الأرقام تكشف حجم المؤامرة
التدخلات الأجنبية في السودان ..
الحرب بالوكالة؟
النائب العام : أكثر من 200 ألف مرتزق في صفوف المليشيا..
العطا : غالبية قوات المليشيا من أجانب.. و65% من جنوب السودان..
إستمرار تدفق الأجانب والمواطنون يستشعروت الخطر..
الكرامة : علم الدين عمر
منذ إندلاع الحرب في السودان عقب تمرد مليشيا الدعم السريع منتصف أبريل 2023م.. بدأ المجتمع السوداني يستشعر خطراً متصاعداً يتجاوز حدود الصراع المحلي.. خطر تمثل في المشاركة الواسعة للمرتزقة الأجانب الذين أنخرطوا في القتال إلى جانب المليشيا.. لم تقتصر أدوارهم على حمل السلاح.. بل تجاوزتها إلى مهام استخباراتية دقيقة تمثلت في رفع المعلومات عن الأحياء التي أقاموا بها سابقاً.. مستغلين طيبة وبساطة المجتمع السوداني في تمرير أجنداتهم..
وقد لعب الإعلام دوراً مهماً في فضح هذه الظواهر والتنبيه لها وعلى رأسه صحيفة “الكرامة” التي نشرت تقارير متكررة تكشف عن تورط أجانب في القتال ضمن مليشيات الدعم السريع لا سيما في الجوانب الفنية الأكثر تعقيداً مثل القصف المدفعي وتقنيات التوجيه والمنصات الحريية المتقدمة والتي لم يتدرب عليها أفراد المليشيا من السودانيين إلى جانب عدد من الصحف والمنصات الرقمية التي نبهت مبكراً إلى خطورة هذا التغلغل على الأمن المجتمعي السوداني.
وبدا واضحاً منذ البداية أن الصراع يتجاوز كونه نزاعاً داخلياً بين الدولة والقوات المسلحة والمليشيا المتمردة حيث لعبت أطراف أجنبية دوراً محورياً في تأجيج الحرب وتعقيد جهود إحتواء التمرد وحسم المليشيا و تعددت أشكال التدخلات بين دعم عسكري مباشر وتجنيد مرتزقة وتوفير تمويلات ضخمة ..ما يثير تساؤلات حول من يتدخل في سيادة السودان ويحاول العبث بمستقبله.
الدعم الإماراتي للمليشيا..
تشير تقارير متعددة إلى أن الإمارات العربية المتحدة قدمت دعماً عسكرياً كبيراً ومتواصلاً لمليشيات الدعم السريع ..بما في ذلك إمدادات أسلحة وطائرات مسيرة.. عبر مسارات غير رسمية تمر من خلال تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان..وقد إستخدمت الإمارات غطاء المساعدات الإنسانية لنقل هذه الإمدادات ما أدى إلى توتر العلاقات بين الخرطوم وأبوظبي.
تجنيد المرتزقة الأجانب..
كشفت تقارير سابقة تقوم المنظمات بتحديثها عن تجنيد قوات الدعم السريع لمرتزقة أجانب بما في ذلك مقاتلين من كولومبيا.. تم نقلهم عبر ليبيا وتشاد إلى السودان.. وقد تم خداع هؤلاء المقاتلين بشأن طبيعة مهمتهم.. مما يسلط الضوء على الشبكات الدولية المعقدة التي تدعم الحرب علي السودان.
فوضى الأجانب ..
في ظل إنشغال مؤسسات الدولة بيوميات الحرب وأسترداد الأنفاس شهد السودان تدفقاً غير منظم للأجانب.. خاصة من دول الجوار مثل تشاد والنيجر وليبيا وأفريقيا الوسطي وقد أدى ذلك إلى إنتشار الجرائم المنظمة التي أنتهجتها مليشيا الدعم السريع كغطاء للتحشيد بما في ذلك النهب والإبتزاز بمشاركة عناصر أجنبية في هذه الأنشطة.. دون وجود رقابة فعالة بل وبتوثيق بعضها إمعاناً في التخويف والترويع .
التحركات الدولية المحدودة..
رغم خطورة الوضع فإن الإستجابة الدولية كانت محدودة مع فشل جهود الوساطة في تحقيق تقدم ملموس يحث تلك الدول علي التنسيق لسحب منسوبيها من المشهد السوداني وقد أدى ذلك إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.. حيث عاني الملايين من النزوح والجوع.. وسط إتهامات بإرتكاب جرائم حرب موثقة.
وتشير التقارير الرسمية والتحقيقات الصحفية إلى مشاركة واسعة للمرتزقة الأجانب في صفوف مليشيات الدعم السريع مما يعكس تعقيد الصراع وتداخله مع أطراف خارجية.
حجم المشاركة الأجنبية في قوات الدعم السريع..
النائب العام أفاد في وقت سابق بأن هناك تقارير تشير إلى دخول أكثر من 200 ألف مرتزق إلى السودان للقتال إلى جانب الدعم السريع.
الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة، ذكر أن غالبية قوات الدعم السريع تتألف من مرتزقة أجانب حيث يشكل أبناء جنوب السودان 65% منهم بالإضافة إلى مقاتلين من ليبيا وتشاد وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى..وكولومبيا، وسوريا.
جنسيات المرتزقة المشاركين..
جنوب السودان:
تشير التقارير إلى أن نسبة كبيرة من مقاتلي الدعم السريع هم من جنوب السودان، حيث تم تجنيدهم من مخيمات اللاجئين داخل السودان.
تشاد:
تحقيقات صحفية كشفت عن تجنيد آلاف التشاديين ضمن قوات الدعم السريع، بينهم كوادر وقادة في حركات المعارضة التشادية.
كولومبيا:
أعلنت الحكومة الكولومبية عن إعتذارها للسودان بعد الكشف عن مشاركة بعض مواطنيها كمرتزقة في صفوف قوات الدعم السريع.
أفريقيا الوسطى:
تقرير أممي أشار إلى أن قوات الدعم السريع جندت عناصر من جماعات مسلحة في أفريقيا الوسطى للقتال في السودان.
الردود الرسمية والإجراءات المتخذة
والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة أوضح أن سلطات الولاية أمهلت الأجانب الذين يقيمون بطريقة غير قانونية لمغادرة الولاية بعدما تورط آلاف منهم في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع.
معتمدية اللاجئين السودانية أعلنت عن إجراء تحقيقات حول مشاركة لاجئين من دول الجوار في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع..مؤكدة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين.
ليتضح أن الصراع في السودان ليس مجرد نزاع داخلي بل هو ساحة لتنافس إقليمي ودولي حيث تتداخل المصالح السياسية والإقتصادية..ومع إستمرار التدخلات الأجنبية يظل مستقبل السودان مرتبط بإصراره علي خوض هذه المعركة حتي النهاية مما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لوقف النزيف ودعم السيادة الوطنية ومؤسسات الدولة والقوات المسلحة والقوي النظامية الأخري للقيام بعملها وسحب الغطاء الدوليةوالإقليمي عن المليشيا بكشفه في أضابير المنظمات ولدي ضمائر الشعوب الحرة .