم أبو عاقلة كيكل تُدرك جيداً أن معركة الحسم تتطلب تركيزاً كاملاً علي الهدف فقد وضعت الأقدار على عاتقهم مسؤولية تاريخية في قيادة الأمة نحو فجر جديد لا مكان فيه للفتنة ولا للفرقة..
السودان.. على عتبة النصر أو الهاوية..
إن التحدي اليوم أكبر من كل الشخصيات والأحزاب والتيارات.. هو تحدي وطن مصلوب بين نيران الحرب وأحلام السلام.. شعبنا الذي عانى لسنوات طويلة من التمزق عرف أخيراً طريقه إلى الوحدة خلف قضيته العادلة لكنه وكما علمتنا دروس التاريخ بحاجة إلى اليقظة الدائمة لإفشال محاولات دس الفتنة وإعادة إنتاج الصراعات الصغيرة..
علينا أن نؤجل خلافاتنا أن نؤمن بأن صوت الوطن هو الأعلي أن ندرك أن معركة الكرامة لا تحتمل إزدواج الولاء أو تشتت الجهود..وأن إعادة الإعمار وأسترداد السيادة الوطنية لا تأتي إلا موشحة بوحدة الإرادة السودانية..
السودان أمام فرصة نادرة لإعادة كتابة تاريخه بدماء الشهداء وصبر المناضلين.. فإما أن نكون جميعاً صناع نصر عظيم أو نخسر أنفسنا أمام هوجة الفوضى والشتات..
فلتكن معركة الكرامة بداية عهد جديد ولنؤجل كل صراعاتنا ومطالبنا لحين ميسرة فالإستلقاء أثناء المعركة هزيمة.
نعود تفصيلاً ..