إعتقلت أبرز قادتها وطالبت الإدارت الاهلية بالدعم..
المليشيا في درافور .. رعب وتخبط وانهيار..
الجيش يقترب من شرق دارفور والمليشيا تدخل مرحلة الانهيار
الذعر يجتاح المليشيا واعتقال قيادات على رأسها اللواء عصام فضيل
حالة طوارئ واستنفار للجنجويد في شرق دارفور مع تقدُّم متحرك الصياد
مطالبات من عبد الرحيم دقلو للقبائل : “أكلتوا الحلو.. آكلوا المُر”
مراقبون: المليشيا فقدت قيمتها وسط حواضنها الاجتماعية ..
خليفة : استخدام المدنيين كدروع بشرية لن يوقف زحف الجيش..
تقرير: هبة محمود
مع اقتراب متحركات الجيش من الوصول إلى إقليم دارفور وفك الحصار عن مدينة الفاشر، ومن ثم تحرير بقية ولايات الإقليم، بدأت حالة من الرعب تنتاب صفوف مليشيا الدعم السريع مؤخرًا، تمثلت في عدد من المواقف، كان أولها إعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة في مدينة النهود بغرب كردفان، لمنع هذا التقدُّم.
فمع كل خطوة تخطوها القوات المسلحة السودانية، تزداد في مقابلها مخاوف المليشيا، إذ إنها -وفق مراقبين- تقف في المرحلة الفاصلة والحاسمة من معاركها ضد الجيش، بعد فقدها معظم مناطق سيطرتها.وتعوِّل مليشيا الدعم السريع -بحسب متابعين- على إقليم دارفور أكثر من تعويلها على أماكن وجودها داخل ولايات كردفان، حيث إن وجودها وسيطرتها في دارفور تُعد الأكبر حالياً،ولكن على الرغم من تلك السيطرة -عدا مدينة الفاشر- إلا أنها تعيش حالة من الذعر، ما جعلها تتفقد الولاء تارة، وتستجير بالأسرى تارة أخرى، قبل أن تصل بها المخاوف إلى التشكيك في أبرز قادتها، وهو اللواء عصام فضيل، الذي قامت باعتقاله على خلفية تسريبات عن تواصله مع قنوات ذات علاقة بالجيش السوداني.
اعتقال فضيل
واعتقلت مليشيا الدعم السريع أمس الأربعاء، اللواء عصام فضيل بتهمة تواصله مع قيادات بالجيش، وسط ظروف صحية سيئة وفرض رقابة مشددة عليه داخل محبسه في مدينة نيالا -بحسب ما أورده الصحفي والمحلل السياسي عبد الماجد عبد الحميد-بينما قال المتحدث باسم مليشيا الدعم السريع الفاتح قرشي إن المتعاونين الذين ينقلون خطط القوات للجيش السوداني سيحاكمون بموجب القانون العسكري
وأضاف في كلمة له خلال مخاطبته ملتقى الإدارات الأهلية ، بثتها منصة الإدارة المدنية، بشرق دارفور ، إن الولاية أصبحت ملاذاً آمناً لكل النازحين واللاجئين وتنعم بالاستقرار ما ساهم في تمكنهم من استنفار مقاتلين من الولاية في فترة وجيزة
وقالت تقارير إن ولاية شرق دارفور تعيش ذعرًا بعد أنباء اقتراب متحركات الجيش من الوصول لتحرير كامل دارفور، فيما أعلن رئيس الإدارة المدنية التنفيذية بولاية شرق دارفور، محمد إدريس خاطر، قرار طوارئ رقم (1) يقضي بإعلان حالة الطوارئ والاستنفار العام في جميع أنحاء الولاية.
وأمس الأول، قامت المليشيا بنقل معتقلاتها إلى جنوب دارفور جراء انتشار وباء الكوليرا، خوفًا عليهم، حيث إنها -وفق مختصين- تعوِّل على المعتقلين لديها في استخدامهم كروت ضغط ودروعًا بشرية تحد من تقدُّم الجيش.
معركة مصيرية
وبحسب المحلل السياسي محجوب محمد لـ”الكرامة”، فإن مليشيا الدعم السريع تخوض الآن معارك مصيرية، ما يجعلها تفعل المستحيلات للبقاء.
لافتًا في حديثه إلى أن كل ما تقوم به يصب في خانة “وسائل دفاع” ترى من خلالها أنها تستطيع تأمين ظهرها وإيجاد مكان لها في المشهدين السياسي والعسكري مرة أخرى.
وتابع: الدعم السريع الآن في أضعف حالاته، يقود معاركه ويتحسب لأي طعنة غدر في أي وقت، خاصة بعد أن تخلّى عنه الكثيرون.
وأشار إلى أن المليشيا فقدت وضعها وقيمتها حتى داخل حواضنها ومكوناتها الاجتماعية، بعدما تعرضت له من هزائم متتالية على يد الجيش السوداني.
وأضاف: الفترة المقبلة ستشهد الكثير للمليشيا في مناطق سيطرتها، فهي في مرحلة “أن تكون أو لا تكون”، واعتقالها للواء عصام فضيل يؤكد على حجم مخاوفها، لأن الحديث عن وجود تواصل بينه وبين الجيش السوداني ليس أمرًا جديدًا، لكن ما تعيشه المليشيا الآن هو الجديد.
تحسس ولاء
وقبل يومين، كان قد وجّه القائد الثاني للمليشيا عبد الرحيم دقلو الإدارات الأهلية بولاية جنوب دارفور بتقديم مساهمات عينية لإعاشة جنوده.
فبحسب معلومات نقلتها مصادر “دارفور الآن”، فقد طالب دقلو قبيلة الفلاتة بتقديم عدد 500 بقرة، على أن تدفع قبيلة الترجم 250 بقرة، كما طلب في الأثناء من قبيلة القِمر تقديم جوال دخن وجركانة زيت لكل شيخ.
وتضم قبيلة القِمر 30 عمدة، كل عمدة لديه 40 شيخًا في المتوسط.
وطالب أيضًا قبائل منطقة كاس بدفع 1000 بقرة و1000 جوال دخن لتوفير احتياجات المليشيا.
وقال خلال مخاطبته القيادات الأهلية: “أكلتوا حلو مؤسسة الدعم السريع، الآن آكلوا مُرّها”.
وفيما بدت الخطوة كطلب لإعاشة الجنود، إلا أنها -وفق مراقبين تحدّثوا لـ”الكرامة”- محاولة من عبد الرحيم لتحسس ولاء الإدارات الأهلية لهذه القبائل، سيما قبائل الفلاتة، تلس، والبني هلبة، لسماعه عن تقديمها قوات مساندة للجيش.
مرحلة الغربال
ويذهب الخبير السياسي خليفة عبد الله إلى أن المليشيا تحاول أن تتمسك بكل ما من شأنه أن يبقيها مدافعة عن قضيتها -وفق ما تدّعي.
وشدّد في حديثه لـ”الكرامة” على أن المرحلة المقبلة بالنسبة للمليشيا ستكون بمثابة الغربال، تتبين من خلالها عدوها من صديقها، لافتًا إلى أن مسألة الحفاظ على المعتقلين لاستخدامهم دروع حماية هو تقدير خاطئ، لأنها معادلة قد تؤخر تقدُّم الجيش لكنها لا يمكن أن توقفه.
وتابع: المعارك القادمة حاسمة لها، فهي تسعى بأي شكل من الأشكال لأن تكون في مأمن، خاصة بعد أن فقدت ثقلها ومعظم قادتها الميدانيين.
وأضاف: معركة المليشيا الآن معركة خاسرة، فهي مسألة وقت، فالجيش لن يهدأ له بال حتى يُطهّر كافة الأراضي السودانية من دنسها.