“واشنطن بوست” طالبت ترامب بمعاقبتها وايقاف تدفق الأسلحة الامارات وحرب السودان.. أدلة جديدة..

“واشنطن بوست” طالبت ترامب بمعاقبتها وايقاف تدفق الأسلحة

الامارات وحرب السودان.. أدلة جديدة..

تزايد الضغوط على “بن زايد” بسبب جرائم المليشيا

دعوة لحظر السلاح وإيقاف بيعه للأمارات

الصحيفة الأمريكية شبهت الإبادة في دارفور بما حدث في كمبوديا

خبير : ترامب تخلى عن أوروبا ومن السهل تجاوز حليف حديث التكوين

الصحيفة الامريكية : الدعم السريع مسؤول عن أول إبادة جماعية في السودان….

تقرير : أشرف إبراهيم

في خطوة تشير إلى تزايد الضغوط على الأمارات، والإتجاه لوقف تدخلها في اشعال وتاجيج الحرب بالسودان، أفردت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مساحة في صدر صفحتها الأولى أمس للحديث عن جرائم مليشيا الدعم السريع ودور أبوظبي فى الحرب ، وطالبت الصحيفة الأمريكية ذائعة الصيت، الرئيس ترامب بإيقاف تدفق الأسلحة ومعاقبة الأمارات.
يأتي ذلك في أعقاب مطالبة أعضاء فى الكونغرس للبيت الأبيض بالضغط على الأمارات.
وقف الإبادة الجماعية
ودعت “واشنطن بوست” لوقف الإبادة الجماعية، وقالت في إفتتاحيتها ، يجب على الولايات المتحدة أن تتحرك لوقف إبادة جماعية وقبل خمسين عاماً في كمبوديا، أغمضت أمريكا عينيها عن تقارير القتل الجماعي، أما في السودان اليوم، فبإمكانها أن تفعل ما هو أفضل..
وتضيف الصحيفة في هذا الشهر، شهد السودان، تلك الدولة الأفريقية التي تعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ذكرى قاتمة في 15 أبريل، دخلت الحرب الأهلية الوحشية في البلاد عامها الثالث الدامي، حيث قُتل ما يُقدر بنحو 150,000 شخص، وتشرّد حوالي 12 مليوناً، دون أي أفق لحل النزاع.
في اليوم التالي، وصفت وزارة الخارجية الأمريكية لأول مرة الأعمال الوحشية المرتكبة في إقليم دارفور غرب السودان بأنها إبادة جماعية، مشيرة إلى القتل المنهجي للرجال والفتيان والعنف الجنسي ضد النساء والفتيات من مجتمع المساليت.
وأشارت الولايات المتحدة في بيانها إلى مليشيا الدعم السريع شبه العسكرية، التي تخوض صراعاً مع القوات المسلحة السودانية، باعتبارها المنفذة لعمليات التطهير العرقي، وكانت إدارة بايدن قد أشارت سابقاً إلى مسؤولية قوات الدعم السريع عن الإبادة الجماعية.
إعلان وقوع إبادة جماعية مستمرة شيء، لكن اتخاذ إجراءات فورية للتخفيف منها أهم بكثير،يجب على الولايات المتحدة والعالم ألا يفشلوا في التحرك.
جاء إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عشية الذكرى السنوية لفظائع جماعية أخر قبل خمسين عامًا، في 17 أبريل 1975، سيطر الخمير الحمر على العاصمة الكمبودية بنوم بنه، وأطلقوا تجربة متعصبة لإعادة تشكيل المجتمع من خلال الإبادة المنهجية للمحترفين ورجال الأعمال والمثقفين والأقليات العرقية. لقد هلك ما يصل إلى 3 ملايين شخص نتيجة الإعدامات العشوائية والعمل القسري والمجاعة خلال ما يقرب من أربع سنوات من الإبادة الجماعية التي تلت ذلك وقد حدثت هذه الفظائع أيضًا وسط تجاهل عالمي.
وتقول الصحيفة الدعم السريع، هي الامتداد المعاصر لميليشيا الجنجويد التي أرهبت دارفور في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وكانت مسؤولة عن أول إبادة جماعية في السودان.
وتقول انه في أواخر مارس، بدا أن هناك اختراقًا كبيرًا في الجمود عندما تمكنت قوات الجيش من استعادة الخرطوم. لكن حميدتي انسحب غربًا إلى معقله في إقليمي دارفور وكردفان، حيث أسس “حكومة السلام والوحدة” . كما شكل تحالفاً مع جماعة ميليشيا تُعرف بحركة تحرير شعب السودان-الشمال، وهي بقايا حرب استقلال جنوب السودان.
وتهدد تحركات حميدتي لإعلان دولة منفصلة بتقسيم السودان في هذه الأثناء، تستمر المذابح ضد شعب المساليت وغيرهم من الأقليات غير العربية.
وتقول الصحيفة ان هنالك اطراف تدعم القوات المسلحة وأطراف تدعم مليشيا الدعم السريع، ومنها الإمارات العربية المتحدة وكذلك ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وقد رحبت إثيوبيا وأوغندا وكينيا بحميدتي أيضاً.
وتضيف الصحيفة الأمريكية مع هذا المزيج المتفجر، قد يكون من المغري أن نغض الطرف. لكن هذا سيكون خطأً، كما كان من الخطأ أن تتجاهل الولايات المتحدة قبل نصف قرن فظائع حقول القتل في كمبوديا، الإجراءات القوية لا تعني بالضرورة التدخل المباشر يمكن لإدارة ترامب أن توقف مبيعات الأسلحة إلى الإمارات العربية المتحدة وأن تفرض عقوبات عليها حتى توقف دعمها العسكري والمالي للدعم السريع التابعة لحميدتي،كما يجب تحذير الدول الأخرى التي يبدو أنها تدعم قوات الدعم السريع. وينبغي للولايات المتحدة أن تعين مبعوثًا خاصًا إلى المنطقة لبدء دبلوماسية نشطة من خلال الضغط على مصر والسعودية وغيرهما من حلفاء الولايات المتحدة لإحضار موكلهم إلى طاولة المفاوضات.
يريد الرئيس دونالد ترامب أن يُعرف كصانع سلام، قد لا يكون السودان على رأس أولوياته، لكنه يجب أن يوليه اهتماماً من خلال المساعدة في التوصل إلى اتفاق سلام هناك، يمكنه إيقاف إبادة جماعية وإنهاء أكبر كابوس إنساني في العالم.

ضغوط وتنصل
ويقول الخبير في الشأن الأمريكي الأستاذ مكي المغربي في حديثه ل(الكرامة) بأن تقرير الواشنطن بوست يغذي الحملة الامريكية الداخلية التي تضغط على الكونغرس الأمريكي بشقيه من الديمقراطيين والجمهوريين لتصنيف مليشيا الدعم السريع كجماعة إرهابية ودموية، وحصل لها تصنيف على مستوى الخارجية الأمريكية ولكنه لن يوقف تدفق السلاح من الإمارات مالم يكن هنالك ضغط من الكونغرس وبالتالي يحدث ضغط على الإدارة الأمريكية.
ويضيف المغربي، صحيح قد يبدو أن الإمارات حليفة للولايات المتحدة الأمريكية ولكنها ليست الحليف الوحيد، وأمريكا تعودت أن تتنصل من حلفائها، وقد يبدو للوهلة الأولى أن ترامب تاجر ويبيع المواقف وأن أنصاره من الجمهوريين ربما يكونون مثله ولكن هذا الحديث غير صحيح لأن الحزب الجمهوري طيف واسع وهنالك أطراف فيه ترى أن أمريكا لايجب أن تتحمل مشاكل حلفائها، واذا كانوا قد تنصلوا عن حلفائهم التاريخيين الأوروبيين من السهل أن يتنصلوا عن حليف حديث التكوين.
تأثيرات
َويشير المحلل السياسي الدكتور عادل التجاني في حديثه ل(الكرامة)، إلى أن واشنطن بوست من الصحف المؤثرة في صناعة الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي على صناع القرار،وتوقع التجاني أن يكون للحملة ضد الإمارات تأثير كبير على البيت الأبيض وإدارة الرئيس ترامب.
َوقال الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع وانتهاكات حقوق الإنسان حركت العديد من المنظمات ولوبيات الضغط الحقوقية في الولايات المتحدة الأمريكية.