بين الجيش ومليشيا الدعم السريع ..
“مفاوضات سرية” .. من يقف وراء التسريبات؟!!
التطورات تنفي فرضية وجود اي مفاوضات تحت الطاولة مع المليشيا.
حديث عن مفاوضات بين الجيش المليشيا ، بوساطة سعودية مصرية
تسريبات وسط رفض الجيش التفاوض إلا من خلال تنفيذ مخرجات جدة..
غرف المليشيا وداعميها تسوق للتفاوض بهدف قياس ردود الفعل.
القوى المدنية الداعمة للتمرد تتحدث عن ضرورة وقف الحرب ..
الكرامة: هبة محمود
بالتزامن مع تصعيد المليشيا انتهاكاتها حيال المواطنيين واستهداف البنى التحتية، بدأ الحديث بصورة مكثفة اليومين الماضيين عن وجود مفاوضات سرية بين الجيش السوداني والدعم السريع، بوساطة سعودية مصرية.
تسأولات تطرح نفسها حول توقيتات التسريبات ومن يقف وراءها، في ظل قطع رافض لقيادة الجيش التفاوض أو الجلوس إلا من خلال منبر جدة؟
وفيما تبدو مؤشرات التفاوض منعدمة في ظل مواصلة المليشيا جرائمها ضد المدنيين، يعتقد مراقبون أن غرف الدعم السريع إلاعلامية وداعميها تسعى لتسويق الفكرة كبالونة إختبار لقياس ردود الفعل.
وغداة إطلاق التسريبات الواسعة عن وجود مفاوضات سرية، بدأت و بحسب متابعين القوى المدنية الداعمة للمليشيا في الحديث عن ضرورة وقف الحرب والجلوس على طاولة التفاوض.
ومع وصول التصعيد سقفه مؤخرا تترأ تسأولات أيضاً حول مواقف إمكانية التفاوض مقارنة بموقف الجيش ميدانياً على الأرض والتصعيد الاخير، فأي الأطراف أحوج للتفاوض معها الدعم السريع أم دولة الإمارات العربية المتحدة؟
كيف هو الموقف العسكري للجيش السوداني ؟
لقد ظل قادة الجيش على الدوام يأكدون على عدم العودة إلى طاولة التفاوض مع مليشيا الدعم السريع الا من خلال تنفيذ مخرجات منبر جدة، كما ظل الفريق البرهان يشدد على ضرورة إنهاء التمرد من السودان بشكل تام، الأمر الذي ينفي
فرضية وجود اي مفاوضات تتم تحت الطاولة مع قوات المليشيا.
وفيما ظل منبر جدة هو المنبر الوحيد الذي تعترف به الحكومة السودانية، يرى مراقبون أن الجيش قام بتنفيذ بنوده بالقوة، ما يبطل صحة تلك التسريبات، فضلا عن الموقف العسكري القوي للقوات المسلحة على الأرض.
وعقب التصعيد الأخير الذي استهدف العاصمة الإدارية بورتسودان، اتهمت الحكومة السودانية بشكل مباشر دولة الإمارات في عدوانها، معلنة قطع العلاقات الدبلوماسية معها، معقبة ذلك برفض وساطة جامعة الدول العربية لانهاء الأزمة مع الإمارات، ما لم تتوقف عن دعم مليشيا الدعم السريع بالسلاح.
وتقود تلك المعطيات سابقة الذكر، إلى رفض قادة القوات المسلحة الجلوس مع المليشيا أو التفاوض معها .
الإمارات تتحسس أقدامها
ويذهب مختصون في الشان السياسي إلى أن فرضية التفاوض تكاد تكون منعدمة سواء مع المليشيا أو دولة الإمارات خاصة في ظل التصعيد و التطورات الأخيرة.
فبحسب المحلل السياسي محجوب محمد لـ” الكرامة” فإن الحديث عن أي مفاوضات مع الدعم السريع هو امر تسعى من خلاله جهات إلى فرضه من خلال تأليب الرأي العام بضرورة وفق وانهاء الحرب التي دخلت مرحلة خطيرة من مراحلها.
ويعتقد في حديثه أن واحدة من أسباب التصعيد الأخير هو الضغط على الجيش للذهاب إلى التفاوض سيما في ظل انتصاراته واسترداده لمختلف المناطق مقروناً ذلك بعودة المواطنين وبداية الاعمار.
ويرى أن الموقف القوي للقوات المسلحة على الأرض وزحفها للقضاء على المليشيا جعل دولة الإمارات تتحسس أقدامها لتبدأ مرحلة تصعيدية تخلق من خلال حالة من التوازن في المشهد ولي ذراع الجيش.
رفض مشروط
وامس الأول أعلن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي ، رفضه التام لأي محاولة وساطة من قبل جامعة الدول العربية لحل النزاع القائم مع الإمارات، إلا إذا توقفت الأخيرة عن دعم مليشيا الدعم السريع بالسلاح والمال.
وأكد البرهان أن أي مساعٍ للوساطة يجب أن تتم بعد التوقف الفوري من قبل الإمارات عن دعم المليشيا المتورطة في النزاع، مؤكدًا أن هذه الخطوة هي شرط أساسي لإنهاء أي توتر أو بداية لحوار بناء.
وأشار إلى أن السودان لن يقبل أي وساطة تتجاهل هذا الشرط، مما يبرز تمسك الحكومة السودانية بسيادتها وحقوقها في الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي.
ووصف السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة، الأزمة بأنها “صعبة وشائكة”، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي يعيق الجهود العربية لمساعدة السودان في ظل التباين الكبير في مواقف الدول الأعضاء. ورغم هذه الصعوبة، تواصل الجامعة مساعيها لتخفيف حدة التوتر بين البلدين.
ويعتقد مراقبون من خلال تلك التطورات أن الحكومة السودانية متمسكة بموقفها في انهاء التمرد ورفض أية وساطة تبقي على التمرد في خارطة المشهد السوداني مجدداً الأمر الذي يعضد على عدم صحة التسريبات.
مؤشرات منعدمة
ويرى الخبير والمحلل السياسي د. محي الدين محمد، عدم وجود أي مؤشرات التفاوض في ظل الوضع الحالي، مؤكدا وجود محاولات من بعض الأطراف للتواصل مع الحكومة والمليشيا ودولة الإمارات لم تصل لمرحلة التفاوض.
وقال في إفادته لـ ” الكرامة” إن التصعيد وصل سقفه بين السودان و الإمارات باستخدامها للمسيرات في ضرب المدن والمرافق، مؤكدا أنه في حال وجود تفاوض فإنه ينبغي أن يكون بين الحكومة السودانية والإمارات وليس الجيش والمليشيا، لأن المليشيا لم تزل تواصل جرائمها ضد المدنيين وهو ما لا يسمح بالتفاوض بحد تعبيره.
واكد أن خطوات التفاوض تبدأ بتنفيذ ما تم الإتفاق عليه في منبر جدة، وهو ما لا تريد المليشيا تنفيذه ما جعل الحكومة تذهب الى تنفيذه بالقوة.
وأضاف بان ما يحدث الآن من تقدم للجيش يوكد أن الأوضاع العملياتية هي المتقدمة أكثر من أي عملية التفاوض، وان الحديث عن تفاوض سري هو بالونة إختبار لتسويق الفكرة.
ولفت أن ما تم من تسريبات هي مساعي من قبل “مجموعة تقدم” لكي تتم عملية تسوية تسمح لهم بالعودة مجددا إلى المشهد.